نساء سوريات.. اجتراح الحلول والبدائل في الأوقات العصيبة

حمص – سانا

تكتب المرأة السورية بكفاحها واجتهادها قصة نجاح جديدة كل يوم ويكمن سرها بأدواتها البسيطة وروحها المحبة الخلاقة فتحول الصعوبات إلى إنجازات ومشاريع تعيل أسرتها وتثبت قدرتها على أداء أدوار فعالة إلى جانب الرجل في مختلف المجالات.

1يسرا برو امرأة ريفية وجدت نفسها بعد تعرض زوجها لعارض صحي وحيدة في مواجهة مع متطلبات أولادها الخمسة فقررت تأسيس منشاة صغيرة لصناعة الأجبان وبيعها في سوق مدينة تلكلخ التي تبعد عن قريتها أم حارتين بنحو 15 كم.

وتقول برو في تصريح لـ سانا.. “إن شعوري بالمسؤولية تجاه أولادي دفعني لإيجاد هذه الفكرة ولا سيما أنني أعيش في قرية ما يعني أن المادة الأولية لصناعة الأجبان متوافرة” مشيرة إلى أنها تقوم باستخدام أكثر من طن من مادة الحليب يوميا لتصنيع منتجات الجبن بأنواعه العكاوي والحلوة وتوريدها للسوق المحلية حيث غدت منتجاتها الأكثر شعبية وسمعة بين الأجبان المتوافرة في السوق على حد تعبيرها.

وتدعو برو جميع النساء إلى مزاولة أعمال وإقامة مشاريع صغيرة تتناسب مع مقدراتهن ومؤهلاتهن لدعم أسرهن مؤكدة أنها رغم ظروف الأزمة القاسية كانقطاع للكهرباء وغلاء المواد الأولية والمازوت إلا أنها لم تتوقف عن العمل والإنتاج.

غياب دور الزوج دفع برو لإطلاق مشروعها الشخصي فيما شجع نعمت الحاج ابنة الست والثلاثين عاما للإقبال على مهنة ذكورية فبدأت بالعمل كسائق على سيارة لنقل البضائع بين أحياء المدينة.

وفي التفاصيل تبين الحاج في حديث لـ سانا أنها متزوجة منذ نحو عشر سنوات وهي ترعى ثمانية أولاد لكن زوجها ونتيجة إصابته بمرض السكري وفقدان إحدى قدميه وضعف بصره بات غير قادر على العمل في محل الالكترونيات الذي كان مصدر رزقه ولم يعد بمقدوره تأمين متطلبات الحياة اليومية ما دفعها إلى التفكير بطريقة بديلة لإعالة أسرتها وبدأت التدرب على قيادة سيارة نوع سوذوكي صغيرة لنقل البضائع .

وتبين الحاج أنها مع بداية عملها على السيارة واجهت استهجان واستغراب الناس لكن إرادتها القوية وعزيمتها العالية وإصرارها دفعها للعمل دون التأثر برأي محيطها الاجتماعي فهدفها الأول والأخير توفير ما تحتاجه أسرتها وزوجها.

وتقول الحاج “إن الإرادة القوية تصنع المعجزات وتحول الصعوبات إلى أمور سهلة يمكن التعامل معها ما دام الإنسان يملك العزيمة والإصرار” ومن هذه المعاني أيضا انطلقت ليال موسى من قرية الدردارية نحو تأسيس معملا للحلويات شكل بعد خمس سنوات مصدر دخل لنحو ثلاثين عائلة.

وعن بداية القصة تبين موسى أن الفكرة جاءت من رغبتها بتحسين مستوى معيشتها وأسرتها وإيمانها بدور المرأة وأهميته في المجتمع فبدأت العمل بفرن صغير لصنع الحلويات في المنزل ومع ازدياد الطلب على منتجاتها تطور عملها ليصبح ضمن محل ثم معمل يوزع الحلويات على عدة محافظات هي حمص وطرطوس والسويداء إضافة إلى لبنان.

وتبين ليال أنها واجهت في بداية الأمر بعض الصعوبات في التنسيق بين عملها ومنزلها لكن ما لبثت أن تأقلمت واستطاعت التنسيق بين واجباتها المنزلية ووقتها المخصص للأطفال والعمل.

نور داوود قصة أخرى كتبتها شجاعة نساء سورية وعن التفاصيل تقول.. “فقدت زوجي عندما كنت في سن الخامسة والعشرين من العمر نتيجة حادث تعرض له فوجدت نفسي مع طفلين يحتاجان للرعاية والمصروف وقررت أن أكون أقوى من كل التحديات التي تعرضت لها فتابعت دراستي في قسم اللغة العربية بجامعة البعث بعد أن تركتها لفترة طويلة بسبب زواجي”.

وتضيف داوود “كانت عودتي في البداية خجولة لوجودي مع طالبات يصغرنني سنا لكن أردت تخطي كل الصعوبات من أجل مستقبلي ومستقبل أولادي واليوم حولت غرفة في المنزل لقاعة درسية ولدي نحو 15 طالبا وطالبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية”.

ولم تكتف داوود بالتدريس بل دخلت مجال الكتابة الأدبية حيث أنهت كتابة روايتين أدبيتين بعنوان.. رحيل ومن فوق الغيمة لكنها لم تطبعهما حتى الآن بسبب التكلفة المالية على حد قولها ولا سيما أن ابنتها تدرس الطب البشري وابنها الهندسة المعمارية الأمر الذي يحتاج إلى مصاريف كبيرة.

ناهد حسن لم ترض الاكتفاء بأدوار المرأة التقليدية في المنزل ومع الأطفال بل آمنت بأن لكل إنسان دورا في المجتمع فأسست مشروعا صغيرا لها يتمثل بورشة للخياطة إلى جانب متابعة تحصيلها العلمي في قسم اللغة الانكليزية بجامعة البعث وتربية طفلها الأول البالغ من العمر أربع سنوات.

وتبين ناهد أن حبها لممارسة أعمال الخياطة والتفصيل دفعها لتأسيس ورشة خياطة صغيرة قوامها أربع آلات تعمل فيها مع بعض أفراد أسرتها وتسعى إلى توسيعها بالمستقبل وتطويرها وتشغيل المزيد من الراغبين بالعمل وهي اليوم تلبي طلبات الزبائن في قريتها الصيادية التابعة لناحية خربة التين نور والقرى المجاورة في ريف حمص الغربي.

ناهد البالغة من العمر 24 عاما ترى أن الحياة عمل ومثابرة وبالإرادة والتصميم يحقق الإنسان أهدافه مبينة أن زوجها كان ولا يزال السند الحقيقي لها في كل خطوة تحققها سواء بالعمل أو العلم وهو من شجعها أيضا على ارتياد دورة تمريض لتكتسب خبرة ومهارة جديدتين ولا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تزداد فيها حالات الطوارئ.

ناهد ونور ونعمت ويسرا لسن الوحيدات بل نماذج فقط عن المرأة السورية ابنة حضارة تمتد لآلاف السنوات وحفيدة نساء عظيمات سجلن صفحات ناصعة في تاريخ العالم.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

بصمات واضحة للأمهات السوريات في مختلف مجالات الحياة

محافظات-سانا رغم كل التحديات التي تواجهها المرأة السورية في ظروف الحصار المفروض على سورية، إلا …