كاتب بريطاني: ممالك الخليج على طريق الانهيار

بيروت-سانا

توقع الكاتب البريطاني كريستوفر ديفيدسون أن تشهد ممالك الخليج العربية انهيارا سريعا في المرحلة القادمة نظرا لنشوء حكمها على أساس دعائم الدول البوليسية مؤكدا أن تنظيم “داعش” الإرهابي الذي بدأ المجتمع الدولي يشعر بخطره الداهم حاليا مرتبط بتلك الأنظمة الخليجية.

وقدم الكاتب البريطاني في مقال نشره اليوم في صحيفة الأخبار اللبنانية لكتابه الجديد الذي يحمل عنوان “ما بعد الشيوخ.. الانهيار القادم لممالك الخليج” شارحا بالتفصيل أوضاع تلك الأنظمة الخليجية ولجوءها إلى القمع والعنف لإخماد أي مظاهر احتجاج شعبية واجهتها في الآونة الأخيرة على غرار ما فعلته مملكتا آل خليفة بالبحرين وآل سعود لافتا إلى أن مملكة آل سعود وحتى الإمارات العربية المتحدة ترأستا “المعسكر المناهض بشكل صريح للتغيير وتقويض محاولات إنشاء مزيد من الحكومات التمثيلية في منطقة الخليج”.

وقسم الكاتب الذي يوصف بأنه أحد أبرز قراء السياسة بالشرق الأوسط بكلية الشؤون الدولية والحكومية في جامعة دورهام البريطانية ممالك الخليج إلى معسكرين أولهما تترأسهما مملكة آل سعود والإمارات العربية المتحدة والثاني تمثله مشيخة قطر.

وسخر الكاتب البريطاني من مشيخة قطر التي وصفها بانها تدعي تأييد الديمقراطية باستخدام تنظيمات “إسلامية” سياسية موجودة كآلية رجعية وتدفع أموالا هائلة بدعم من نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا ونفوذه الكبير.

وقال إن “نشوء تلك الأنظمة على أساس الحكم البوليسي سيكون له نتائج خطرة على العقود الاجتماعية وصيغ الشرعية للحكام المتعددين”.

وأضاف الكاتب البريطاني “إن دعائم حكم الممالك الخليجية على وشك الانهيار سريعاً وقد أدت المحاولات التي قامت بها هذه الأنظمة لاحتواء النسخة الخليجية من /الربيع العربي/ بشكل ملحوظ إلى اعتماد” سياسات قمعية هائلة وغير مسبوقة مع انتشار الاعتقالات السياسية في السعودية والبحرين والكويت وحتى في الإمارات العربية المتحدة التي كانت فيما مضى عزيزة على القوى الغربية باعتبارها ليبرالية نسبيا”.

واستعرض الكاتب البريطاني حالات القمع التي تمارسها الأنظمة الخليجية حاليا لمواجهة أي مظهر من مظاهر الاحتجاج الشعبي لديها وقال ساخرا “إن أي تغريدة ناقدة لأوضاع بلاده يمكن أن ترمي مواطناً خليجيا شاباً خلف القضبان” معتبرا “أن نشوء /الدول البوليسية/ في الخليج في مرحلة تكنولوجيا الاتصالات الجديدة نتائج خطرة على العقود الاجتماعية وصيغ الشرعية للحكام المتعددين في الخليج”.

يذكر أن نظام آل سعود لم يتوان عن مناصرة حليفه نظام آل خليفة باستخدام كل أساليب القمع لإخماد حركة الاحتجاج الشعبية المتواصلة في البحرين وأرسل إليها دباباته تحت مسمى درع الجزيرة حيث تم قتل المحتجين واعتقالهم وإزالة خيم الاعتصام التي أقيمت في دوار اللؤلوءة وسط العاصمة البحرينية المنامة.

وأشار الكاتب البريطاني إلى “أن الإمارات العربية المتحدة وقطر هما اليوم في مهب حرب باردة مع بعضهما البعض حول أسلوب التعامل مع الإسلام السياسي.. إذ تعتقد أبو ظبي أن الإخوان منظمة إرهابية، بينما تعتبرها مشيخة قطر لها ثقل وازن ضروري مقابل السيطرة السعودية الإقليمية”.

وعرض الكاتب البريطاني أسباب اقتناعه بقرب انهيار ممالك الخليج لافتا إلى أنها على الجبهة الاقتصادية لم تصل جهود التنويع بعيداً من صادرات النفط والغاز إلى أي نتيجة بعد في ظل اندفاع الممالك الخليجية كافة تقريبا إلى نقطة تتجاوز فيها إنفاق حكوماتها الذي ارتفع بشكل هائل منذ بداية العام 2011 عن مستوى العائدات النفطية المتدنية.

وتجدر الإشارة إلى أن كتاب “ما بعد الشيوخ.. الانهيار القادم لممالك الخليج” صدر للمرة الأولى باللغة الإنكليزية عام 2013 عن مطبعة هيرست ومن ثم عن مطبعة جامعة أوكسفورد  واستعرضته وسائل الإعلام الدولية بشكل واسع، فنشِرت مقالات حوله في ذا إيكونومست، وذا إندبندنت، وذا غارديان، والكثير من الصحف والمجلات الرائدة كما اقتبست بعض أقسام الكتاب ونشرتها مجلتا فورين أفيرز، وفورين بوليسي وفي وقت سابق من العام  الحالي صدرت نسخة باللغة الفارسية عن الكتاب في طهران.

وكانت المجلة الأمريكية الشهيرة فورين بوليسي نشرت في وقت سابق مقالا مشابها للمؤلف يشرح فيه رؤيته عن انهيار الأنظمة الملكية ببلدان الخليج ويؤكد ازدياد الضغوط الداخلية المتصاعدة التي تواجهها ممالك الخليج بما في ذلك انخفاض الموارد وارتفاع معدلات البطالة وضعف الإعانات وظهور قوى حداثية جديدة من الصعب احتواؤها من طرف الحكومات بفضل وسائل الإعلام الاجتماعية والقنوات الفضائية والهواتف المتطورة.

انظر ايضاً

كاتب بريطاني: جرائم (إسرائيل) في غزة وضعت الغرب بمواجهة مع الحقيقة التي تعامى عنها لمدى 75 عاماً

لندن-سانا بعد عقود طويلة وجد الغرب نفسه في مواجهة مع الحقيقة التي تعمد تجاهلها ومفادها …