القدس والدولة الوطنية‏- بقلم أحمد ضوا‏

تستعر النيران في المنطقة تأكل الأخضر واليابس من المحيط إلى الخليج، وتستمد وقودها المتدفق من آبار النفط والغاز في الخليج التي منحها الله لأهل المنطقة كي تكون لهم برداً وسلاماً لا ناراً وجحيماً.‏

في مثل هذه الأيام دنّس المحتلون الصهاينة القدس الشريف، وفي هذه الأيام تُدنّس أرض الشام والعراق وغيرها في ليبيا وتونس واليمن بالإرهابيين التكفيريين أدوات «إسرائيل» وأميركا.‏‏

عدوانا المحتلين الصهاينة عامي 1948 و1967 كانا من أجل احتلال فلسطين، وجرائم التنظيمات الإرهابية المدعومة من ممالك وإمارات التخلّف والجهل وأحفاد جمال باشا السفاح أدوات الغرب وأميركا في المنطقة هي من أجل منع التفكير بفلسطين، وإنهاء قضية العرب الأولى.‏‏

على مدى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة بنَت ممالك وإمارات التخلّف والجهل علاقات غير شرعية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ومع الزمن تحولت إلى علاقات علنية حيث يتفاخر المشايخ بإجراء مباحثات ولقاءات مع مغتصبي فلسطين.‏‏

وأيضاً على مدى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية كانت الدولة الوطنية كسورية والعراق ومصر والجزائر وليبيا عرضة للاستهداف والعدوان بشتّى أشكاله العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية من ممالك وإمارات الخليج و«إسرائيل»وداعمتها الولايات المتحدة بأذنابها الأوروبية، والسبب نابع من حرصها على سيادتها وتمسكها بالحقوق العربية ومنها فلسطين المحتلة.‏‏

فالدولة الوطنية التي تزول بها الطوائف والشوائب والولاءات للشيوخ وغيرهم، لم تكن في يوم من الأيام تعجب شيوخ النفط والغاز، لذلك لم يبخلوا في مد أي طرف يحاول تدميرها بالسلاح والمال، وهم دعموا أميركا لأجل هذه الغاية، وأقاموا العلاقات الشرعية وغير الشرعية مع صهاينة «إسرائيل» لتخليصهم من الدولة الوطنية التي تهدد عروشهم وامتيازاتهم.‏‏

واليوم يضع شيوخ النفط القذر يدهم بيد «إسرائيل» علناً في دعم التنظيمات الإرهابية على أمل تحقيق مآربهم بإزالة مفهوم الدولة الوطنية من المنطقة، وفتح الباب على مصراعيه للتغلغل الصهيوني عبر العمل على تقسيم الدول الوطنية إلى إمارات ومشايخ وممالك تسهل السيطرة عليها، واللعب بمستقبلها، وصولاً إلى خلق نزاعات مستمرة تحقيقاً للمشروع الصهيوني المعروف والمعلن للسيطرة على الشرق الأوسط بأدوات ووسائل جديدة بتحويل التنوع من غنى إلى تضاد.‏‏

حتى اليوم المشروع الأميركي الغربي الصهيوني يستثمر أدواته، والصراع يحتدم على مستقبل المنطقة بين من يريدون لها الكرامة والسيادة، ومن يسعون لتحويلها بالكامل إلى دول قزمة مأجورة لا دور لها ولا مستقبل.‏‏

التاريخ يقف في صف المدافعين عن كرامة المنطقة وأهلها، ولكن أدوات الصراع اختلفت اليوم، حيث استغل الأعداء ثقافة وتنوّع شعوبها، وجيوش المتخلّفين فيها لضرب وكسر شريانها الوطني والقومي، ولذلك يحتاج كسب هذه المعركة الذي لا بديل عنه أدوات جديدة عصبها القناعة بالانتصار، وتقديم كل شيء من أجل تحقيقه.‏‏

مع الأسف هذا المفهوم لا أحد يقترب منه في الأقاليم الأخرى فعبره دخل الغرب إلى أوكرانيا وغيرها من دول شرق أوروبا واستطاع تفكيك الاتحاد السوفييتي.‏‏

إن الدفاع عن مفهوم الدولة الوطنية يجب ألا يعلو عليه أمر آخر، ومن واجب كل المكونات في سورية والعراق واليمن ومصر وخارجها الانخراط المباشر في الحرب الدائرة في المنطقة لهزيمة المشروع الأميركي الصهيوني، وخير محقق لهذا الهدف هو جيوش هذه الدول وعلى رأسها الجيش العربي السوري.‏‏

صحيفة الثورة

مقالات سابقة بقلم أحمد ضوا..

محطة الأستانة.. أبصار المعارضين ترنو إلى كابول!!

ملحمة جسر الشغور..أبطال يكتبون التاريخ

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني