موسم الحصاد.. فصل جديد من فصول التحدي يكتبه الفلاحون

حمص-سانا

مع ساعات الصباح الأولى يخرج حسن عبد الله حسن مع أسرته إلى الحقل ليحصدوا سنابل القمح وتعب العام متجاوزين صعوبات ومخاطر كثيرة فرضتها الأزمة.

وبحسب حسن المزارع من قرية الغور الغربية في ريف حمص الشمالي لموسم الحصاد نكهة خاصة عند أهل القرى فهو يحمل الخير للأسرة ويجمعها في جو اجتماعي يتميز بالحب والتعاون.

ويبدأ موسم الحصاد عادة كما يوضح حسن في أواخر أيار من كل عام حيث تنضح حبات القمح والشعير بشكل كامل من خلال اصفرار سنابلها فيحصدها المزارعون أما بالمناجل اليدوية أو الحصادات الآلية ويساعدهم آخرون بجمع السنابل المحصودة وهو ما يعرف بعملية الغمار حيث يعملون على تكديسها على شكل تلال صغيرة ليتم نقلها إلى البيادر ومن ثم درسها بالدراسات الآلية التي تعمل على فرز مادتي القمح والشعير لتنتج من الأخيرة مادة التبن وبعدها تتم تعبئتها ضمن أكياس من الخيش أو النايلون.

ويتابع حسن الأكياس المملوءة بمادتي القمح تنقل إلى المنازل لتسلق في قدر كبير يعرف شعبياً باسم الدست أو الحلة في جو اجتماعي يجمع أفراد الأسرة وأقرباءهم وجيرانهم وحين تنضج حبات القمح تنقل إلى اسطح المنازل حيث تفرش على مسافات واسعة وتترك لمدة ثلاثة ايام وبعد أن تجف تماماً يتم جرشها بالجاروشة التي تطحن حبات القمح وتنتج مادة البرغل بأنواعها المختلفة الخشنة والمتوسطة والناعمة.

موسم الحصاد بكل طقوسه وأجوائه يمتلك اليوم طعما آخر كما يقول حسن “خروج الفلاحين والمزارعين إلى حقولهم وأرضهم بات نوعا من التحدي نحن نواجه الإرهاب وكل من يريد أن يعطل تفاصيل حياتنا ونصر على الزراعة والحصاد وتأمين حياة كريمة لأسرنا واكتفاء غذائي لكل السوريين”.

وتقدر مديرية زراعة حمص انتاج المحافظة من مادة القمح للموسم الحالي بأكثر من 42 ألف طن منها 33 ألف طن من القمح المروي وتسعة أطنان من القمح البعل كما تتوقع أن يكون انتاج المحافظة من مادة الشعير 5 آلاف طن منها 1063 طنا من الشعير المروي و4185 من الشعير البعل.

وبحسب فرع مؤسسة الحبوب بحمص يبلغ مخزون المؤسسة من القمح 226 ألف طن من القمح موزعة في الصوامع الثلاث في حمص وتلكلخ وشنشار ويتم الشحن يومياً بحدود 500 طن من القمح الى المطاحن البالغ عددها 35 مطحنة فيما تحدد سعر الكيلو الواحد 45 ليرة للقمح القاسي و44 للطري.

قصة القمح تشبه قصصا سورية كثيرة فبعد ان كانت سورية تنتج ما يسد احتياجاتها المحلية وتوفر كميات إضافية للتصدير باتت اليوم ونتيجة الظروف الراهنة بحاجة لاستيراده لتغطية حاجة مواطنيها لكن مع إصرار حسن ورفاقه سيبقى الأمل بعودة سورية كما كانت مكتفية تأكل مما تزرع.

حنان سويد