سورية تتمتع بوجود أكبر كثافة من المغاور الطبيعية في العالم

طرطوس-سانا

تعتبر سورية بلدا غنيا بالمغاور الطبيعية التي لا تزال أغلبها عذارى في عمق الجبال الساحلية تنتظر هواة المغامرة والمكتشفين لفك غموض أسرارها الطبيعية التي أبدعها الخالق .

وهذا العدد الكبير من المغاور الطبيعية يؤهل سورية لتحطيم الرقم القياسي بوجود أكبر كثافة للمغاور الطبيعية في العالم بحسب الباحث إياد السليم المهتم بتوثيق المكونات الطبيعية في سورية والذي اكتشف نحو120 مغارة وهوة في الجبال الساحلية في العاميين الماضيين.11

وأوضح السليم في حديث لنشرة سياحة ومجتمع أن لهذه الاكتشافات أهمية كبيرة بدعم السياحة البيئية في سورية على اعتبار أن سياحة المغاور إحدى أبرز مقومات السياحة البيئية والتي تستهوي السواح ومحبي المغامرة والاكتشاف من أبعد بقاع الأرض.

ورغم خطورة اكتشاف المغاور الطبيعية أشار السليم إلى أنه اندفع بحماس لاستكشاف المغاور والهوات لتوثيقها وتكوين سجل عنها لافتا إلى أن الدخول إلى المغاور وخاصة الهوات أو ما يسمى المغاور البئرية العامودية يتطلب حرصا كبيرا ودراية بقواعد الأمان والسلامة إضافة إلى معدات خاصة.

وقال السليم “أن استكشاف المغاور رياضة فيها شغف كبير لممارسيها وفي دول العالم يوجد لهذه الرياضة أنديتها وفرقها منذ أكثر من ثمانين عاما” مشيراً إلى أن “سورية ليس فيها ناد متخصص بهذه الرياضة”.2

وحول أصعب التجارب التي مر بها السليم في اكتشاف المغاور يقول “إن التحدي الكبير كان اكتشاف هوة الجرد الواقعة في جرود منطقة بانياس لافتا إلى أن النزول إليها تأجل عدة سنوات لعدم توفر معدات مناسبة ونسبة أمان كافية”.

أضاف السليم ” كانت أول هوة أنزلها بشيء من القلق والخوف من الأخطار المحتملة فهي بعمق ما يعادل 22 طابقا وعند النزول إليها فوجئنا أنا والفريق المكتشف بأن شكلها كالبيضة أي صغيرة الفوهه بالنسبة لحجم التجويف وهذا يعني أن النزول محفوف بالمخاطر حيث لا يوجد أي شيء نستند عليه في الهبوط”.

وتابع السليم “غدوت في آخر هبوطي كمروحة تدور بسرعة كبيرة فلا أحد كان يسمع صراخي وظللت أدور حتى وصلت الصخور بغثيان كبير ثم تمكنت من السير لاكتشف بعدها سحر القاع الواسع بمساحة 2500 م2 لأكون أول من يشهد التشكيلات الرائعة داخل الهوة”.

وأشار السليم إلى أن سحر المكان أنساه كل العناء وقام بتصوير معالم القاع الرائعة.4

أكد الباحث أن سورية غنية بالمغاور والهوات المذهلة وأن قسما كبيرا منها يتمتع بجمالية عالية تفوق الخيال وتجعل من سورية رائدة عالميا في هذا المجال ومنها (هوة تحفة جبلة)المذهلة التي ساهمت بحل ألغاز في علم المغاور وبنفس الوقت طرحت ألغازا جديدة.

وتابع السليم أن “هوة جبلة تأخذ شكل صالة كروية تتسع لحوالي 8 أبنية وفيها تشكيلات بكر رائعة بعمر حوالي200 ألف عام وفيها ظاهرة فذة وهي عبارة عن صواعد أفقية وفي الهوة تشكيلات رائعة كغابة الصواعد والنوازل وصخرة الصواعد الأفقية مشيراً إلى ضرورة وأهمية تحويلها لمقصد سياحي مهم والإسراع باستصدار قانون حماية المغاور والتشكيلات الطبيعية في سورية.

أوضح أن منطقة الشيخ بدر فيها كثافة لا تصدق من المغارات والهوات وقد تحطم في عددها الأرقام القياسية العالمية.

يشار إلى أن الباحث السليم أنشأ 36 صفحة على المواقع التواصل الاجتماعي تغطي الإرث البيئي السوري والمعالم الطبيعية السورية في إطار توثيق المكونات الطبيعية في سورية من تشكيلات طبيعية إلى الحياة البرية وصولا إلى آثارنا وتراثنا.

ديمة الشيخ