بعد 4 سنوات من المحاولات الفاشلة لإسقاطها.. الاستخبارات الأمريكية: لانريد انهيار مؤسسات الدولة السورية

واشنطن-سانا

لا تريد الولايات المتحدة الأمريكية انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق وتريد “حكومة ممثلة في دمشق من شأنها أن تحاول تخفيف حدة العداء في البلاد” و”تعزيز قوى غير متشددة في المعارضة” وفوق كل ذلك “ترى الحل في سورية سياسيا” بهذه العبارات لخص جون برينان مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية موقف بلاده من الأزمة في سورية.

برينان كان يتحدث أمام مجلس شؤون العلاقات الدولية في نيويورك اليوم وقال بوضوح ان بلاده متفقة مع روسيا وشركاء واشنطن في التحالف ضد داعش ودول إقليمية حول ذلك ليبدو الكلام مجرد مدخل سياسي للحديث عن سورية لا مصداقية له على الارض اذ ان سياسة واشنطن تجاه سورية قائمة اساسا على هدم بنية الدولة السورية على الطريقة العراقية أو الليبية وما تقدمه واشنطن من دعم للإرهاب تحت مسميات المعارضة المسلحة لا ينسجم ابدا مع ادعائها الحرص على مؤسسات الدولة السورية التي تريد معارضة واشنطن تدميرها.

ولم تقف تصريحات برينان عند حد الحفاظ على المؤسسات بل انه قال السماح للمتطرفين ببسط سيطرتهم على دمشق هو آخر ما تريده الولايات المتحدة وعندما يقول آخر ما تريده واشنطن يعني انه خيار من الخيارات ومع ذلك فان من يقول برينان عنهم متطرفين حاولوا اقتحام دمشق عشرات المرات وفشلوا لكن ليس بسبب مواقف واشنطن الرافضة بل بسبب تضحيات الشعب السوري وبطولات جيشه.

ووفق مراقبين فإن واشنطن راهنت على دخول المتطرفين الى دمشق وغيرها من المدن السورية مذكرين بتصريحات الناطقة باسم الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند عندما طلبت من الارهابيين عدم تسليم أسلحتهم ورفض المصالحة مع الدولة السورية عندما أصدرت عفوا عن كل من يسلم سلاحه وكان ذلك التصريح مؤشرا واضحا على العقلية التي تفكر بها واشنطن ورهانها على العمل المسلح لتحقيق اجندتها السياسية في سورية.

دس السم في الدسم هذه هي السياسة الامريكية وهكذا فعل برينان وصف الحكومة السورية بـ “الإشكالية” بمعنى التشكيك وراهن من جديد على استحياء بقدرة القيادة السورية على البقاء لكنه حرص على عدم اصدار أحكام نهائية بهذا الخصوص بعد فشل رهانات أمريكا الكثيرة على هذا الامر منذ اربع سنوات.

وتناسى برينان عند حديثه عن الحل السياسي في سورية ان بلاده تقود اكبر عملية تدريب للإرهابيين ممن تسميهم “المعارضة المعتدلة” وتسلحهم بالاشتراك مع نظام اردوغان في تركيا وأنظمة أخرى مثل السعودية وقطر والاردن فكيف نراهن على الحل السياسي ونعد الارهابيين للحرب.

وتبدو واشنطن اليوم مرتبكة في تعاطيها مع مستجدات المنطقة حيث انها لا تستطيع تجاهل مخاوف حلفائها وخاصة الأوروبيين من الارهاب وبالمقابل تريد تحقيق أجندة سياسية خاصة بها في المنطقة تقوم على تعويم “إسرائيل” كقوة وحيدة بلا منازع إلا أن صمود الجيش السوري يمنع هذه الأجندة من التحقق على الارض.

وكانت مصادر نيابية وحكومية عراقية كشفت ليل أمس عن قيام طائرات “التحالف” الذي تقوده واشنطن باستهداف القوات العراقية وقتل وإصابة العشرات منهم في حين انها تدعي الحرب على تنظيم “داعش” وتكرر القاء اسلحة وذخائر ومؤن في أماكن انتشار إرهابييه في العراق وسورية بحجة الخطأ.

 

انظر ايضاً

إجازة استثمار جديدة في قطاع النقل

دمشق-سانا منحت هيئة الاستثمار السورية إجازة استثمار جديدة في دمشق لمشروع نقل الركاب والمجموعات السياحية …