النمر المرقط موجود ببلاد الشام منذ الألف السابع ق.م

دمشق-سانا

تصنف اللقى الأثرية والنقوش الكتابية السورية القديمة كأحد أهم المصادر العالمية ليس فقط في توثيق جزء مهم من تاريخ تطور الحضارة الإنسانية عالميا بل تسهم أيضا في التعرف على أسرار البيئة الطبيعية قديما وأنواع الحيوانات والنباتات التي كانت متواجدة في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية بشكل خاص خلال عصور ما قبل التاريخ وعصري البرونز والحديد والعصور التاريخية اللاحقة والتي انقرضت أو أصبحت نادرة الوجود حاليا في تلك المناطق.

ومن هذه اللقى كما يقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر و قارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف حجر رحى نحت عليه رسم يصور نمرا أرقط “أنمر” وهو أحد أعضاء فصيلة السنوريات واقواها والأنمر لغويا هو الحيوان المرقط أو الذي يحمل علامات على جسده و هي دلالة على فراء الحيوان.

وأضاف السيد أن  حجر الرحى البازلتي اكتشف في خرائب البيت الثاني عشر في موقع تل بقرص الأثري على الضفة اليمنى لنهر الفرات مقابل مصب نهر الخابور وهو محفوظ حاليا في متحف دير الزور ويؤرخ بالعصر الحجري الحديث ما قبل الفخار “ب” بالفترة الواقعة ما بين6400-5900 ق.م وقد نحت النمر الأرقط بصورة نمر قوائمه قصيرة نسبيا و جسده طويل وذيله طويل وللذيل الطويل دور رئيسي في التوازن أثناء التسلق وجمجمته أو رأسه ضخم مقارنة بحجم جسده وفراؤه مبقعة برقط تفتقد النقطة المركزية في وسطها ما يؤكد أن النحت يصور نمرا أرقط وليس فهدا أو يغور لأن النمر المرقط يمتلك رقطا وردية الشكل بينما يمتلك الفهد بقعا بسيطة، في حين يمتلك اليغور نقطة مركزية في كل رقطة من رقطه على عكس النمرالمرقط ويوفر الفراء المرقط للنمر عامل التمويه والتخفي.

وأوضح المؤرخ أن النمر المرقط قد صور في هذا النحت كرمز للأناقة والرشاقة والشجاعة والدهاء والنبل والقوة فالنمر المرقط حيوان متسلل هادئ ومتسلق ماهر للأشجار وقوي جدا يقتل طريدته خنقا عبر عضة في العنق وقادر على قتل طرائد تفوقه حجما بأشواط بفضل جمجمته الكبيرة التي تحوي عضلات فك قوية جدا وقادر على رفع طرائد تفوقه وزنا بثلاثة أضعاف إلى الأشجار لحمايتها من الحيوانات القمامة كالضباع.

ويرجح أن النمر المرقط عاش في سورية بشكل رئيسي في الغابات المنتشرة على طول الأنهار الكبرى وهو قادر على العيش في الأراضي العشبية والأحراج وقادر على التأقلم مع أشكال مختلفة من المناخات والمساكن.

عماد الدغلي

انظر ايضاً

الآثار السورية في المتاحف الأوروبية… محاضرة للدكتور نزيه بدور في ثقافي حمص

حمص-سانا تزخر مجموعة من المتاحف الأوروبية بعدد من التماثيل والنقوش البارزة والآثار السورية