أساليب الزراعة الحديثة..مزيد من فرص العمل وتحسين جودة الإنتاج

درعا-سانا

انطلاقا من الظروف الزراعية والاقتصادية الراهنة بدأ الشباب السوري يبحث عن مساحات جديدة لتطوير اعماله الزراعية حيث وجد هؤلاء الشباب في أساليب الزراعة الحديثة فسحة للنهوض بالواقع الزراعي و تحسين جودة منتجاتهم و معها ظروفهم الحياتية خاصة بعد دخول المكننة الزراعية و التقنيات الحديثة في أغلب مراحل الانتاج من البذار إلى الفلاحة والجني وهي مسؤولية تقع على عاتق هذه الشريحة وتنطوي على الكثير من رد الجميل للفلاح التقليدي الذي طالما اشتغل ضمن ظروف تقليدية صعبة.

في هذا الإطار ذكر حسن عبد الجليل 27 عاماً لنشرة سانا الشبابية أن الزراعة تدر دخلا جيدا على جيل الشباب و خاصة في المواسم الخيرة وتساعد الراغبين منهم على الزواج وخوض معترك الحياة بمتطلباته المتزايدة مضيفا انه بدا منذ عدة سنوات بعملية ضمان الأرض من بعض الفلاحين الذين عزفوا عن الزراعة بسبب قلة الأمطار وباشر بعملية اعداد الارض لاستقبال الموسم الزراعي من خلال استجرار البذار من فرع الاكثار لمواصفاتها العالية و قدرتها على التأقلم مع ظروف المنطقة الزراعية.

وأضاف عبد الجليل أن أغلب المشاكل التي تواجه الفلاح في منطقته تتمثل في قلة الأمطار إلا أن من الملاحظ أن الفلاح المعاصر بات أكثر قدرة على التكيف مع هذه المشكلة فأجاد التعامل معها من خلال ضمان الاراضي القريبة من مصادر المياه و خاصة تلك التي تحتوي على الابار الزراعية بهدف الحصول على أعلى مردود في وحدة المساحة.أما فايز هزاع 35 عاما فقد تحدث عن تجربته الخاصة في زراعة الخضار بالتعاون مع احد مزارعي منطقة المزيريب حيث سعى إلى تعلم الزراعة على اصولها بدءا بانتقاء البذار مرورا بتهيئة الأرض و سقايتها و تسميدها وصولا الى الحصاد وجني المحصول مبينا أنه استطاع خلال الموسمين السابقين العمل بمفرده و وتحقيق دخل إضافي استطاع من خلاله اشادة منزل في قريته و شراء سيارة لنقل الخضار الى الاسواق المركزية في محافظتي دمشق و درعا و بالتالي توفير أجور النقل التي باتت تثقل كاهل الفلاح.

وروى مصعب اليوسف30 عاماً قصته مع الزراعة من خلال مشاركته لابن خاله في زراعة الارض و حصاد المحصول و تقاسم الأرباح الصافية مستخدما التقنيات الحديثة في الري و التي توفر الكثير من الجهد و المال و قد أثمر هذا العمل مدخولا جيدا ساعده على الزواج و تحسين جودة عمله الزراعي موضحا أنه يقوم حاليا بادخار البذار و التقليل من بعض المصاريف لزراعة أرضه للموسم المقبل بهدف تحسين دخله و المباشرة في بناء مسكن خاص به في الأرض الزراعية نفسها.

وتحدث بعض الشباب عن فرص العمل الجديدة التي يخلقها موسم حصاد المحاصيل للشباب ولاسيما العاطلين عن العمل و تحقيق دخل يساعدهم على مساعدة أسرهم أو متابعة تحصيلهم العلمي فضلا عن ملء أوقات فراغهم بما هو مفيد مضيفين ان موسم الحصاد في درعا يستمر على مدار العام لنضوج الخضار في فترات مختلفة كما أن موسم المحاصيل يبدا من منتصف شهر ايار حتى منتصف شهر تموز وفي بعض مناطق الاستقرار و البلدات التي تعتمد على اليد العاملة المنزلية يستمر حتى مطلع شهر اب بما يدر دخلا ثابتا يقدر وسطيا بنحو 1000 ليرة يوميا و يزداد هذا الدخل حسب زيادة ساعات العمل.

ويرى اغلب الشباب ان الانخراط في اعمال الزراعة يملا أوقات فراغه بما هو مفيد على المستوى الشخصي و الأسري و حتى المجتمعي.

يشار إلى أن الفلاحين الشباب في درعا يعانون من قلة الأمطار و صعوبة الوصول الى الحقول الزراعية في ظل الظروف الراهنة و غلاء مستلزمات الانتاج من محروقات و بذار واسمدة ومبيدات و يد عاملة و صعوبة توريد الانتاج الى الاسواق بسبب ارتفاع أجور النقل وتوقف بعض عمليات تصدير المحاصيل و الخضار إلى أسواق البلدان المجاورة.

قاسم المقداد

انظر ايضاً

مرتيني يناقش مع المعنيين في درعا سبل تطويرها السياحة الداخلية والشعبية

درعا-سانا تركز اجتماع وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع الجهات المعنية في محافظة درعا …