الشريط الإخباري

قمة القمم العربية.. بقلم: منهل إبراهيم

ما نراه اليوم في الرياض يشكل صورة متوهجة للعلاقات العربية في أبهى حللها، تسطع شمس العرب في جدة بقوة ليتضح نهار جديد من نهارات طال انتظارها يلتئم فيها الشمل العربي ليواكب التحديات الكبيرة والتغيرات السياسة التي لا تتوقف في المنطقة العربية على أساس التصالح وعودة العلاقات الطيبة بين دول الجوار.

عودة سورية الميمونة وضع حجر الزاوية لقمة لا شك ستكون ناجحة، وأنجح ما فيها حتى هذه اللحظة لمّ شمل البيت العربي في عودة دمشق لمحيطها الطبيعي، وحضور السيد الرئيس بشار الأسد اجتماع قادة العرب في هذه القمة، والحدث الأبرز والعنوان الرئيس للقمة، سيكون حضور سورية، الحاضرة أبداً في وجدان العرب، ومن بوابة دمشق الكبيرة التي فتحت للعمل العربي المشترك ستشرق تباشير النجاح لأعمال القمة التي لا نبالغ إن قلنا فيها إنها قمة القمم العربية نظراً إلى الأجواء السياسية التي تشهدها منطقتنا العربية، وكذلك الملفات المتعددة والمهمة على طاولتها، والتحديات الكبيرة التي تفرض نفسها بقوة وترسم طريقاً وحيداً لتجاوزها فقط بالعمل العربي المشترك والتعاضد بقوة.

الكل متفائل بأن قمة جدة ستكون انطلاقة جديدة في شكل ومضمون وكثافة وسرعة العمل العربي المشترك، بما يحقق آمال الشعوب العربية للبدء بعهد جديد مدماكه التنسيق المشترك لإرساء الأمن والاستقرار، إضافة إلى العمل العربي الجماعي لتحقيق عناوين المرحلة التنموية التي ينشدها الجميع، وبما يضمن فرص التكامل العربي ويعزز القدرة على كسب رهانات الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتنمية المستدامة المستندة إلى ما يزخر به الوطن العربي من إمكانات مادية وبشرية.

قمة جدة استثنائية، والظروف التي تمر بها منطقتنا والعالم كذلك الأمر استثنائية، تتزاحم فيها الملفات الشائكة في العالم، وكذلك الأمر في الوطن العربي بشقيها السياسي والاقتصادي، ولعل أدقها ما يجرى اليوم في السودان من مأساة وحرب، وإشكال الأمن الغذائي والمائي الذي تعانيه بعض دول المنطقة.

الملفات الملقاة على عاتق القمة العربية كبيرة وعاجلة تتطلب إيجاد آليات سريعة تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة ودعم الأمن والاستقرار العربي والإقليمي بما يحقق آمال الدول وشعوبها، وكذلك تطوير آليات التنسيق السياسي تحت مظلة الجامعة، وتعزيز التعاون الاقتصادي لدفع عجلة التنمية التي تمس المواطن العربي بشكل مباشر.

التوقيت الزماني والمكاني للقمة العربية في جدة مهم للغاية ويشكل عاملاً حاسماً في المخرجات المرتقبة للقمة بالنظر إلى ثقل المملكة العربية السعودية في العمل الدبلوماسي العربي، ناهيك عن طبيعة الملفات المطروحة التي تتطلب تنسيقاً عربياً على مستوى عال، تبذل لأجله الرياض جهوداً مشهودة على أكثر من صعيد لبلوغ الأهداف والنتائج المرضية والسريعة.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أمريكا مصدر الفوضى والحروب.. بقلم: منهل إبراهيم

تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت …