الشاب طلعت كيوان..إصرار على العمل إيماناً بالفن الراقي

السويداء-سانا

يحمل الفنان التشكيلي الشاب طلعت كيوان من محافظة السويداء العديد من الميزات التي تؤهله للتألق في مجال الفن التشكيلي مستنداً في ذلك إلى 1دراسته الأكاديمية وموهبته وثقافته ورغبته بالبحث والاستفادة  من تجارب كبار الفنانين السوريين.

ويؤكد كيوان أن موهبة الرسم التي رافقته منذ صغره عبر تقديمه للأعمال الجميلة في حصص الدروس الفنية بمدرسته في قرية السهوة بالسويداء بقيت دون أي توظيف لها بالشكل الصحيح إلى أن أدرك قيمتها مع نهاية دراسته الثانوية عندما أراد التسجيل بالجامعة وتحديد مستقبله.

ويوضح كيوان الذي زارته نشرة سانا الشبابية في مرسمه بمدينة شهبا أنه تمكن بفضل تشجيع والدته واكتشاف ابن عمته الفنان التشكيلي المغترب بسام الحجلي لموهبته الفنية أثناء زيارة لهم وتدريبه لفترة قصيرة من دخول كلية الفنون الجميلة وذلك بعد تجاوزه لاختبارات القبول فيها.3

ويضيف: “إنه في السنة الثانية من دراسته تخصص في مجال التصوير الزيتي الذي يتناسب مع اهتماماته ويجد فيه الجمالية وإمكانية البحث بشكل كبير” لافتاً إلى إنجازه خلال فترة الدراسة للعديد من اللوحات المتعلقة بالحارات الدمشقية لبيعها وتأمين مصروفه الجامعي منها.

واستمر كيوان بعد تخرجه من كلية الفنون في رسم الحارات الدمشقية انطلاقاً من عشقه للشام المسكونة في قلب كل السوريين والتي تستفز ريشة أي فنان يقف أمام عظمتها وتاريخها وتراثها موضحاً أنه اعتمد في تلك الفترة على الأسلوب الواقعي الذي أعطاه الخبرة للتعامل مع الألوان والانطلاق فيما بعد إلى أسلوب جديد بالفن.2

وقال كيوان: “إن حضوره الأول في مجال المعارض كان في معرض جماعي عام 2007  ضمن نقابة الفنون الجميلة بالسويداء من خلال بورتريه أظهر فيه شخص يحمل من الثقة بنفسه ما يكفي مع إبرازه للقوة في معالم وجهه” مبيناً أن هذا العمل شكل بالنسبة له تجربة جديدة للخروج من الأسلوب الواقعي بطريقة الرسم واستخدام الألوان مع ترك أثر واضح للريشة فيه.

ويذكر كيوان أنه في عام 2008 شارك بمعرض مماثل قدم فيه بورتريه أظهر ضمنه شخصاً تطغى عليه معالم الحزن في حالة واضحة للفن التعبيري مع ابتعاده عن الأسلوب الكلاسيكي واستخدام أداة السكين جديدة في الرسم.

وتابع كيوان أنه شارك أيضاً في أحد معارض الشباب التي استضافتها صالة العفيف بدمشق قبل سنوات قليلة وذلك عبر تقديمه لعمل بالفن التعبيري لحالة شخص غاضب والذي حصل بناء عليه على جائزة تكريمية.

ونجح كيوان خلال الشهر الحالي بإطلاق أول معارضه الفردية في المركز الثقافي العربي بمدينة شهبا والذي حظي بمتابعة فاقت توقعاته حيث ضم 30 لوحة مرسومة بالألوان الزيتية جسدت موضوعات تتعلق بالطبيعة والأماكن التاريخية والأثرية والقضايا الإنسانية.4

وبين كيوان أنه حاول من خلال المعرض التنويع في الموضوعات وتوظيف اللون في عملية الخروج من أسلوب الرسم الواقعي مع إبراز الحالة التعبيرية  للشخوص في بعض اللوحات.

ويشير كيوان إلى أن إيمانه برسالة الفن وطموحه بتقديم العمل الفني الجميل يدفعه للاستمرار بالعمل متحدياً كل الصعوبات المادية التي تواجهه في تأمين مستلزمات أعماله.6

ودعا كيوان الفنانين الشباب إلى الاستمرار بالعمل بغض النظر عن  الظروف التي تواجههم فزيادة نشاطهم يلعب دوراً كبيراً في تكوين الثقافة البصرية والارتقاء بها ما ينعكس إيجاباً على تطوير الحركة الفنية في مجتمعهم.

بدوره يرى رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء  نضال خويص أن تجربة الفنان طلعت كيوان مهمة بالوسط الفني وهو يعبر عن موضوعات مهمة مع تركيزه على البورتريه بحالاته الإنسانية دون اتخاذه نمط واحد من اللون مع عدم اقتصاره بالعمل على الريشة بل يستخدم أدوات متعددة في عمله.

ويضيف خويص : “إن كيوان احترف العمل بالتصوير الزيتي وقدم أعمالاً حملت خصوصية تميزه من حيث إغنائه للوحة بالتفاصيل اللونية التي تكاد تقارب الانطباعية أحيانا ثم تعود للتعبيرية لتطفو بشكل أقوى من الناحية البنائية”.7

يذكر أن الفنان التشكيلي طلعت كيوان من مواليد عام 1980 خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 2003  وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء ويعمل حاليا مدرسا في مدارس مدينة شهبا وكذلك في كلية الفنون بالسويداء لمادة التصوير الزيتي.

عمر الطويل

انظر ايضاً

“الخرسا”.. صخور بركانية صماء وآثار تعود إلى العصور النبطية والرومانية والإسلامية