وزير فرنسي سابق: فرنسا ما تزال أسيرة الخطأ الأول بالمطالبة برحيل الرئيس الأسد

باريس – سانا

انتقد الوزير الفرنسي السابق جان بيير شوفينمان بشدة سياسة بلاده تجاه الأزمة في سورية ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي والمهاجرين داعيا السلطات الفرنسية إلى اتباع نهج واقعي من خلال الفهم الحقيقي لواقع منطقة الشرق الأوسط.

وقال شوفينمان في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم “إننا سجناء أسطورة الربيع العربي وعلى أولئك الدبلوماسيين الذين يدافعون عن حقوق الإنسان أن يتبنوا نهجا واقعيا جديدا لمنطقة معقدة جدا”.

وأضاف شوفينمان.. “تجب استعادة السلام أولا في سورية ثم نعطي الكلمة للشعب السوري بينما يريد الدبلوماسيون الغربيون وحلفاؤهم من حكومات الخليج فرض ترتيب عكسي لما يجب أن يجري لا معنى له”.

وقال شوفينمان “إن فرنسا ما تزال أسيرة الخطأ الأول وهو مطالبة الرئيس بشار الأسد بالرحيل حيث كانت هذه المطالبة غير مناسبة للحالة في سورية ورغم ذلك لم تصحح فرنسا المسار منذ قطعها العلاقات مع دمشق عام 2012 أما اليوم فإن فكرة الرحيل ستفتح أبواب دمشق مباشرة لتنظيم داعش”.

وأضاف شوفينمان “إنني أبلغت الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية في شهر حزيران عام 2012 عن دهشتي إزاء الموقف الفرنسي ودعوت الحكومة الفرنسية إلى أن تسعى بدلا من ذلك إلى لعب دور الوسيط بالأزمة في سورية”.

واستغرب شوفينمان “هذا الضجيج الفرنسي تجاه سورية وعدم وجود موقف واضح” مشيرا إلى أنه أعلن عن رؤيته في مجلس الشيوخ في أيلول عام 2013 وأكد حينها أن السياسة المتبعة من قبل الدبلوماسية الفرنسية لا يمكن أن تؤدي إلا إلى “عزلة فرنسا”.

وأشار شوفينمان إلى تصريحات المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بأن علاج مشكلة اللاجئين يجب أن تتم أولا عن طريق إنهاء الأزمة في سورية والحوار مع الجميع بما في ذلك مع الرئيس الأسد مؤكدا أن أفضل ما يمكن القيام به في هذه المشكلة هو “إعادة المهاجرين إلى أوطانهم للمشاركة في إعادة إعمارها”.

وأوضح شوفينمان أن التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي ضروري حتى لو أنه واجه صعوبات داعيا إلى أن يكون على أوسع نطاق ممكن ويشمل الدول الكبرى وفي المقام الأول الولايات المتحدة وروسيا ثم القوى الإقليمية كإيران وتركيا والدول العربية إضافة إلى الحكومتين العراقية والسورية.

ودعا شوفينمان إلى ضرورة إنشاء هيئة أركان مشتركة ما يتيح تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق في الغارات الجوية وإلى مراقبة الحدود وفرض حصار تام على تنظيم داعش.

وقال شوفينمان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واقعي فهو يدعم الرئيس الأسد لأن روسيا ملتزمة بمكافحة الإرهاب منذ ما يقارب العشرين عاما سواء في القوقاز أو آسيا الوسطى أو في العاصمة موسكو نفسها التي وقعت ضحية عدد من الهجمات الإرهابية المروعة”.