S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
تقرير: عامر ديب -تصوير: وسيم خير بك -مونتاج: رشا اللبان
اللاذقية-سانا
يشكل الطفل سامر ميا حالة فريدة في المجتمع حيث يتكلم اللغة العربية الفصحى منذ أن تعلم نطق أول حروفها وذلك بشكل فطري دون تعليم أو توجيه من أحد ما يجعل منه ظاهرة خاصة تتطلب العناية والاهتمام والدراسة من قبل المختصين وخاصة أن سامر الذي يبلغ اليوم الخامسة والنصف من العمر هو ابن عائلة فيها اربعة أبناء لا يتحدث أي منهم اللغة الفصحى.
وتوضح ايمان السيد علي والدة سامر انه الولد الثاني بين أربعة أخوة والأكبر والأصغر منه لا يتحدثون مثله إلا أنه منذ ان بدأ النطق في الثانية من العمر كان يتحدث مفرداته الأولى بالفصحى فيقول أمي أبي ولم يقل ماما بابا وفي سن الخامسة أصبح ينطق جميع كلامه باللغة العربية الفصحى فيقول أمي أريد الماء أمي أريد الطعام ومع مرور الوقت أصبح يركب جملا أكثر صعوبة فهو مثلا عندما يلعب ويتعب يقول لأبيه أبي لقد تعبت.. اريد ان أأخذ قسطا من الراحة.
وتضيف الوالدة: “عرضنا ابني على عدد من المختصين باللغة العربية فأخبرونا جميعهم أن لغة سامر صحيحة مئة بالمئة ولا يوجد أي خطأ نحوي أبدا في كلامه الى جانب انه أحيانا يستخدم مفردات لا نتداولها في محيطنا الاجتماعي”.
وأشارت إيمان إلى أن أكثر ما يرهق ولدها نظرة المحيط له حيث يعتبره بعضهم حالة شاذة بينما يسخر منه آخرون كما أن بعض المعلمات في الروضات يطلبن منه التحدث باللهجة العامية ولذلك غالبا لا يلعب سامر مع أطفال الجيران فهو يقول إن أحدا لا يفهم عليه.
وتذكر أم سامر أن ولدها أصبح مدققا لغويا للعائلة يصحح لهم أي خطأ في لغتهم مؤكدة أن طفلها بشهادة الأطباء سليم البنية ومتعدد الذكاء وهو حالة فريدة تستوجب الرعاية والتطوير وخاصة ان لديه اهتمامات كبيرة بعلم الكيمياء فمنذ عمر السنتين والنصف كان يعدد رموز الكيمياء ويعرف المعادلات الكيميائية البسيطة إلى جانب شغفه منذ ذلك السن بالأجهزة والتقنيات حيث يجيد استخدامها بشكل لافت.
ولفتت إيمان إلى أنها أوكلت مهمة تنمية مهارات ولدها اللغوية لمدرسة مختصة في مجال اللغة العربية.
وقالت: سجلت سامر قبل أشهر في مدرسة تبعد عن سكننا من 2 إلى 3 كيلومترات وفي احد الأيام اتصلت اإادارة بي لتخبرني أن سامر ليس موجودا فذهبت وفتشت عنه فوجدته خارجا من المدرسة وقادما بالاتجاه الصحيح للمنزل وقال لي عندما رآني أمي معدتي تؤلمني وانا اشعر بالجوع أريد أن أأكل المعكرونة.
واضافت.. أن أحد المغتربين اتصل بهم طالبا تبني تعليم سامر في الخارج ورعايته ولكن العائلة رفضت اغترابه في هذا العمر لانها فضلت ان ينطلق ويخطو خطواته في العلم والمعرفة في بلده سورية.
بدوره أوضح الدكتور مصطفى دليلة اختصاصي في علم النفس أن سامر يتمتع بمواهب خارقة تميزه عن أقرانه فهو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة وبعبارات لم يسمعها من أحد المحيطين به كما أنه لا يستطيع التحدث باللغة العامية أو المحكية وله خيال واسع جدا فبينما يتحدث بلغة عربية فصحى يسرح بخياله بعيدا ويؤلف الحكايات واصفا عوالم يعجز الكبار عن رسمها في خيالهم.
وأضاف أن قدرات التعلم لدى سامر متطورة جدا وهو سريع الاستيعاب والتجاوب ولذلك يحتاج إلى متخصصين في علم التربية للإشراف على تعليمه وتنشئته.
بشرى سليمان
