الشريط الإخباري

مشروع”درب”يتكفل بتحقيق حلم الشهيد محسن حماد بترميم منزله

اللاذقية-سانا

إلى الشرق من مدينة اللاذقية وعلى طريق السامية توجه فريق مشروع درب قاطعين أكثر من 38 كيلومترا باتجاه قرية حبيت التي استقبلتهم برائحة عطر صنوبرها المقدس ووجوه أهلها الطيبين قاصدين لقاء أسرة الشهيد محسن حمادالذي كرس اسمه كدلالة على شجاعة وإقدام تشهد عليهما أسوار سجن حلب المركزي التي ودعته بعد ارتقاء روحه وهي تردد بصوت خافت .. اذهب بأمان الله يا حامي الحمى.

“نريد أن نحقق حلمه بإعادة بناء وترميم البيت الذي نشأ فيه” هكذا بدأت كندة نصار رئيسة مشروع درب حديثها إلى نشرة سياحة ومجتمع لافتة إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن ملف الدعم والبناء الذي يعتبر واحدا من الملفات العديدة التي يديرها مشروع درب إلى جانب ملف ذوي الشهداء وشؤون الجرحى والوافدين.

8

وفي لمحة عن حياة الشهيد تقول نصار: حصل الشهيد حماد على الشهادة الثانوية الفرع العلمي ودرس الهندسة الميكانيكة في جامعة حلب حيث كان من أوائل دفعته رغم الظروف المادية المتردية موضحة أنه اعتاد الدراسة أثناء الامتحانات في الغابة كي لا يزعج عائلته المكونة من أربعة أخوة و ثلاث أخوات يسكنون في بيت مؤلف من غرفة واحدة فقط كانت تلم شمل عائلته المحبة.

وأشارت الى أن همه الوحيد كان أن يبني سقفا جديدا لبيت اسرته اسوة بباقي البيوت عوضا عن السقف الخشبي الذي كان لايحميهم من قطرات مطر الشتاء النافذة عبر شقوقه لكنه هب لخدمة الوطن فحول همه من بناء سقف البيت الذي رباه إلى حماية الوطن الذي حماه وحمى بيته و شرفه وعرضه ولبى نداء ربه فارتقى شهيدا في سجن حلب المركزي بتاريخ 14-9-2013.

2

من جهتها أشارت رماح زوان عضو في المشروع إلى أن الفريق اتخذ مجموعة من الخطوات لإعادة ترميم البيت الذي نشأ فيه الشهيد حماد موضحة أنه تم تأمين مواد البناء الأساسية وتغطية جميع التكاليف اللازمة للبناء بالإضافة للمتابعة المستمرة لمراحل بناء المنزل و اكسائه والاهتمام بأدق التفاصيل وكأن الشهيد /حماد/ حاضر في بيته كما هو حاضر في ضمائرنا.

أما علي بارودة ” متطوع في مجموعة درب فأوضح ان الفريق في المشروع أراد من خلال ترميم المنزل ترجمة واجبه الاجتماعي والأخلاقي تجاه أسر الشهداء وإرسال رسالة الى الشباب السوري بضرورة ان يأخذوا دورهم ليكونوا أبناء أوفياء لهم ،فيما لفت زميله شعيب علي إلى أن روح الشهيد حماد كانت حاضرة أثناء العمل ضمن حجارة البيت وجدرانه.

ويتابع شعيب كان الأب يرغب بمساعدتنا لكن التعب والإجهاد الواضح في عينيه منعه من ذلك ولاسيما أنه يعاني من مرض خبيث يسكن جسده ونظرا لحساسية وضعه قرر الفريق إدراج حالته ضمن ملف الرعاية للتكفل بإجراء عملية جراحية طارئة له تحدد موعدها الأسبوع المقبل ونتمنى ان تكون نتائجها ناجحة وتبشر بالشفاء.

وقال “لا يمكن أن نصف سعادتنا بما نقدمه لهذه الأسرة التي تعتبر واحدة من آلاف الأسر التي تحتاج تعاضد السوريين وتكافلهم ولا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلدنا سورية”.

ومشروع درب انطلق بداية العام الحالي ويلتزم بثلاثة مبادئ أولها الدعم وثانيها الرعاية وثالثها البناء لتشكل أوائل حروفها كلمة درب الذي يركز على مساعدة الجرحى ورعاية المصابين من الجيش العربي السوري ودعم أسر شهدائه إضافة الى بناء المجتمع.

ياسمين كروم