تداعيات العدوان على المقاومة

مع تواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة لليوم السابع عشر، ثمة أسئلة عديدة بدأت تطرح نفسها, في مقدمتها: ما التداعيات السياسية للعدوان على القضية الفلسطينية، واستغلال أطراف معينة، دولية وإقليمية لهذا الوضع المستجد والمعقد من أجل تمرير اتفاقيات وتفاهمات هدفها تطويق المقاومة وضرب حالة الاستنهاض النضالية لمشروع المقاومة في المنطقة؟
لقد كشف العدوان على غزة وجود رضا وضوء أخضر أميركي وتفهم غربي، وغض نظر عربي لتوجيه ضربة قاصمة للمقاومة وقدراتها ورصيدها الشعبي الذي تتمتع به، ومن هنا نرى بوضوح الدموية والوحشية والمجازر المرتكبة بحق المدنيين، وأكبر دليل على ذلك أن أغلبية الذين قضوا بسبب هذه العدوان هم عائلات بأكملها، حيث يتم استهداف المنازل والمؤسسات والبنى التحتية لرفع مستوى النقمة والضغط الشعبي على فصائل المقاومة.
ولعل ما ذكره السفير الأمريكي لدى «إسرائيل» دان شابيرو للقناة الثانية الإسرائيلية وتأكيده أن بلاده «تسعى لمساعدة وتعزيز ما سماها القوى المعتدلة في القطاع» خير دليل على وضوح الأهداف الأميركية- الإسرائيلية المبتغاة من وراء العدوان، مضافة إليها رغبات أطراف إقليمية ترى في المقاومة تهديداً حقيقياً لأدوارها الوظيفية المنفذة للمشاريع الأميركية- الإسرائيلية.
التأمل في مواقف الدول العربية «المعتدلة والخليجية» والإقليمية إزاء العدوان لا بد أن يفضي إلى ما يشبه اليقين بأن ثمة تنسيقاً مسبقاً بين هذه الدول و«إسرائيل» برعاية ومباركة ودعم أمريكي لتوجيه ضربة عسكرية تدميرية للقطاع، وهذا التنسيق هو الذي يمنح «إسرائيل» هامشاً واسعاً للقتل والتدمير ومواصلة العدوان وعدم الالتفات إلى التحركات البهلوانية في المؤسسات الدولية وإلى ما يسوق من طروحات وأفكار لـ«وقف إطلاق النار».
فمسار القبول والرضوخ للضغوط السعودية والقطرية والتركية ومن خلفها الأميركية مسدود ويفضي إلى الوهم، ويهدف إلى امتصاص وتبخير الحالة الثورية التي تبدّت في القطاع والضفة وأراضي 1948.
العدوان على غزة لا يمكن بأي حال فصله عن مخططات هذه الدول الإرهابية ومحاولات العبث بالساحات العربية عبر الأذرع الإرهابية التكفيرية، بل هو إفراز آخر لترجمة المخططات نفسها التي تلتقي في الأهداف، فالإرهاب الذي يضرب غير ساحة عربية والعدوان الإسرائيلي أداتان قذرتان في سياق تنفيذ مخطط واحد.
بقلم: شوكت أبو فخر