أكاديمية إعداد القادة تخرج أولى دفعاتها من الأطفال بعد ستة أشهر من التدريب والعمل التفاعلي

اللاذقية-سانا

أقام المشرفون على مبادرة أكاديمية إعداد القادة حفلا خاصا بتخريج أولى دفعات الأكاديمية من الأطفال الذين تعرفوا على برامج تعليمية وتفاعلية وفق أدوات علمية اعتمدت على العصف الذهني والرسم والألعاب والأحاجي إضافة إلى المسرح والسرد القصصي وفلسفة الطفل.

وتضمن حفل التخرج الذي أقيم مساء أمس كورالا للأغاني التي تدرب عليها الأطفال وفقرات تمثيلية تشرح القيم المتنوعة التي تعلموها في الأكاديمية كالصبر والتعاون والأمل وتحمل المسؤولية والتقدير إضافة إلى معرض يضم أبرز ما أنجزوه من أعمال يدوية حيث شارك في العمل أكثر من خمسين طفلا وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين ست وثماني سنوات.

وتقول المدربة ريم خضور صاحبة المبادرة لنشرة سياحة ومجتمع.. “تعتمد فكرة أكاديمية اعداد القادة على وضع الأسس المتينة لبناء جيل واثق بنفسه وقادر على اتخاذ القرارات في حياته سواء من الناحية التعليمية أو المهنية بالإضافة إلى تأهيله لردم الفجوة ما بين التعليم وسوق العمل ليدخله الشاب وهو مؤهل كليا لاختيار فرصة عمل تناسب قدراته وطموحاته دون التعرض لانتكاسات أو خيبات أمل”.

وأشارت إلى أنه تم الاعتماد على برامج منتقاة بعناية منها برنامج تعليم القيم وبرنامج الباحث الصغير الذي يعزز الثقة بالنفس وحب المطالعة وتحمل المسؤولية بالإضافة لزرع بذور البحث العلمي وتحفيز الذات على الاهتمام به.

وأوضحت خضور أن فريقا متكاملا يضم أكثر من عشرة متطوعين شباب قاموا بالإشراف على تنفيذ تلك البرامج بأدوات متنوعة تلامس الأطفال ما شكل مساحة آمنة للطفل ليخرج ما بداخله بطريقة لا تخلو من التواصل مع أقرانه وترك أثرا ايجابيا على نفسياتهم وردود أفعالهم قاموا بترجمتها بأفعال سلوكية متميزة وبناءة.

وأشارت المدربة إلى أن البرنامج المتبع في الأكاديمية تم اعتماده كبحث علمي موثق سيحصل على حقوق الملكية الخاصة به في القريب المنظور لافتة إلى أن الأطفال أنفسهم كان لهم دور لافت في إنجاح الفكرة نظرا لتفاعلهم الكبير ورغبتهم بالتعلم واكتساب المهارات.

ونوهت خضور بما قدمه الاطفال في العرض الختامي حيث جسدوا ما اكتسبوه من أساليب تقديم أنفسهم وكيفية تحضير بحث علمي بالاعتماد على مصادر موثوقة ومتميزة.

وأكدت أنه سيتم في المرحلة القادمة وضع حقائب تدريبية تهدف إلى متابعة أطفال الأكاديمية بعد إجراء سبر معلومات مخصص لهم لتحديد المؤهل منهم للانتقال إلى الخطوة الأعلى ومن هو بحاجة لإعادة ما تم إعطاؤه في الموسم الأول مع أطفال مستجدين لأن هدف الأكاديمية متابعة الأطفال حتى سن الثامنة عشرة.

بدورها أشارت نادين قاضون احدى المدربات في المبادرة إلى أن التحضيرات للحفل تمت على مدى أسبوعين تعاون خلالها الفريق مع المخرج نضال عديرة وادارة دار الأسد للثقافة لحجز المسرح ليخرج العمل بصورته النهائية.

وأضافت أن المرحلة الثانية ستبدأ بداية الشهر المقبل بمنهاج جديد للراغبين بالمتابعة وقالت: “عقبة تأمين المكان هي العائق الأول الذي يعترضنا وسنحاول جاهدين تجاوزها كما أننا كمتطوعين أصبح لدينا خبرة كبيرة في التعاطي مع الأطفال وتحفيزهم على العمل بأسلوب لا يخلو من اللعب والمرح والتفاعل”.

فيما اعتبرت دينا شباط مديرة الشؤون الاجتماعية في اللاذقية أن حداثة فكرة الاكاديمية واسلوب طرحها الجديد هو ما يميزها ويعطيها تفردا خاصا نظرا لان المجتمع السوري بات بحاجة إلى أفكار جديدة للتعاطي مع الطفل ليصبح قادرا على التواصل مع المحيط باسلوب افضل، مشددة على ضرورة تعميم الفكرة لتشمل أكبر عدد ممكن من الاطفال لمساعدتهم على استخراج مكنوناتهم وطاقاتهم ولاسيما في مجال البحث العلمي ما سيشكل عمادا قويا للوطن في المستقبل.

من جانبهم أشاد عدد من ذوي الاطفال بالتقدم الملحوظ الذي احرزه أطفالهم ولاسيما في المجال الاجتماعي والتحصيل العلمي والاندفاع نحو الدراسة والبحث العلمي.

وأشارت فاتن يوسف إلى أن طفليها اكتسبا قدرة استخراج المعلومة وإقناع الآخرين بوجهة نظرهم والتفكير بجدية قبل الإقدام على أي خطوة او قرار رغم حداثة سنهما، لافتة إلى أنها ستتابع مع الاكاديمية في المراحل الأعلى ولاسيما أن الأطفال يتعلمون أسس التواصل الاجتماعي الصحيح وكيفية اختيار الأفضل لهم.

وهذا ما أكدت عليه السيدة ربا حلوم التي أثنت على العرض الأخير للاطفال واستمتاع الجمهور وتفاعلهم الملحوظ مع الفقرات المنوعة مشيرة إلى أن طفلتها تحاول بشكل او بآخر ان تعلم الأقارب من حولها ما اكتسبته في الأكاديمية بأسلوب طفولي بسيط مما يؤكد استيعابها الجيد لما تم تقديمه لها خلال البرنامج الذي يغرس في الأطفال قيما عليا في حال ترسخت في نفوسهم بشكل متين فانها ستؤسس لجيل سوري قوي لا تهزه النوائب.

وأكاديمية إعداد القادة هي مبادرة محتضنة من قبل مركز الأعمال والمؤسسات السوري بدأت منذ ستة أشهر ومستمرة في تقديم برامج منتقاة لإنتاج جيل قادر على قيادة مستقبله وحياته.

ياسمين كروم