الشروق التونسية: الجامعة العربية لا تتردد في استدعاء الأجنبي لاستباحة الدول العربية

تونس-سانا

استنكرت صحيفة الشروق التونسية مواقف الجامعة العربية إزاء ما تشهده دول عربية عدة ولا سيما ليبيا وسورية متسائلة هل نحن حيال جامعتين عربيتين اثنتين أم أمام مؤسسة إقليمية تتشدق بالمبادئ القومية وتضعها لستر عورتها ولإخفاء قصورها عن الفعل أم أمام جهاز إقليمي بات أداة طيعة للعواصم الإقليمية النافذة بقوة الإعلام والمال والنفط.

وذكرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم برفض الجامعة الصريح والعلني للتدخل الخارجي في ليبيا على لسان مسؤوليها وأنها “لا تحبذ التدخل الأجنبي ولا تؤيده.. وأن موقفها هذا يرتكز على ضرورة أن تقوم الدول العربية بحل مشاكلها بنفسها أو بمساعدة الدول الشقيقة” مشيرة إلى أن هذا التصريح الإعلامي يتناقض مع خطاب وأداء وسياسة الجامعة العربية على الأقل حيال الأزمات المشتعلة في العراق وسورية وصولا إلى ليبيا قضية الحال.

و في هذا الصدد اوردت الصحيفة أن الجامعة العربية هي التي قررت في 22 شباط 2011 تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وكل مؤسساتها وهي التي اتخذت قرارا في مجلس وزراء الجامعة بتاريخ 12 آذار من العام نفسه يقضي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا وتخويل مجلس الأمن تأمين منطقة عازلة على الحدود مع مصر وهي التي اعترفت بـ المجلس الانتقالي الليبي في آذار 2011 أيضا وذلك تسويغا منها لتسليح الميليشيات الليبية وتبريرا منها لتدفق المرتزقة الأمريكان والأتراك والقطريين والخليجيين لإسقاط طرابلس في نفس العام.

وبينت الصحيفة أن الجامعة العربية لم تتردد في استنساخ نفس النموذج “الاستدعائي” للأجنبي والاستباحي للدول العربية في سورية حيث اعتمدت الخطوات نفسها بحق دمشق إلى درجة أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن استغرابه من أداء جامعة عربية تستدر الغزو والتدخل الأجنبي ضد عواصم عربية مؤسسة لهذه الجامعة.

وأشارت الصحيفة إلى وجود أطراف سياسية في ليبيا رهنت موقفها للميلشيات التكفيرية ولمحور تركيا-قطر وهي لن تتردد لحظة في اسبال لبوس الدين لكل تحرك عسكري دولي يتقاطع مع مصالحها ومشروعها ولا تتاخر في استرجاع مفاهيم الوطنية ومصطلحات السيادة حيال كل تدخل اجنبي يستهدف حلفاءها ويقضم مصالحها.

وختمت الشروق مقالها بالقول إن “جامعة عربية بمثل بهذا الأداء والمستوى وطبقة سياسية ليبية بهذه الكينونة والجوهر لن تخرج ليبيا للأسف عن الإرادة الدولية وعن نموذج الدولة الفاشلة أيضا”.

انظر ايضاً

“لا تتركوا سورية وحيدة” .. بقلم: عبد الحميد الرياحي – الشروق التونسية

حين تستمع إلى المسؤولين الأمريكيين وهم يلقون الدروس والمواعظ حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان