الشريط الإخباري

قرطاج وأهميتها التاريخية.. محاضرة لملاتيوس جغنون في ثقافي حمص

حمص-سانا

سلط الباحث التاريخي وقارىء الكتابات الأثرية المهندس ملاتيوس جغنون الضوء على مدينة قرطاج الفينيقية في تونس وأهميتها التاريخية مستعرضاً مراحل تأسيس هذه المدينة والملوك الذين حكموها والحروب التي خاضتها.

وأوضح جغنون الذي يشغل منصب رئيس جمعية العاديات التاريخية الأثرية في محاضرة القاها في المركز الثقافي بحمص تحت عنوان قرطاج أن أليسار اميرة صور قامت بتأسيس مدينة قرطاج عام 815 قبل الميلاد وأطلقت عليها اسم “قرت حدشت” أي المدينة الجديدة أو المحدثة بالكنعانية أو الفينيقية هذا الاسم الذي وصلنا اليوم إلى شكله المحرف “قرطاج ” عن اللاتينية وعرفت باليونانية باسم كارخيذون.

وأضاف إن تانيت أو تعنيت التي هي آلهة الخصوبة والسماء وحامية مدينة قرطاج الفونيقية برزت في هذه المدينة كأعظم الهتها حيث أصبحت زوجة لبعل حمون ومنذ تأسيس قرطاج خطت خطوات جبارة نحو الازدهار والتوسع خلال القرون الخمسة الأولى التي تلت تأسيسها.

وبسطت سلطانها أو نفوذها على كل من المدن المنتشرة على شمال افريقيا وعلى جزر البحر المتوسط ومعظم أراضي شبه الجزيرة الايبيرية وأسست الكثير من المستعمرات الساحلية الأخرى وسيطرت على ثلاثمئة مدينة عرفت بالعالم الفينيقي.

ثم استعرض الباحث جغنون أهم الأوابد الأثرية التي تميزت بها مدينة قرطاج ومنها تل بيرصا التاريخي الأثري الذي يشكل اكروبول قرطاج المدينة المرتفعة ويعلو فوق سائر أنحاء المدينة إضافة إلى حي حنيبعل ومسرح قرطاج الأثري الذي يستضيف العديد من فعاليات مهرجان قرطاج سنوياً كما تتميز بمعالم طبيعية خلابة ومنها جبل بوقرنين ويفصل خليج تونس بينه وبين موقع قرطاج فضلا عن الميناء الحربي الذي يميز المدينة.

ولفت إلى أن معظم علماء الآثار يجمعون على أن القرطاجيين كانوا يمارسون تقديم القرابين من الأطفال حيث عثر على مقبرة بالقرب من مينائها تحوي شواهد قبرية لما يفترض أنهم أضاح بشرية من الأطفال.

ومن بين الأوابد الأثرية المهمة في قرطاج كما يوضح جغنون حمامات انطونينوس والحي المجاور لها وهو من أهم المواقع الأثرية المفتوحة للسياحة الثقافية وفيه أقدم الآثار الفينيقية والرومانية من مدافن وأرضيات فسيفسائية ومنها أرضية فسيفسائية تحمل رسوما لصبية يرقصون على شكل حلقة وبأيديهم حبل زهري في أرضية دار ديونيسيوس فضلاً عن كنيسة بازيليكية الطراز تعود للدور البيزنطي وفيها مصلى صغير وبيت للتعميد.

وبين المحاضر أن متحف قرطاج الوطني الذي تأسس عام 1875 يضم مجموعات كبيرة من التحف المتنوعة التي تتراوح بين الفسيفساء والتماثيل والسرج والفخاريات والنواويس من العصور الفونيقية والرومانية.

وتأتي هذه المحاضرة في إطار البرنامج نصف الشهري الذي وضعته جمعية العاديات الأثرية التاريخية في إطار نشاطاتها الثقافية بالتعاون مع مديرية ثقافة حمص.