مدير دار الافتاء الأوروبي:الفكر الوهابي جاء لخدمة النفوذ الاستعماري

بودابست-سانا

أكد الشيخ عبد القادر ميهالفي بالاج مدير دار الإفتاء الأوروبي ومؤسس الجالية الإسلامية في هنغاريا أن الفكر الوهابي يستند إلى تكفير كل المذاهب التي  تتطابق معتقداتها مع ما يعتقده الوهابيون وكان له دور في نشر الإسلام السياسي وخاصة ما عرف فيما بعد بجماعة “الإخوان المسلمين” وغيرها حتى غدا هذا الفكر المنطلق الأساسي لأفكار تنظيم “القاعدة” وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل طالبان و”النصرة” و”داعش” و”بوكو حرام” وغيرها.

وقال الشيخ بالاج في محاضرة ألقاها بدعوة من رابطة الجالية العربية في هنغاريا تحت عنوان “المذهب الوهابي وانتشاره ومخاطره” في دار القوميات في العاصمة بودابست “إنه وخلال تنامي الفكر الوهابي تم تشويه مفاهيم أساسية في الإسلام وخاصة مفهوم “الجهاد” الذي تم استغلاله من قبل قوى عالمية كبرى كالرأسمالية والصهيونية فحولته إلى إرهاب يخدم مصالحها وينشر الفتنة بين المسلمين”، مشيرا إلى وجود نظرية ذات أسس تاريخية يصعب دحضها تفيد بأن “مؤسس الحركة الوهابية هو سليل تاجر يهودي من مدينة البصرة يدعى إبراهيم بن مردخاي بن موشيه”.

وشدد الشيخ بالاج في محاضرته على دور النفوذ البريطاني في خلق هذا المذهب المتطرف خدمة لأغراض البريطانيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر موضحا أن أفكار مؤسسه محمد بن عبدالوهاب قوبلت منذ طرحها برفض في الجزيرة العربية.

ولفت الشيخ بالاج إلى أن “آل سعود تحالفوا مع محمد بن عبد الوهاب لتحقيق مصالح متبادلة بينهما حيث قدم ابن عبد الوهاب المشورة الدينية مقابل الدعم السياسي والعسكري لآل سعود وهو الاتفاق الذي مازال ساريا بين الجانبين حتى اليوم”، لافتا إلى أن هذا الفكر أحدث ومنذ نشأته قلاقل وبلبلة بين القبائل العربية في نجد والحجاز وطال خطره في فترة لاحقة مناطق في العراق وغيره.

ونوه الشيخ بالاج في إجابته على أسئلة الحضور بدور سورية شعبا وجيشا وقيادة في مواجهة الأفكار المتطرفة والإرهاب الذي يستهدف العالم بأسره مؤكدا أن سورية في معركتها الحالية تدافع بكل قوة عن الإسلام الحضاري في وجه التطرف الذي يهدف إلى القضاء على الإسلام كدين سماوي سمح.

بدوره أشار الدكتور جول بشارة رئيس منتدى من أجل سورية في تقديمه للمحاضرة إلى ذكرى يوم النكبة وما يمثله من مآس ومعاناة بالنسبة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية نتيجة إقامة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين وعدوانه المستمر على المنطقة.

وكان رئيس رابطة الجالية العربية في هنغاريا الدكتور حسن علي قدم في بداية المحاضرة نبذة عن المحاضر مبينا أهمية طرح موضوع الفكر الوهابي ومخاطره على مختلف الصعد.