الشريط الإخباري

السخرية من السلام.. بقلم: منهل إبراهيم

ما إن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة عيد الميلاد حتى زاد سعار الغرب متمثلاً بحلف الناتو بزعامة أمريكا، وراحوا باتجاه زيادة الزخم في دعمهم لنظام كييف، حتى ذلك الدعم الذي كانت واشنطن ودول الناتو مترددة به، أخرجوه للعلن ولم يعد هنالك أي خط أحمر في إرسال المدرعات وأنظمة “باتريوت” من ألمانيا المترددة في هذه الخطوة.

نعم كما قالت روسيا، كييف مستعدة للتضحية بشعبها وبلدها من أجل ألعاب الغرب الجيوسياسية، والغرب بدعمه الذي قطع رأس الهدنة، وجعل منها مجرد التزام من طرف واحد وهو الطرف الروسي، دفع رئيس النظام الأوكراني لتصريحاته التي تظهر عدم الجنوح للسلام، فرفض فلاديمير زيلينسكي، اقتراح روسيا بهدنة عيد الميلاد، إعلان باستمرار الحرب ونواياه واضحة من قوله إن الهدنة التي اقترحتها موسكو “غطاء لتعزيز المواقف الروسية على خط المواجهة”.

أمريكا دوماً تسخر من السلام ومن الحوار وليس مستغرباً أن تصف هدنة عيد الميلاد التي أعلنتها روسيا في منطقة العمليات العسكرية بأوكرانيا بـ “السخرية”، وهذا ما صرح به لسان حال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في مؤتمر صحفي وقال بالحرف: “من وجهة نظرنا، هناك كلمة واحدة تصف الهدنة على أفضل وجه – السخرية”.

الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد مجدداً أنها راعية للحرب، ومجهضة لأي خطوة تقود لعملية سلام أو حوار أو إنهاء أزمة، إذا كانت النتائج لا تحقق لها المكاسب، وتقود إلى سيطرة على الأرض، وكسر الخصوم، وواشنطن تتجاهل أن الفوز في المعارك لن يكون من نصيبها في كل مرة، وكيف اليوم وهي تحارب موسكو، القطب القوي سياسياً وعسكرياً، ومنطقياً.

واشنطن تتعامل مع خصومها بحسب نواياها تجاههم، لذلك ترى في هدنة الميلاد وتعتقد أن روسيا تعتزم استخدامها فترات توقف مؤقتة لإعادة التجمع، وتقول “لا يمكن النظر إلى هذا على أنه وقف لإطلاق النار إذا كانت هناك نية لتدريب المقاتلين”، مع أن موسكو عبر قنواتها الدبلوماسية أوضحت الغاية من الهدنة، لكن العقل الأمريكي، يترجم الهدنة وفق الخطط المستقبلية التي ترسمها الإدارة الأمريكية، في إطالة أمد الصراع في أوكرانيا.

أمريكا تفصل كل القضايا والأمور حسب مقاسها، وتصدر الأحكام مسبقاً دون أن تتقدم أي خطوة إيجابية ممن يتقدمون نحوها بإيجابية، ولا ترى الولايات المتحدة أي بوادر استعداد من جانب روسيا للدخول في حوار سلمي مع أوكرانيا، هكذا يقول العقل الأمريكي العارف تماماً أن موسكو تقبل الحوار والنقاش، ولا تريد استمرار الحرب.

أمريكا تكذب على نفسها وعلى شعبها، وعلى الشعب الأوكراني، كما كذبت من قبل على شعوب كثيرة وعدتها بالحرية والرفاهية، والأمثلة أكثر من أن تذكر، وكما نظام كييف مستعد للتضحية بشعبه وبلده من أجل ألعاب الغرب الجيوسياسية، فإن أمريكا وحلف العدوان الأطلسي مستعدون للتضحية أيضاً بشعوبهم وبلدانهم من أجل ألعابهم الخطيرة في كل بقاع العالم.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أمريكا مصدر الفوضى والحروب.. بقلم: منهل إبراهيم

تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت …