عمال سيرونيكس: دافعنا للحفاظ على منتجات الشركة الراسخة في ذاكرة السوريين

دمشق-سانا

ثلاثون عاماً أمضتها العاملة بشرى الشاطر في قسم تجميع الشاشات بالشركة العربية السورية للصناعات الإلكترونية “سيرونيكس” تعتبرها من أجمل سني حياتها فلم يعد المكان مجرد عمل تتقاضى أجراً عليه بل أصبح جزءاً من حياتها ففي ذاكرتها الكثير من تفاصيله وتعتبره بيتها الثاني.

الشاطر تستذكر في حديثها لمندوبة سانا الظروف الصعبة التي عاشتها مع زملائها خلال فترة الحرب الإرهابية على سورية واعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذائف على الشركة وحالات القنص التي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من زملائها.

الأمل والتفاؤل بالمستقبل وعودة سورية أفضل مما كانت تبقى الأمنية الأولى والأهم للعاملة الشاطر وزملائها في عيدهم هذا العام الذين تتشارك أيديهم العمل في لوحة مميزة من التعاون والمحبة وتقول: “نشعر بالسعادة عند الاحتفال بعيد العمال لأننا نستذكر كيف استعادت مئات مواقع العمل حيويتها بعد سنوات صعبة كان العمال فيها جنوداً مجهولين يؤمّنون لأبناء الوطن وسائل الصمود رغم قلة الموارد وضعف الإمكانيات التي فرضتها الحرب”.

المكان الذي توجد به شركة سيرونيكس وتعرضها للاعتداء خلال سنوات الحرب الإرهابية إلى جانب الصعوبات وانخفاض الإنتاج لم تمنع العمال من الاستمرار بدوامهم ضمنها بشكل يومي وفق ما أكد عدد من العمال لمندوبة سانا.

عودة الأمان والاستقرار للمنطقة ساهمت بإعادة عجلة الإنتاج في الشركة فالعامل زياد شحرور رئيس قسم التجميع يبدأ عمله فيها منذ الثامنة والنصف صباحاً عند خطوط الإنتاج التي تشغل فكره في إيجاد طرق مختلفة لزيادتها بعد توقفها لسنوات مستذكراً عمل الشركة قبل الحرب حيث كانت تنتج طيفاً واسعاً من التلفزيونات والثلاجات والمكيفات الهوائية إلى أن اقتصر إنتاجها على شاشات التلفاز .

شحرور الذي يعمل في الشركة منذ أكثر من 20 عاماً بين أنه ومعظم زملائه لم ينقطعوا عن العمل طيلة سنوات الحرب إلا في الحالات الطارئة جداً ودافعهم الأول في ذلك كان ارتباطهم المعنوي والوثيق بالشركة التي يعتزون بها وبإسمها واستمرارها الذي أصبح جزءاً من إنجازاتهم معرباً عن أمله بتحسين أوضاع عملهم وتأمين المواصلات لهم بشكل أفضل بعد عودة الأمن والأمان للمنطقة.

وأصر شحرور على ضرورة النهوض وتأهيل ما دمر من أجزاء الشركة وتزويد السوق المحلية بمنتجاتها التي شكلت لعقود كاملة جزءاً من تراث وتاريخ السوريين ولا سيما تلفزيون “سيرونيكس” الذي احتل مكاناً مميزاً في كل منزل.

لا يمكن نكران مشاعر الخوف المرافقة للعمال عند قدومهم للشركة أثناء سنوات الحرب كونها كانت على تماس مباشر مع التنظيمات الإرهابية في منطقة القابون وفق العامل أحمد ويقول: “الشعور بالمسؤولية تجاه الحفاظ على الشركة واستمرار العمل للدفاع عن كل مقومات الحياة في سورية كان يطغى على مخاوفنا ويحملنا واجب الوفاء والتضحية”.

من جانبه يبين قصي زغنوط عامل في الشركة منذ عام 1996 أن الشركة ومنذ أن أعاد أبطال الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار للمنطقة أقلعت بشكل متميز لتكون رائدة في الصناعات الهندسية والإلكترونية حيث قامت بخطوات عملية لتجميع الشاشات وإنتاجها بقياسات متعددة من خلال استخدام تقنيات حديثة.

ومازالت الشركة كغيرها من المؤسسات والشركات السورية تواجه صعوبات في تأمين موادها نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب على سورية حيث تمنى العامل فؤاد مسجد في عيد العمال أن ترفع هذه الإجراءات ليعود إنتاجهم وإنجازهم الذي يفتخرون به إلى سابق عهده.

وعن دور العمال والفنيين في تعزيز الاقتصاد الوطني أوضح المهندس باسم ميلاني رئيس قسم السيترابور في الشركة أن الأجهزة المنتجة تتمتع بجودة عالية ومرغوبة في السوق المحلية بشدة وهو ما يدل على إيمان العمال بدورهم في رفد الاقتصاد والإصرار على إقلاع الخطوط الإنتاجية وتوفير المنتجات السورية محلياً وتصديرها.

واعتبر مدير عام شركة سيرونيكس المهندس لؤي ميداني أن تمكن الشركة باعتبارها إحدى شركات القطاع العام وفي الظروف الراهنة من تأمين مستلزمات إنتاج الشاشات الرقمية بقياسات متعددة ومواصفات عالية الجودة تتميز بتقنيات كـ Wi Fi والبث الرقمي الأرضي دليل على نهوض الإنتاج في سورية بفضل سواعد العمال وإراداتهم.

وتبقى منتجات سيرونيكس المميزة في ذاكرة السوريين الدافع والحافز الأكبر لعمال الشركة لمتابعة عملهم مهما تعرضوا وواجهوا من صعوبات ولدى التجول في أروقة الشركة وسماع أحاديث العمال الذين تجمعهم روح الألفة والتعاون تتيقن أن “لا شيء يقف في طريق إنجاز عمال سورية”.

بشرى برهوم

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب:

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

 

انظر ايضاً

“لحن الحياة” عرض مسرحي راقص في اللاذقية خلال تظاهرة (فرح الطفولة)

اللاذقية-سانا احتضن مسرح دار الأسد للثقافة في اللاذقية اليوم العرض المسرحي الراقص “لحن الحياة”، وذلك …