الشريط الإخباري

صوت من فرنسا..بقلم:منهل إبراهيم

نحن نتذكر الحياة ونعيشها بعمق وإغراق شديدين، ونتناسى الأوجاع، بما نحمله نحن السوريين من طاقة ليست بعادية، طاقة لا مثيل لها في استيعاب الكوارث والحروب وتحمل تبعاتها، طاقة تمرسنا بها، ونحتفظ بكم هائل منها في عقولنا وسواعدنا التي تحمل السلاح في وجه أعدائنا، وتضمد جراحنا من هول المحن وقسوة الظروف.

ومن النادر نحن السوريين أن يهزنا الخطب، وفي الأزمة التي مرت على الشعب السوري كان الشعب يعيش بعمق في صميم الحياة، لم ننس أو نتناسى الحياة، في وقت من الأوقات، وحين ننظر للحياة، فإننا نستقبلها بسمعنا وبصرنا وكل حواسنا، بالمستقبل القادم نحو الحياة، ولا نلتفت عنها، فالحياة سبيلنا، نبحث عنها يمنة ويسرة، وبمشاعر المواجهة، ومساندة الأصدقاء في كل بقاع العالم.

الزلزال الذي أصاب البلاد، بعد سنوات من الحرب الظالمة عليها والعقوبات الجائرة، أضاف جرحاً آخر عميقاً في قلوب السوريين، لكنه قطعاً لن يكسر إرادة الحياة التي غرست بقوة في كل القلوب، وإصرار الغرب على غيه واستمرار فرض عقوباته في هذه الأوقات العصيبة أكبر دليل على انعدام أي حس للإنسانية في عروقه التي تنبض بالحروب.

لكن أصوات الأصدقاء ودماءهم التي يسري فيها نبض الإنسانية دوما تصطف لجانب سورية، فمن فرنسا طالب عدد من البرلمانيين والشخصيات السياسية والاجتماعية بضرورة رفع الحصار الأمريكي الغربي الجائر المفروض على سورية بشكل عاجل وفوري لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضربها، وراح ضحيته مئات الضحايا والجرحى، فالزلزال من منظورهم الإنساني أضاف كارثة طبيعية مدمرة إلى المأساة الإنسانية للسوريين.

البرلمانيون والشخصيات السياسية والاجتماعية في فرنسا قالت في بيان صحفي: “ندعو الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي إلى الرفع العاجل والفوري للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية”.

ودعوا إلى أن تكون جميع المنظمات غير الحكومية والجمعيات المصرح بها أو التي يحتمل أن تعمل مع الصليب الأحمر لمساعدة السكان المتضررين جراء الزلزال في سورية مؤهلة للحصول على الأموال التي تحشدها فرنسا والاتحاد الأوروبي.

الصوت الذي أتى من فرنسا كان واضحاً وقال” منذ اثني عشر عاماً كانت سورية في قبضة حرب لا نهاية لها، كما أن العقوبات أحادية الجانب التي تؤثر بشدة على السكان المدنيين تجعل الوضع اليوم لا يطاق بالنسبة لآلاف السوريين الذين يعيشون في مساكن مؤقتة، وأبسط حرص إنساني يتطلب رفع العقوبات عن المواد الغذائية والطبية الأساسية بشكل فوري وعاجل.

الموقف الذي صدر من البرلمانيين والشخصيات السياسية والاجتماعية في فرنسا، له وقع وقيمة ويجب أن يصل إلى هدفه، وحين تتكرر مواقف مشابهة من عواصم وبلدان تعاقب سورية وشعبها دون أي وجه حق وبشكل ظالم وقسري يكون لها وقع، وتشكل عامل ضغط على الرؤوس الحامية التي لا تتحرك فيها مفردات الإنسانية حتى في زمن الكوارث والمآسي.

انظر ايضاً

أمريكا مصدر الفوضى والحروب.. بقلم: منهل إبراهيم

تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت …