العدوان وجوهر الصراع

انهارت مفاوضات القاهرة غير المباشرة، وواصلت «إسرائيل» عدوانها الوحشي على قطاع غزة.

المتابع لمجريات المفاوضات، والمواقف والتصريحات الإسرائيلية لا بد أنه توقع الوصول إلى هذه النتائج والعودة إلى المربع الأول بسبب محاولة الطرف الإسرائيلي انتزاع «مكاسب» و «انتصارات» عجز عن تحقيقها عبر أكثر من شهر من العدوان، هذا الأمر بدا واضحاً للوفد الفلسطيني المفاوض الذي ظل متماسكاً موحداً خلف مطالب الشعب الفلسطيني ورفض أي إملاءات أو شروط تعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل 7 تموز مع إدراكه المسبق أن كيان الاحتلال سيواصل عدوانه على القطاع.

غزة اليوم تقاوم العدوان وأجبرت القوات الغازية على دفع فاتورة كبيرة من الخسائر حيث خسر الاحتلال من جنود النخبة ما لم يخسره في جولات العدوان السابقة وعليه يمكن القول إن المقاومة استطاعت ردع القوات الغازية وأظهرت قدرات عسكرية وتكتيكية متطورة اعترف بها قادة العدو وجنوده، لكن غزة المقاومة وفي ظل حالة الحصار والاستفراد بها لا تستطيع هزيمة الكيان الصهيوني ومشروعه العدواني التوسعي، فبين عدوان وآخر يجري تناسي أن الضفة تضيع من خلال الاستيطان والقدس تتآكل جراء التهويد وبالتالي فإن ما تحتاجه غزة والمقاومة والفلسطينيون على وجه العموم هو إعادة القضية الفلسطينية برمتها كأساس للصراع، ففلسطين هي البوصلة والمعطى الأول في السياسات الوطنية والعربية والإقليمية، لأن «فلسطنة» القضية هي ما أوصل القضية المركزية إلى ما هي عليه.

وإذا كان استمرار وتعزيز المقاومة أمراً ضرورياً وملحاً بآن، وعلى جميع المستويات والأشكال فإنه بالتوازي لا بد من إعادة صوغ تصورات لكيفية مواجهة المشروع الصهيوني وربما كان ذلك أكثر جدوى من الحماس والتظاهرات التي تظهر التعاطف وتنفس الاحتقان.

العدوان قد يتوقف بعد يوم أو أسبوع أو شهر، لكنه قد يتجدد لأن «إسرائيل» برمتها قاعدة عسكرية عدوانية جرى تفصيل ما يسمى مجتمعاً مدنياً على مقاسها كي تبقى رأس حربة لتنفيذ مشاريع الهيمنة الاستعمارية الإمبريالية.

ما نشاهده اليوم في دول عربية من أحداث ما هو إلا في سياق هذه المخططات بعد استنزاف الدول العربية وتفتيتها وتحويلها إلى كيانات هشة متناحرة أمام «إسرائيل» القوية المسيطرة.

بقلم: شوكت أبو فخر

انظر ايضاً

سيد أحمد: ضرورة الحفاظ على ذاكرة الصراع مع العدو الصهيوني حية

القاهرة-سانا أكد الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للأبحاث والدراسات في مصر ضرورة الحفاظ …