الشريط الإخباري

السيناريو المكرر.. بقلم: منهل إبراهيم

حين تنادي الأمم المتحدة بالسلام والكرامة والمساواة على كوكب الأرض يجب أن تسلك ‏منظماتها الدولية الطرق السليمة وتتبنى الحيادية في التعامل مع قضايا وأزمات ملحة بعيداً ‏عن التسييس والانحياز لجانب دون آخر، والطامة الكبرى أن يكون الطرف المنحازة إليه هو ‏الجلاد على حساب الضحية.

في جميع المناطق التي تعرضت وتتعرض لأزمات افتعلتها يد الغرب نجد القرارات الأممية ‏دوماً في صف الدول الغربية، ونرى نفس السيناريو يتكرر ضد روسيا كما حصل مع سورية ‏بالنسبة لانحياز مجلس الأمن للغرب وتسييس ملفات تتعلق بالأزمة في سورية خصوصاً ‏الإنساني منها، والتدخل بشكل سافر لإرضاء دول غربية في المجلس لتمرير قرارات تخدم هذه ‏الدول على حساب أصحاب الحقوق، في خروقات كبيرة وخطيرة لجميع المواثيق والقوانين ‏الدولية.‏

بالأمس تجاوزت الأمم المتحدة صلاحياتها بتبنّيها المشروع الغربي حول الوضع الإنساني في ‏أوكرانيا، لكن موسكو بدبلوماسيتها الدقيقة استطاعت الرد على الخرق الأممي الجديد بالخروج ‏عن سياق الصلاحيات المرسومة لمنظمة أممية من المفترض أن تكون على مسافة واحدة من ‏جميع الأطراف على أقل تقدير، والوقوف إلى جانب الحق الذي ضاع في أروقتها في ‏كثير من القضايا والأزمات.‏

الرضوخ الأممي واضح للدول الغربية، لكن الضغوط الكبيرة ليست مبرراً لانصياع المنظمات ‏الأممية لرغبة الغرب الذي تقوده واشنطن، إلا إذا كانت تلك المنظمات أصبحت رهينة بيد ‏الغرب، وهو واقع الحال على ضوء ما يصدر عنها من قرارات ومشاريع تخدم مصالحهم.‏

موسكو وصفت القرار الغربي الذي تبنته الأمم المتحدة بأنه “وثيقة إنسانية زائفة هدفه الوحيد ‏إلقاء اللوم على روسيا”، وأحرجت أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة حين طالبته ‏بتقييم مدى شرعية وجود القوات الأمريكية في سورية حسب ميثاق الأمم المتحدة داعية إياه الى ‏الإقرار علناً بأنه احتلال.‏

غوتيرش لن يملك الشجاعة للرد على ما طلبته منه موسكو، لأن واشنطن المحتلة لأراض سورية ‏لن تكون راضية عنه حينها، مع أن الحقيقة واضحة كالشمس في عز الظهيرة، وسيرددها ‏غوتيرش إن لم يكن في العلن في باطن سريرته، ويقول “إن ذلك احتلال للأراضي السورية ولا ‏سيما في التنف” وهذا أمر يؤكده ميثاق الأمم المتحدة ولا لبس فيه.‏

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أمريكا مصدر الفوضى والحروب.. بقلم: منهل إبراهيم

تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت …