مجموعة البيان للشاعرة مرام النسر قصائد تبوح بخوالج النفس القلقة

دمشق – سانا

تحاول الشاعرة الشابة مرام دريد النسر في مجموعتها الجديدة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب والتي حملت عنوان /البيان/ كتابة قصيدة تتوافق فيها بنيتها اللغوية مع خلجات نفسها القلقة ولتعبر خلالها عن مواضيع وجدانية وذاتية.

وفي قصيدة /نجود/ نرى كيف تداخلت الشاعرة مع روح الطبيعة فكانت الإيحاءات التي التقطتها النسر مما حولها تصب في داخلها وما به من حزن ويأس:

“تفرقت الطيور , بكى صباح … وكل سار في خطو بعيد
وشارفت النجوم على سقوط .. مذ اختاروا الغناء على الجليد
فلا شمس تردد لا ضياء ..وسربي عاف أحلام الوليد”.

“وفي وجد صوفي وبوح تصاعد مع غليان النفس المتألمة وانفجر في بناء فني تعبيري تجلت أنات الروح على ما طال وطن الشاعرة من مآس وخراب وما ذاق أبناء وطنها من عذابات لتستشرف من ذروة الألم والمعاناة بارقة الأمل والخلاص وصبحا يجلي ظلام العابثين بوطنها” فقالت في قصيدة /شام السحاب/:

“رجال في سبيل الله ضحوا .. فصار المجد أغنية الشباب
وبات الليل منتشيا ببدر .. يعانق أنجما تفني سرابي
فنامي يا مرام على قصيدي .. وحلي من مناي لظى الشراب
لعل الصبح ينجدنا ونلقى … كلام الليل في شام السحاب”.

وتعود الشاعرة مرام إلى الطفولة لتحفظ لنفسها صفاءها وتتوارى في أحلامها تنسج منها عالما ساحر الجمال لتنعم ذاتها بالسلام والسكينة وبين الأمل بغد يحمل في أفقه ليالي حافلة بالمسرات وماضيا غردت فيه البراءة فتقول في قصيدة /لا أراه/:

“كنا صغارا حينما طاف الحمام .. متوسدين الحلم ..يرهقنا الحنين فلا ننام .. كان انبعاث الليل ذا سحر عميم .. والنجوم تضيء في خفر فنسرح في الغرام .. في سالف العمر التقينا ..وارتشفنا الشهد من كأس المدام”.

ومع ألف إطلاقها في قافيتها التي انفرجت وانطلقت معها نزاعاتها الداخلية وما كابدت من آلام ومحاولات لإجهاض أحلامها التي أرادت بها تحقيق ذاتها المؤمنة بصدق موهبتها التي حملت عبق أشعارها لحبيب لم يتحسس صدق عاطفتها جعلها تدافع عن نفسها منافحة عنها بقوة وجرأة واعية فتقول في نصها /القصيدة الأخيرة/:

“الأن أشعاري إليك أزفها .. وربيع أشواقي أتاك لتلثما
ضيعت قلبا خافقا وقريحة .. لو كافر عرضت عليه لأسلما
أحرقت أوراقي هدمت صوامعي .. ارحل فقد آن الأوان لتندما”.

وتشخص الشاعرة مرام في جملها الشعرية وفي دلالات موشورية البعد بانت من تشكيل التركيب التصويري الترميزي تداعيات القلب بآماله وعطاءاته ومثابرتها واجتهادها في الحياة والمستقبل فتقول في قصيدة ثلاثة:

“كانوا على خط السواء ثلاثة .. يمناي والقلب المخضب والغد
ونظرت في نجم العيون ودمعة ..أخفيت خلف المقلتين فأوقدوا
سميتهم عبق الحياة ونشوة .. جاؤوا إلى حيث الحمام يغرد”.

وتحاكي الشاعرة مرام في شعرها بشجن دافئ وانفعال صادق من ستر الليل أوجاعهم ومعاناتهم ..لا يبرد نيران أنفسهم غزير الدمع الذي يذرفونه فتجسد ذلك من خلال حكاية امرأة تروي آلام المعذبين فتقول في قصيدة /نحيب امرأة/:

“والليل يستره الغموض ودمعة .. غطت وجوه المعدمين فأغدقوا
لانت وأسلمت المساء دموعها .. اشجى الحضور بكا الصبية واتقوا
فالنجم ضاء على براءة وجهها .. وبشعرها جال النسيم يرنق”.

في بعض قصائد المجموعة انحازت الشاعرة مرام النسر أكثر إلى اعتماد اللفظة وتركيبها وتوظيفها وأغفلت الموضوع الشعري كبنية فنية ويعود ذلك إلى ما تذهب إليه الشاعرة من قناعة تقدم من خلالها نصها الشعري بشكل حداثوي دون إغفال ظاهرة الموسيقا والعاطفة.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

الوزير صباغ يترأس وفد سورية خلال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة

نيويورك-سانا وصل وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ إلى نيويورك صباح اليوم لترؤس وفد سورية خلال …