قشقاوي: قرار مجلس الأمن حول ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي جاء متأخرا

طهران-سانا

أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي أن القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي مؤخرا والذي يدعو إلى الامتناع عن تمويل ودعم وتسليح إرهابيي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي جاء متاخرا إلا أنه بعد الجرائم العديدة التي ارتكبتها التنظيمات الارهابية في سورية والعراق ولبنان ومناطق أخرى في العالم يعتبر إجراء إيجابيا.

وقال قشقاوي في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية اليوم “إننا أكدنا منذ البداية بأن النظرة الانتقائية إلى ظاهرة الإرهاب ستضر دولا في المستقبل وإن الإرهابيين المتدربين الذين أرسلوا إلى سورية سيخلقون مشاكل للدول التي أرسلتهم “.

وأكد قشقاوي ضرورة تطبيق القرار الأممي حول ما يسمى تنظيم “د ولة العراق والشام” الإرهابي مشيرا إلى أنه ” يجب أن ننتظر ونرى مدى التزام الدول التي تقوم بدعم إرهابيي هذا التنظيم ماليا وإعلاميا وسياسيا بهذا القرار على أرض الواقع وتخليها عنه.

وأضاف قشقاوي إن عناصر التنظيمات الإرهابية التي تمارس الإجرام والإرهاب في سورية والعراق من الذين ترعرعوا في المجتمعات الغربية التي تتحمل مسؤولية احتضانهم وإرسالهم لدول المنطقة قد تسببوا في إثارة المشاكل لدول المنطقة داعيا جميع الدول خاصة الدول الاسلامية في المنطقة إلى العمل بشكل مشترك ضدها لأن مثل هذه التنظيمات تقوم بإجراءات تمس بالإسلام وتهدف إلى إثارة ” حروب طائفية ” واستفزاز وتحريض الفئة الشبابية مؤكدا أن بلاده مستعدة للتعاون الواسع في هذا المجال خاصة مع الدول الإقليمية.

وانتقد قشقاوي سياسة المعايير المزدوجة للدول الغربية وبعض دول المنطقة في تعاملها الانتقائي مع ظاهرة الإرهاب وقال “إن الأجهزة الدبلوماسية والأمنية للقوى الكبرى وبعض دول المنطقة لها سلوك مزدوج وانتقائي مع ظواهر مثل “داعش” والتيارات الإرهابية الأخرى كما أن هذه الدول لها نظرة تكتيكية وعابرة ومؤقتة لما يعرف بالمصالح القومية “داعيا إياها إلى النظر لظاهرة الإرهاب بشكل أكثر استراتيجية والأخذ بعين الاعتبار مصالحها القومية على المدى البعيد.

وأشار قشقاوي إلى أوضاع العراق وممارسات ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي وقال “إن الجميع شاهد كيف تمكن الوعي لدى الأحزاب والمجموعات والشخصيات السياسية وعلى رأسها المرجعية العليا في العراق من إحباط مؤامرات هذا التنظيم” معربا عن أمله بأن تتمكن جميع التيارات السياسية من تحويل حالة انعدام الأمن إلى حالة من الاستقرار والسلام.

وحول الترحيب الأميركي والإيراني بتكليف حيدر العبادي تشكيل الحكومة العراقية أوضح قشقاوي أن هذا الأمر لا يعد توافقا مشتركا بين الولايات المتحدة وإيران بل هو”مجرد صدفة”رغم وجود دوافع مختلفة بين الجانبين كما أن المهم في هذا المجال هو الإقبال والترحيب العالمي بالعملية السياسية في العراق.

وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن أمن واستقرار دول الجوار له تأثير مباشر على إيران وانها تريد دوما إحلال الاستقرار والتنمية في جميع هذه الدول وخاصة في العراق.

وحول العدوان الأخير للكيان الصهيوني على قطاع غزة الذي خلف نحو 2016 شهيدا و 10193 جريحا ودمر المنازل والبنى التحتية في القطاع قال “إنه خلال السنوات الـ 64 الماضية وحتى الآن تم إصدار 232 قرارا دوليا و35 بيانا لحقوق الإنسان ضد الكيان الصهيوني كما اعدت خمسة تقارير دولية حول الجرائم الصهيونية إلا أن كل هذه التقارير والبيانات لم تردع الكيان الصهيوني عن ارتكاب جرائمه الوحشية ” مؤكدا أن الكيان الصهيوني هو الطرف الوحيد الذي يتحمل مسؤولية كل الأحداث التي تقع في المنطقة وإن المقاومة الفلسطينية تقوم بالرد على الجرائم الإسرائيلية ولذلك فإنها لا تتحمل أي مسؤولية في هذا المجال وفقا للمنطق والقانون الدولي.

وبشأن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو إلى طهران أوضح قشقاوي أنه خلال الزيارة السابقة لامانو إلى البلاد التي جرت في تشرين الأول الماضي أبرمت خطة عمل تتضمن سبعة بنود بين الجانبين وأن زيارته الحالية تأتي بهدف تطبيق اتفاق التعاون وهذه الخطة مضيفا انه عندما تتخلى الوكالة عن نهجها السياسي وممارسة الضغوط وتعمل في إطار مسؤولياتها المهنية والقانونية فإن إيران مستعدة للتعاون معها بشكل كامل.

وحول العلاقات الإيرانية البريطانية أشار قشقاوي إلى أنه يمكن القول بإن العلاقات بين البلدين تسير بشكل إيجابي يوما بعد يوم.

أما فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية ودعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض قال قشقاوي “لم تعقد لقاءات بين البلدين في إطار العلاقات الثنائية وليس هناك في الوقت الحاضر برنامج محدد للقاء بين الجانبين الإيراني والسعودي”.