محاضرة عن تاريخ المسرح العربي في ثقافي حمص

حمص -سانا

قدم المخرج المسرحي حسن عكلة في محاضرته التي ألقاها بالمركز الثقافي العربي بحمص اليوم شروحاً عن مراحل تطور المسرح العربي موضحاً نقاط الاختلاف بين ما هو فن مسرحي وفنون أخرى من رواية وملاحم وأساطير.

وأوضح عكلة في المحاضرة التي جاءت بعنوان “التسمية وأشكالها” أن الأدب العربي التقليدي “لم  يعرف المسرحية كما هو الحال في الفن العربي الذي لم يعرفها أيضاً فهي ما تزال فناً غامضاً ومجهولاً” لافتا إلى أنه لم يكن هناك مسرح عربي بالفعل قبل عام 1848 للميلاد رغم عراقة الثقافة العربية وتنوعها.

ورأى المحاضر أن “المسرح العربي لم يأخذ دوره كبقية الفنون الأخرى منذ القدم لعدة أسباب أولها حياة التنقل والترحال التي كانت تعيشها شعوب المنطقة العربية بينما يتطلب إنتاج المسرح متفرجاً ذكياً ومستقراً أي مدني أو حضري” وثانيها إشكاليات مشاركة المرأة بالتمثيل وما يلازمها من تعقيدات اجتماعية لافتاً إلى أن “المسرح العربي بقي تابعاً للمسرح الغربي وليس مستقلاً بحد ذاته فهو لم يرق إلى المسرح اليوناني الذي عرفته الشعوب قبل أكثر من عشرين قرناً أو كما كان عند الفراعنة”.

وقال المحاضر.. “إن انطلاقة ما يمكن أن نسميه المسرح في الوطن العربي كان عبر اللبناني مارون النقاش الذي كان أول عربي يقدم عرضاً مسرحياً يؤرخ بداية النشاط المسرحي في الوطن العربي وذلك أواخر عام 1847 حين اقتبس مسرحية البخيل للكاتب المسرحي الفرنسي موليير ولهذا سمي النقاش بأبي المسرح العربي”.

ولفت عكلة إلى أن الرائد الكبير الآخر من رواد الفن المسرحي هو أبو خليل القباني الذي قدم أول عرض مسرحي في منزله بدمشق وبعدها سافر إلى مصر ليذيع صيته عبر مسرحياته الغنائية وليغدو واحداً من باعثي النهضة المسرحية.

وعن المسرح في دمشق أوضح عكلة أن حياة الفيحاء ولياليها في القرن العشرين كانت تعج بالفن والأنس والإرث المسرحي ما أسس لحركة مسرحية على أيدي تلامذة أبي خليل القباني ومنهم داوود قسطنطين الخوري وتوما أيوب ويوسف شاهين وجميعهم قدموا أعمالاً جلها مفقود.

وأشار إلى أنه بعد فترة الخمسينيات من القرن الماضي بدأ المسرح يأخذ منحى جديداً يعبر عن رياح التغيير في الوطن العربي مع تأثره بتيارات المسرح الأوروبي الحديث من خلال استيراد مذاهب وتجارب أوروبية حديثة.

ودعا عكلة في ختام محاضرته إلى التخلي عن التبعية للمسرح الغربي وضرورة إعادة النظر في الحركة المسرحية العربية بدءاً من حركة التأليف النصي والتمثيل والإخراج والأشغال الفنية والتقنية الأخرى في إطار المعالجة السينوغرافية والدرامية للفضاء المسرحي والانتقال إلى أبعاد الضفة الأخرى وهي إمكانات الجمهور المتلقي وثقافته البصرية والفكرية وصولاً إلى مسرح هادف وممتع في آن واحد.

يذكر أن المسرحي حسن عكلة عضو في  نقابة الفنانين واتحاد المسرحيين العرب وعضو الهيئة العليا لمهرجان المنودراما العربي ويشغل المدير المسؤول عن المسرح السوري المعاصر.

شارك تمثيلاً في أكثر من عشرين عرضاً مسرحياً في المسرح القومي وكتب واقتبس وأخرج أكثر من ثلاثين عرضاً مسرحياً وحصد خمس جوائز في مهرجانات محلية وعربية وله مشاركات متعددة في المهرجانات الدولية وتم تكريمه عدة مرات من وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا ونقابة الفنانين وله كتاب بمشاركة الدكتورة تغريد الهاشمي بعنوان “الإنسان وتجليات الأزمة” فضلاً عن عدد من الأبحاث والدراسات المسرحية والمحاضرات.

حنان سويد