محاضرة في فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية بعنوان “الإرادة الواعية والعولمة والمستقبل”

اللاذقية-سانا

ركزت محاضرة رضا أحمد شريقي رئيس نادي أوغاريت الثقافي باللاذقية التي ألقاها بعنوان “الإرادة الواعية والعولمة والمستقبل” على العولمة بصفتها اصطلاحا مجردا يطلق على مجموع الدوافع التي تحضنا على العمل فهي الدائم الوحيد في العقل وليست الشاغل الوحيد للعقل وهي التي توحد مشاعر الإنسان ووعيه.

ولفت في محاضرته التي ألقاها في فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية إلى أن العقل يتعب أما الإرادة فلا تتعب اطلاقا والعقل يحتاج إلى النوم ولكن الإرادة تعمل حتى في حالة النوم وبالتالي فالإرادة هي جوهر الإنسان لا بل جوهر الحياة .

وتحدث عن التجديد والتغيير وعلاقتهما المباشرة بالإرادة على اعتبار أن التجديد هو فعل إرادي يهدف للانتقال إلى حالة حداثوية من نوع آخر أما التجدد فهو انتقال عفوي وكذلك التغيير هو فعل مقصود يهدف إلى تحقيق الأفضل مشيرا إلى أننا لو أمعنا التفكير بالتحديث والتطوير لوجدناهما ينطبقان على مفهومي التجديد والتغيير فكلاهما إراديان ينشدان الأفضل في التوجه والانتقال إلى حالات متقدمة بصيغ لها مضمون مختلف .

وتحدث شريقي عن العولمة قائلا .. إن سؤال العولمة أصبح سؤال العصر الراهن العصر الذي يشهد تحولات كبيرة في الحياة المادية والفكرية للناس عصر يزداد فيه العالم ترابطا بصورة لم يعرفها من قبل بمعنى أنه بات أكثر تقاربا بسبب توفر وسائل الاتصال التي تطورت بصورة مضطردة ويحصل ذلك بوتائر سريعة غير مألوفة إنه عصر الثورة العلمية والتكنولوجيا ،وأشار إلى أن العولمة كأي ظاهرة جديدة لم تأخذ أبعادها الكاملة بعد ولا صورتها الحقيقية بل تحاول نسج حقيقتها المعرفية لذلك تختلف بشأنها الآراء وتتباين بصددها الأفكار ووجهات النظر وتتمايز تجاهها المواقف بين مؤيد ومعارض .

وبين أن المفهوم الذي تعنيه العولمة هو ذلك المفهوم الذي تمثل فيه زمنا تطوريا تجري خلاله مجموعة العمليات المترابطة التي تشغل مساحة الكوكب بأسره متخطية الحدود ومتجاوزة الدول محركها الدافع هو الثورة العلمية والتكنولوجية المعاصرة لخلق قيم عالمية الطابع إنسانية المحتوى وتكريس معايير ثقافية جديدة ترسخ المفهوم الجديد الذي يقوم على احترام ثقافات سائر المجتمعات والتفاعل معها .

ولفت إلى أن العولمة ظاهرة متعددة المفاهيم والأهداف ولا يمكن للدول ذات التأثير المحدود والاقتصادات الصغيرة أن تجاريها إلا بفهم عميق وإدراك ذكي للقوانين العالمية ومعرفة مكامن القوة والضعف في مراكز القوى العالمية وكيف يصاغ القرار العالمي واستيعاب استخدام أدوات ونظم التكنولوجيا الحديثة .

وتحدث المحاضر في محاضرته عن مفهوم التطوير الذي يعني الانتقال إلى مكان آخر أكثر مقدرة على التفاعل والتناغم مع عصر اليوم بكل خصائصه الجديدة وبالتالي فهو يعني التغيير بالاتجاه الإيجابي الذي يؤدي بالنتيجة إلى إحداث نقلة نحو حالة جديدة مفيدة مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الكمال ليس الهدف المطلق والحركة إلى الأمام قد تكون بحد ذاتها هدفا وهكذا يكون الهدف في الحياة هو إرادة مستمرة نحو الكمال والنضوج والتصفية والتنقية لنخلص إلى نتيجة نهائية مفادها بأن التجديد والتغيير في كليهما فائدة وتقدم نحو الأمام يشمل الوطن بأكمله وفق إرادة الشعب .

وأكد أن الفهم الصحيح وبالعمق لواقع الوطن والأمة خاصة بعد فصل الخراب العربي الذي سمي الربيع العربي وتضافر الجهود لوضع الأسس الفكرية أولا لخدمة استراتيجية المشروعين الوطني والقومي العربيين لتكون دليلا للممارسة العملية مستقبلا هذا الفهم وحدة يعبر عن نضوج الإرادة الواعية عند الجماهير مؤكدا أنالإرادة الواعية ستبقى سفينة نجاة الأمة ودليل الشباب نحو المستقبل الزاهر .

بشرى سليمان

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة