الشريط الإخباري

(نحو بناء الذات وتطويرها).. دراسة فكرية في رحلة الحياة الغنية للدكتور محمد نظام

دمشق-سانا

صناعة الإنسان المتمثلة في بناء الذات وتطويرها الدائم جاءت على هيئة دراسة فكرية للإنسان وتكوينه المادي والروحي قدمها الدكتور محمد نظام في كتابه “نحو بناء الذات وتطويرها” الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب.

وتناول نظام في كتابه الذي يقع في 232 صفحة من القطع المتوسط دراسة فكرية شاملة بحث من خلالها في رحلة الحياة الغنية والخصبة للإنسان والتي تبدأ بمعرفة الذات والاستبحار في أعماقه حيث استبصار النفس ومكنوناتها والتعرف على الهوية الإنسانية والتي تعد المدخل إلى تطوير الذات واكتشاف الطاقات والعمل على تطويرها وتسخيرها بكفاءة وفاعلية للوصول إلى الهدف المنشود.

وتلمس نظام في الكتاب مراكز الخلل والضعف في شخصية كل إنسان والعمل على إصلاحها لتكون مقدمة لمعرفة وإصلاح الآخرين عبر المرور بمحطات حياتية عديدة أبرزها المطالعة وتحصيل العلم واستثمار الوقت وتعلم فن الحوار والتواصل مع الآخر وممارسة الانفتاح والسير في طريق التميز والنجاح واكتساب مهارة الإدارة والقيادة وسلوك درب العطاء وخدمة الإنسان والمجتمع.

واستشهد بتجارب باحثين ومؤلفين في ذات السياق مثل ألكسيس كاريل مؤلف كتاب “الإنسان ذلك المجهول” مبيناً أن النفس تحتاج بشكل دائم إلى التزكية والتهذيب والتنمية والتطوير وإذا كان الإنسان هو المنطلق إلى الحياة فإن النفس الإنسانية هي منطلقه إلى هذه الحياة.

وبأسلوب سلس وإضاءة خفية تتغلغل الأفكار والمشاعر في تفاصيل الكتاب فيدرك القارئ أنه بحاجة إلى حضور حواسه الخمس كاملة وقد يتنفس عبق الأماكن التي يصفها الكاتب ويشاهد النص حياً فيتذوق إحساس المعنى وطعم البلاغة وحلاوة الوصف ويغرق في أسرار الإنسان ومكونات الذكاءات الأربعة وطرق تكوين الذات لتنقلك إلى أسرار التميز والنجاح في الباب الأول من الكتاب.

ولكن تحقيق الذات والتميز والنجاح يحتاج إلى إدارة فاعلة للوقت وتحديد الأهداف والأولويات وهذا ما بحثه الكاتب في الباب الثاني موضحاً أهم السبل الصحيحة لاستثمار الوقت مرتكزاً على سر الارتقاء الإنساني عبر القراءة وأهميتها ووظائفها وفن القراءة وأشهر أساليبها ليغدق بعدها في الوصف والتحليل في الباب الثالث حيث التركيز على تبادل الأفكار والمنافع كونه تكاملاً لإنسانية الإنسان وحاجاته النفسية والمادية والفكرية عبر شرح أساليب وقواعد فن التواصل مع الآخر وطرق نمو الشخصية وثقافة الحوار وأخلاقياته.

واتجه بعدها إلى تشكيل الشخصية القيادية الناجحة وسبل تطويرها وتنميتها ليختتم الفصل الرابع بالآفات النفسية والعقلية والصحية والسلوكية والاجتماعية التي أصابت المجتمعات في زمن التكنولوجيا العمياء وكيفية الوقاية منها وتحويل أسبابها إلى الارتقاء إلى قمم العلم والتطور لتطوى الصفحات الأخيرة من الكتاب مع شباب الشيخوخة والحياة المتجددة وصولاً إلى معرفة سر الخلود في هذه الدنيا.

يذكر أن الكاتب الدكتور محمد نظام يحمل إجازة في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق ودكتوراه في الإدارة من جامعة الحياة الجديدة وباحث وكاتب في التنمية البشرية وله إصدارات عديدة منها “التآلف والتواصل والقراءة والحياة الناجحة والإنسان بين العقل والقلب” وسلسلة يداً بيد “الحرب الناعمة معركة برمجة الوعي وأسرار التميز والنجاح ومواقع التواصل الاجتماعي في الميزان” وله عدد من الأبحاث المنشورة في الصحف والمجلات الدورية.

محاسن العوض

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

“الثقافة تنقذ العالم”.. دراسة فكرية عن الثقافة وطاقاتها لأجل التنمية البشرية

دمشق-سانا (الثقافة تنقذ العالم)، عنوان دراسة فكرية مترجمة عن الروسية، أصدرتها الهيئة العامة السورية للكتاب،