السفارة السورية في موسكو تنظم طاولة مستديرة حول الأزمة في سورية بمشاركة شخصيات روسية

موسكو-سانا

نظمت السفارة السورية في موسكو اليوم طاولة مستديرة حول الأزمة في سورية بعنوان “السوريون جميعا ضد الإرهاب مع أصدقائهم الروس “شارك فيها عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية والعلمية الروسية المعروفة وكذلك باحثون ومحللون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط عامة وسورية خاصة.

وأشار سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد مفتتحا اللقاء إلى أن الموضوع الأكثر أهمية وإلحاحا هو مكافحة الإرهاب الذي يهدد الجميع وكيفية تفعيل الجهود المشتركة مضيفا إن التنظيمات الإرهابية مارست على الجغرافيا السورية أبشع أنواع الإرهاب وأفظع الجرائم بحق الشعب العربي السوري الذي رفض التخلي عن خياراته الوطنية وترجمها بالإصرار على التمسك بأرض الوطن.

وأكد السفير حداد أن القضاء على الإرهاب مرهون بتجفيف منابعه ومنها الفكر التكفيري الوهابي المدعوم ماليا من نظام آل سعود الذي وظف الكثير من إمكانيات اجهزة استخبارات إقليمية ودولية لرعاية تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية.

1ونوه السفير حداد بالدور المهم والرئيسي الذي اضطلعت به روسيا الاتحادية ولا تزال في مكافحة الإرهاب ومحاربته في سورية مؤكدا أن التاريخ سيذكر بمزيد من الفخر والتقدير والاحترام الجهود الجبارة المبذولة والبطولات والتضحيات التي قدمها الجيش العربي السوري مع أشقائهم الروس في مكافحة الإرهاب.

من جهته اعتبر رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية ألكسندر دزاسوخوف أن مسألة مكافحة الإرهاب الدولي ليست مهمة سورية بمفردها بل يتوجب على المجتمع الدولي برمته التعاون مع سورية منوها بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهاب وصمود الدولة السورية في مواجهته.

بدوره قال رئيس مركز التحليل الجيوسياسي الجنرال ليونيد إيفاشوف إن “الإرهاب أداة إيديولوجية في حروب الشرق الأوسط وإن العامل الرئيسي في تلك الحروب هو انتهاء عهد الهيمنة الغربية ليحل محله عهد جديد متعدد الأطراف”.

وأكد إيفاشوف أن صمود سورية طيلة خمس سنوات في وجه هذه المخططات التي استخدمت الإرهاب أداة لتنفيذ مشاريعها سيعمل على تغيير قواعد التعامل في النظام العالمي الجديد وقال إن “الانتصارات التي تحققها سورية بمساعدة روسيا على الإرهاب ما هي إلا دليل على تغيير الكثير من دول العالم مواقفها تجاه سورية”.

بدوره اعتبر رئيس معهد أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية الأكاديمي ألكسي فاسيلييف أن الأولوية اليوم تكمن في محاربة تنظيمي “داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية مشيرا إلى أن تلك التنظيمات وليدة الثقافة الغربية “التي يمكنها استعمال الإرهاب من أجل العودة بالمنطقة والعالم الإسلامي إلى القرون الوسطى”.

وأكد فاسيلييف أن الحرب التي تشن على سورية شملت جميع المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية وغيرها وقال “ما كان للغرب أن يغير مواقفه لو لم يتأكد من تماسك الجيش والقوات المسلحة السورية ومن التفاف الشعب السوري حول قيادته”.

بدوره أشار مستشار نائب رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أندريه باكلانوف إلى أن سورية صمدت في مواجهة الهجمة الإرهابية ولن تستسلم والسوريون مصممون على الخروج من هذه الأزمة.

وأضاف إن الولايات المتحدة مرغمة اليوم على أن تقوم بخطوات في الاتجاه الصحيح في الشأن السوري واصفا ملامح السياسة الأمريكية على مدى خمس عشرة سنة الأخيرة بالمنطقة بأنها غير بناءة ومأساوية.

واعتبر باكلانوف المواقف التركية بأنها “منحازة” إلى جانب “بعض التشكيلات الإرهابية” وأن هناك كثيرا من الإشكاليات المرتبطة بشخصية رئيس النظام التركي رجب أردوغان ويجب الكشف عنها.

من جهة أخرى اعتبر عضو المجلس الاجتماعي في روسيا الاتحادية غيورغي فيودوروف أن أهمية الانتخابات في سورية تكمن في شرعيتها وللحكم على شرعية الانتخابات البرلمانية المرتقب إجراؤها في نيسان المقبل ويجب أخذ الرأي العام الشعبي السوري بعين الاعتبار.

من جهته قال نائب رئيس اتحاد الكتاب الروس سيرغي كوتكالو إن سورية صمدت خلال خمس سنوات من الحرب لأنها حافظت على نسيجها الاجتماعي المتنوع وصانت استقلالها وسيادتها.

وأضاف كوتكالو “نرى اليوم أن آملا بعودة الحياة إلى طبيعتها بدأ يظهر في سورية وهذا عامل قوي سيكون له أثره في حل الأزمة في سورية وفي رص صفوف المكونات الاجتماعية للشعب السوري في الدفاع عن وحدة وطنه وأرضه”.

1ورأى المحلل السياسي في روسيا اليوم ألكسي بيلكو أن الوضع في سورية بدأ ينظر إليه في سياق الأحداث العالمية وفي سياق أحد عوامل انهيار النظام العالمي وحيد القطب والمتغيرات الإقليمية المختلفة.

وأكد بيلكو أن السعودية وتركيا وقطر فشلت ولم تتمكن من تحقيق أهدافها في سورية وقال “نرى اليوم واقعا جديدا يدل على أهمية صمود سورية في دراسة الأحداث المماثلة في المستقبل”.

من جانب آخر أكد الباحث في مركز التحليل الجيوسياسي فيكتور استاشيف أن تركيا مسؤولة عن تفاقم هجرة السوريين مستغلة في مسألة ابتزاز الاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أن على الدول التي شاركت في تمويل وتسليح العدوان على سورية أن تعترف بمسؤوليتها تجاه ما دمرته الحرب الإرهابية في هذا البلد.

بدوره أشار الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية يفغيني بيريكوف إلى أن السياسة الأمريكية تهدف إما إلى كبح جماح تقدم الدول الأخرى أو إلى إلهائها بحروب داخلية مستخدمة في ذلك أدوات مختلفة تناسب واقع كل حالة ومنها إداة الإرهاب الدولي.

وأشار بيريكوف إلى أن أردوغان بعد فشله في سورية لجأ مؤخرا إلى زيارة عدد من الدول ليعيد مكانته في المجتمع التركي بعد “فعله الخياني” في إسقاط القاذفة الروسية فوق الأراضي السورية.

واعتبر أنه من أجل الحفاظ على سورية دولة مستقلة موحدة يجب إفشال المطامع التركية في سورية كما يجب عدم تصديق الوعود الغربية والدليل على ذلك ما حدث لأوكرانيا بوساطة أوروبية.

وفي معرض استخلاص نتائج المناقشة في الطاولة المستديرة والإجابة على الأسئلة التي طرحت في سيرها قال السفير حداد “إننا لا نرتاح لأي مبادرة أمريكية ولكن عندما يجري الحديث عن مبادرة روسية أمريكية فاننا مطمئنون تماما لأننا نثق بالأصدقاء الروس الذين ينسقون معنا باستمرار”.

1وأكد السفير حداد أن كل المبادرات الروسية بدءا من إتلاف الأسلحة الكيميائية إلى عقد لقاءي موسكو الأول وموسكو الثاني ولقاءات جنيف جرت بالتنسيق والتعاون مع سورية وهذا ما عاد بنتائج ايجابية كبيرة لافتا إلى أن التفاهم الروسي الأمريكي الأخير سبقته مشاورات وتنسيق بين دمشق وموسكو بشأنه.

وأكد حداد أن الجيش العربي السوري يقوم بعمليات ناجحة لتخليص المناطق التي ينتشر فيها تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية وذلك بمساندة ومؤازرة من الطيران الروسي وسنستمر بضرب الإرهاب بمساعدة الأصدقاء الروس وسنواصل السير على هذا الطريق “بلا هوادة”.

وفيما يتصل بانتخابات مجلس الشعب القادمة قال السفير حداد “إنها خطوة دستورية لا بد منها والحكومة تفي بكل التزاماتها في مجال تنفيذ أحكام الدستور”.

وشدد السفير حداد على أن الحكومة السورية “ستلتزم بكل مفرزات الحوار السوري السوري دون المساومة على الثوابت وهي وحدة الأرض ووحدة الشعب والسيادة والكرامة”.

وفي الختام أعرب السفير حداد عن الشكر لجميع المشاركين في عمل الطاولة المستديرة منوها بانها كانت جلسة مثمرة يمكن وصفها بانها جلسة العصف الذهني وإن الأفكار التي طرحت تتسم بأهمية كبيرة وسنستفيد منها وسيتم تشكيل لجنة لصياغة الاقتراحات التي تمخض عنها هذا اللقاء.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

السفارة السورية في موسكو ترسل مساعدات إغاثية جديدة لمتضرري الزلزال في سورية

موسكو-سانا أرسلت السفارة السورية في موسكو 100 طرد من المساعدات الإنسانية لصالح اللجنة العليا للإغاثة …