مشاريع متميزة لخريجي الهندسة المعمارية بجامعة البعث

حمص-سانا

في أولى خطوات مشوارهم العملي بعد تخرجهم من كلية الهندسة المعمارية ..شباب سوريون جامعيون وضعوا نصب أعينهم إعادة الإعمار والبناء لمدينة حمص بصورة حضارية تثبت للعالم أن الشباب السوري ينبض بالوطنية والعطاء وسورية لن تبنى إلا بسواعد وفكر ابنائها المخلصين.

ففي المعرض الذي أقامته كلية العمارة بجامعة البعث لخريجي الهندسة المعمارية مؤخرا برزت العديد من المشاريع التي تتناول موضوع إعادة الإعمار وتأهيل المناطق التي دمرتها المجموعات الإرهابية المسلحة حيث بينت كل من الطالبتين موزة الأشقر و ازدهار عمار لنشرة سانا الشبابية أن الهدف من مشروع التخرجالمشترك لهما هو إعادة تأهيل وتطوير حي جورة الشياح بحمص وذلك من خلال إحداث مركز تجاري فيه وتخفيف الضغط عن مركز المدينة وتطوير الحي بالفصل ما بين النشاط السكني والتجاري فيه.

وترى صاحبتا المشروع أنه “من الضروري إعادة النظر بالسكن الشعبي كونه حاليا غير مناسب فانماط المعيشة ومتطلبات التقدم التكنولوجي والصناعي تغيرت ومن الأهمية اضافة مفهوم التنمية المستدامة لكل مفردات العمارة اليوم واعتبار المنطقة منطقة جذب استثماري لزيادة رؤوس الأموال للوصول إلى مستوى دمشق العاصمة في هذا المجال “مؤكدتين أن حمص بموقعها الجغرافي المتوسط ومناخها الملائم تشكل عوامل جذب للاستثمار فيها بشكل جيد.

ولم يغب حي بابا عمرو عن مخيلة ابنائه وما اصابه من تدمير على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة فما كان من الطالبتين غزل حاكمي ويانا الهاشمي إلا القيام بإعداد مشروعهما حول إعادة إعمار وتأهيل منطقة سكنية في حي بابا عمرو حيث أشارتا إلى ان المشروع يهدف الى إمكانية إقامة مركز حيوي لتخديم الحي والمنطقة المجاورة بالبنى الأساسية من خلال دراسة دقيقة لاحتياجات الحي والأحياء المجاورة وإحداث مزيد من المدارس والمشافي ومركز ثقافي ومركز ترفيهي ومركز تجاري ومطعم إضافة الى الحفاظ على سوق الخضار كون الحي يجاور منطقة البساتين.

كما حافظ المشروع على الطرقات الرئيسية بالحي وراعى مسألتي توسعة الطرقات الفرعية الضيقة والتخلص من التلوث البصري بإزالة العشوائيات كما حدد عدد طوابق الأبنية السكنية بأربعة مع الحرص على زيادة المساحات الخضراء من خلال تسوير سكة القطار المارة بالحي بشريط أخضر بعرض 25 مترا.

ولفتت حاكمي و الهاشمي إلى “إمكانية تأهيل بعض الابنية السكنية في حي بابا عمرو الأمر الذي يساعد العائلات بالعودة مجددا الى بيوتهم في الوقت الذي تحتاج فيه البيوت الاخرى الى إعادة إعمار وإنشاء أبنية حديثة وهي تشكل الجزء الأكبر من الكتلة السكنية بالحي”.

ويرى الطالب موسى عضوم أن إعادة بناء الفكر الإنساني والاهتمام بالثقافة كونها الحاجة العليا للبشرية لا تقل شأنا عن إعادة إعمار البيوت المهدمة ومن هنا بدا مشروعه بإقامة مركز ثقافي للتواصل الفكري في حمص.

ويتضمن المشروع بحسب عضوم ثلاث كتل منها مبنى مركزي للثقافة ومكتبة عامة ودار الضيافة لاستقبال الوفود الخارجية كما يضم المشروع مسرحا في الهواء الطلق.

من جهته أشار الدكتور بسام عابدة عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث إلى جملة من المبادرات والرؤى التي تسهم في إعادة الإعمار بالتنسيق مع المحافظة منها إقامة مسابقة معمارية لطلبة الكلية بتصميم نصب يخلد الشهداء ومعنى الشهادة اضافة الى سعي إدارة الكلية لإقامة ورشة عمل “التنمية وإعادة الإعمار.. رؤية طموحة للارتقاء بالبيئة الحضارية في مدينة حمص التي سيحدد موعدها لاحقا.

ولفت الى مخاطبة المحافظة بخصوص الاستفادة من المشاريع المقدمة من قبل طلاب كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث على مدى السنوات الماضية والعام الحالي حيث قدم الطلبة حصيلة دراستهم وخبراتهم العلمية والعملية خلال السنوات الأربع الماضية في مشاريع عكست مستوى الوعي والإحساس العالي بالوطنية والجمال والإبداع.

وأشار عابدة إلى انه تم التركيز في مشاريع على التخرج التخلص من التلوث البصري واضفاء الصفة الحضارية على العمران بمدينة حمص ورفع عوامل الامان في جميع أحياء المدينة.

من جهته أوضح الدكتور حسام بركات رئيس قسم التخطيط والبيئة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث ان مشاريع التخرج للعام الحالي ركزت على عدد من المناطق والاحياء بالمدينة خاصة مركز مدينة حمص بهدف تحسين الطابع العمراني، لافتا إلى مساهمة الكلية على مدى السنوات الماضية بتقييم المخطط التنظيمي وتحديثه لمدينة حمص منذ عام 2008 وحتى 2011 حيث قامت كوادر الكلية بتحليل للمناطق وتشكيل قاعدة بيانات مفصلة لتحديد الرؤى والأفكار وبالتالي تطوير المخطط التنظيمي لمدينة حمص والانتقال الى مخطط استراتيجي يلبي حاجات التنمية المستدامة.

صبا خير بك- تمام الحسن