مطبخ (درب) يستمر في تقديم وجبات الإفطار لجنود الجيش العربي السوري

اللاذقية-سانا
يتابع أعضاء مشروع “درب” خلال شهر رمضان المبارك إعداد وجبات الإفطار لجنود الجيش العربي السوري الابطال الذين يواجهون الإرهاب في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية عبر مطبخهم الذي حمل اسم مشروعهم والذي يعمل به أكثر من أربعين شاب وفتاة في خطوة تثبت أن الشباب السوري هم جبهة خلفية موازية لمواجهة الإرهاب.
وينتج مطبخ “درب” أكثر من 500 وجبة في اليوم الواحد يحاول القائمون على إعدادها أن تكون متنوعة قدر الإمكان وتؤمن العناصر الغذائية لجنودنا البواسل الذين يبذلون مجهودا كبيرا لا بد من تعويضه بوجبات منسقة بعناية.
وأكدت نور مرتكوش متطوعة في مجموعة “درب” في حديثها لنشرة سانا الشبابية أن مطبخ “درب” انطلق مع تأسيس المجموعة بداية العام الحالي وكان له حضور متميز في إعداد كميات كبيرة من الوجبات التي تأخذ جهدا كبيرا في التحضير والإعداد.
وقالت: “نضع شيئا من روحنا أثناء الغسل والفرم والتقطيع والطهو فالموضوع ليس مجرد اعداد طعام بل هو رسالة انسانية وواجب اجتماعي وأخلاقي تجاه من يدافع عنا ويصون كرامتنا كما أنه تفعيل للدور الأهلي في هذا المجال الذي يعتمد على نشر روح التطوع والعطاء فنحن نعمل دون انتظار أي مقابل ونعتمد بشكل كبير على المتبرعين والداعمين من داخل سورية وخارجها الذين أثبتوا أنهم على قدر كبير من الوعي والمسؤولية ويرغبون بتقديم أقصى ما لديهم”.
ومع بدء شهر رمضان المبارك تضاعفت مهمات مطبخ “درب” لإعداد وجبات الافطار لجنودنا البواسل وتمكن الفريق من تناول الافطار مع ابطال الجيش العربي السوري في منتصف رمضان حيث أوضحت المتطوعة ديمة مكية أن الاستماع لقصص وبطولات جنودنا الصناديد كان شرفا كبيرا للمجموعة التي استمتعت بهذه المهمة ونسي المتطوعون عناء التحضير والسفر إلى النقاط المطلوبة بمجرد رؤية الابتسامة على وجوه افراد الجيش العربي السوري.
وتضيف: “كانت بالفعل تجربة رائعة لايمكن وصفها فقد لمسنا حبا كبيرا من قبلهم خاصة وأن بعضهم لم يزر أهله منذ أشهر ولديه حنين كبير للجو الأسري في رمضان وشعرنا بسعادة غامرة عمت قلوبهم لوجودنا معهم ولا سيما أن فريقنا مكون من أعضاء من جميع المحافظات أي أننا نمثل الطيف السوري الذي يقاتلون للحفاظ عليه وأوصلنا لهم رسالة أننا معهم لنكون صفا واحدا جيشا وشعبا في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية”.
أما حمزة معروف عضو في مشروع “درب” فأشار إلى أن الفريق مستعد لقبول المزيد من المتطوعين الراغبين بالانضمام إلى المطبخ والعدد يرتفع بشكل ملحوظ وهناك العديد من الشباب الراغبين بالتطوع ضمن الفريق الذي سيتابع نشاطاته في تحضير وجبات المقاتلين بشكل مستمر ولن يتوقف عند شهر رمضان فقط.
بدوره قال المتطوع عمر شواف: “إن شباب (درب) استطاعوا اكتساب خبرة كبيرة اثناء العمل في إعداد الوجبات إضافة إلى المجالات الاخرى التي ينشطون ضمنها فالعمل التطوعي يعتبر جديدا على المجتمع السوري لكن بهمة وحماسة الشباب والشابات تم تجاوز عدد كبير من الصعوبات والوصول الى مراحل تنظيمية عالية المستوى”.
ويضيف: “نحاول توزيع عملنا على عدة مجالات إلى جانب مطبخ (درب) فنحن نملك عددا من الملفات التي نديرها بخبرة مكتسبة ذاتيا تشمل أسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري الذين نالوا منا خلال شهر رمضان كل رعاية واهتمام كوننا نسعى لترسيخ قيم التكافل والتعاون في هذا الشهر الفضيل ولعل تلك الفئات هي الأجدر بالخير والمحبة نظرا للتضحية الكبيرة المقدمة من قبلهم لذلك قمنا بجولات عديدة في رمضان على عدة قرى في اللاذقية شملت القنجرة والبسيط ومشقيتا والقرداحة وصنوبر جبلة وأردنا توفير دعم معنوي ومادي لهم حسب استطاعتنا”.
يذكر أن مشروع “درب” انطلق بداية العام الحالي ويلتزم بثلاثة مبادئ أولها الدعم وثانيها الرعاية وثالثها البناء لتشكل أوائل حروفها كلمة “درب” التي حملت اسم المشروع الذي يركز على مساعدة الجرحى ورعاية المصابين من الجيش العربي السوري ودعم أسر شهدائه إضافة إلى بناء المجتمع.
ياسمين كروم