بائع الصبارة في المكان نفسه خمسة وأربعين عاما

دمشق-سانا

يعتاد المارة على بائع ما إذا استمر في الظهور بالمكان نفسه لفترة طويلة فكيف الحال إذا ظهر واستقر على الرقعة نفسها من الرصيف طيلة خمسة واربعين عاما.

وقال زياد الرفاعي بائع الصبار لنشرة سانا المنوعة إنه امتهن بيع الصبارة منذ أكثر من خمسة وأربعين عاما و اتخذ جزءا من الرصيف الواقع بين حيي الروضة وابو رمانة ليكون مقره طيلة هذه الأعوام التي لم يغب فيها عن زبائنه يوما واحدا فهو لم يهرب من حر الصيف ولا من برد الشتاء مشيرا الى امتهانه بيع الصبارة في الصيف والبليلا والترمس في الشتاء ما شد إليه الزبائن.

وأضاف الرفاعي المعروف بـ أبو النور أن لديه زبائن يشترون منه الصبارة منذ أربعين عاما فقد كانوا يأتون مع أبنائهم الصغار واليوم مع أحفادهم الذين اعتادوا أن يقفوا أمام بسطته المزركشة التي أحاطها بازهار المنتور حتى أصبحت محطة استراحة صغيرة يقف أمامها المارة للاختباء من حر الصيف مع تناول حبات الصبارة الرطبة الشهية بينما يقدم في الشتاء الفول والبليلة اللذين يمنحان الطاقة والدفء للزبائن الذين اصبحوا بالنسبة له أكثر من الأصدقاء.

وقال الرفاعي إنه لاحظ خلال وجوده على الرصيف هذه الفترة الطويلة إن الشعب السوري شعب يعشق المرح والتسلية فهنالك الكثير من الأسر تتلاقى عند شرائها حبات الصبارة وتذهب إلى قضاء أوقات العطل في المتنزهات.

وقال بسام حداد أحد زبائن أبو النور إنه اعتاد أن يشتري حبات الصبارة من عنده منذ أربعة وثلاثين عاما حيث كان يأتي بمفرده فلم يكن متزوجا والآن يأتي بصحبة زوجته وأولاده بشكل مستمر في الشتاء من أجل تناول زبدية الفول والبليلة وفي الصيف من أجل الصبار حتى أصبح أبو النور صديقا للعائلة باكملها وهنالك الكثير مثله عرفوا بسطة أبو النور واعتادوا عليها حتى أصبحت بسطته علامة مميزة للمكان ونقطة تلاق بين الناس.