أبحاث نوعية خلال ورشة عمل بكلية الهندسة المعمارية

اللاذقية-سانا

تضمنت ورشة العمل التي أقامتها كلية الهندسة المعمارية بجامعة تشرين تحت عنوان “أبحاث طلاب الدراسات العليا … إلى أين” عدة أبحاث لطلاب الماجستير والدكتوراه و هي دراسات ترفد مسيرة البحث العلمي من ناحية و تضيء على جوانب مختلفة في اختصاص العمارة من ناحية أخرى ولاسيما أن العديد منها يطال الواقع السوري الراهن من حيث إمكانية إعادة إعمار ماتم تدميره وتخريبه على يد المجموعات الإرهابية المسلحة وفق رؤى وإمكانات جديدة.

وقال الدكتور أحمد سعيد قصاب رئيس قسم التصميم المعماري في الكلية في حديث لنشرة سانا الشبابية  إنه “تم اقتراح تسمية الورشة تحت هذا العنوان تحفيزا لعدد من الجهات المسؤولة على مزيد من التعاطي الجاد مع بحوث الطلبة التي تستحق تطبيقا فعليا على الأرض” مبينا أن عدد الأبحاث المنجزة وقيد الانجاز بالإضافة إلى أبحاث أخرى في طور التسجيل في الكلية يصل إلى مايقارب  53 بحثا علميا في مجالات مختلفة ومتمايزة على مستوى الواجهات والألوان والفعاليات السكنية والمباني العامة والطرق والمواصلات وفلسفة التعامل مع الهندسة المعمارية وهذا ما يدل على خصوبة فكرية لدى الطلاب.

وبين أن العمر الفعلي للدراسات العليا في الكلية يصل إلى مايقارب من ست سنوات وهو ما يحتاج إلى وقفة ومتابعة جدية مؤكدا “رورة تفعيل العلاقة بين البحث العلمي والجهات المسؤلة عن تطبيق هذه الأحاث ميدانيا للوصول إلى سورية الجميلة”.

وأوضح المهندس يوسف معلم طالب ماجستير واحد المشاركين بأبحاث الورشة أن  هذه الأبحاث تنقسم إلى ثلاثة أقسام تسجيل ومرحلية ونهائية ففي مرحلة التسجيل يقوم طالب الدراسات بالقاء الضوء على المشكلة وتوقع النتائج المرجوة في ظل وجود مجموعة من التساؤلات البحثية أما الأبحاث المرحلية فهدفها معرفة وجهة الأبحاث التي يقوم بها الطلبة ومجموعة الدراسات التي أجريت على موضوع البحث مضيفا أنه على الباحث في المرحلة النهائية معرفة النتائج والتوصيات التي توصل إليها الباحث من خلال القراءات والدراسات التي قام بها.

وعن بحثه الذي قدمه تحت عنوان البيت التقليدي الدمشقي علاقة تفاعلية بين إرث معماري وتحولات وظيفية  أوضح معلم أن البيوت الدمشقية فيها حالة سحرية خاصة فهي مليئة بالشاعرية والرومانسية والحنين والتحولات الوظيفية التي تمت وتتم على البيوت الاستثمارية حصرا من خلال تحويلها إلى مطاعم ومقاه لم تراع البعد التاريخي والاجتماعي لهذه البيوت فكان التركيز فقط على الناحية الاقتصادية.

وأضاف إن البحث يهدف إلى الوصول إلى مجموعة من الشروط والضوابط التي تضمن بأن تكون عملية التحول الوظيفي للبيوت الدمشقية محققة للشروط الاستثمارية التي فرضتها هذه الوظيفة في ظل مراعاتها لقيمة الموروث المعماري.

كذلك أوضحت طالبة الدكتوراه رنيم يحيى خضر و هي أول خريجة ماجستير في كلية العمارة من خلال بحث بعنوان مرونة التصميم المعماري في المباني الإدارية .. حالة دراسية مدينة اللاذقية أن مشكلة البحث افترضت أن المباني الإدارية في مدينة اللاذقية تعاني من مشاكل تصميمية عديدة سببها تجاهل المصمم لعدد من المتغيرات التصميمية التي تطرأ على المبنى بعد إشغاله.

وأوضحت أن الهدف من البحث هو تحديد الجوانب التصميمية المعمارية للمباني الإدارية في مدينة اللاذقية والتي يتوجب أخذها بعين الاعتبار لتكون أكثر مرونة وفق التغيرات الحالية أما النتائج التي توصل إليها البحث فتتمثل في عدم مراعاة المصمم للمتغيرات في إعداد الموظفين والمراجعين ما نتج عنه قلة في الفراغات المعمارية وعدم مراعاة النواحي التصميمية عند إجراء التغيرات على المبنى أثناء اشغاله موصية بضرورة العودة إلى المصمم الدارس عند إجراء أي تعديلات أو تغييرات في المبنى الإداري.

وذكر علاء ناصر طالب ماجستير في بحثه الذي جاء تحت عنوان “نحو منهجية لتحليل الجملة الواقعية الحاملة للعمارة الخيالية في الأفلام” أن البحث يتحدث عن المعطيات الواقعية التي يجب الاستناد اليها في حال أرادت أي جهة سينمائية إنتاج فيلم خيال علمي يتناول أحداثا تجري في منطقتنا الجغرافية من حيث المشاهد المعمارية الداعمة لأفكار الفيلم وتشكل وسطا حاضنا لمجرياته وأحداثه.

وأضاف من المهم مناقشة أفلام الخيال العلمي لأنها تطلق تنبوءات نحو المستقبل وتخاطب الذاكرة الجمعية مشكلة تصورا جماعيا للمشاهد من خلال خلق وسط افتراضي يحاكي المشاكل المتوقعة في حال استمر الناس في طريقة معينة من التفكير وبالتالي فهي تعطي حلولا لمشاكل حالية برؤية مستقبلية.

ويرافق الورشة معرض لطلاب السنتين الأولى والثانية في الكلية ويتضمن أعمالا وتصميمات معمارية مختلفة درسها الطلاب خلال الأعوام الدراسية وقدموها كمشاريع عملية بحثية حيث تعتمد التدريب على استخدام الخط واللون والتكوين ومفاهيم التوازن والانسجام والتكامل ومفاهيم أخرى لها علاقة بالتصميم والعمارة.

بشرى سليمان / نعمى علي