أطماع خطيرة- بقلم: منهل إبراهيم

الغرور حالة مسيطرة على رأس النظام التركي.. وهو غرور لا ريب سيؤذي صاحبه أردوغان أكثر بكثير مما قد يظن أنه ينفعه.. وأردوغان هذا المريض بمرض أسلافه يفصّل أثواب الخداع المختلفة ويخادع حتى نفسه.. ويضع أطماعه التوسعية الاحتلالية المتخمة بالمظالم في خانة الطموح.

أطماع أردوغان الخطيرة وغروره يصبان في خانة الوهم الذي يتمسك به المريض على أن يتعافى وهو في أيامه الأخيرة.. فلا هو برئ وشفي.. ولا هو استغل أيامه وصنع ما يصنع العاقل فتراجع عن سلوكياته وأطماعه ومظالمه.

أردوغان الذي يشبه دونكيشوت في محاربة طواحين الهواء معجب بنفسه ويوهم نفسه ويعيش في غير زمانه.. أي يعيش في الخيال وعندما يستفيق سيدرك ويكتشف أن الواقع غير ما كان يظهر له وأنه كان مخطئ ومذنب .. مخطئ بحق شعبه ودول الجوار وخارج حدود بلاده البعيدة.

نهج أردوغان السياسي يهدف وبشكل واضح إلى تشكيل مركز قوة لنظامه في عالم تتضح معالم تعددية الأقطاب فيه.. لكن واشنطن لا تعترف بذلك وتحاول الاستفراد به وهو ما يشجع النظام التركي على اللعب الخطير والوقوف في الوسط بين أقطاب متنافرة مستغلاً فقدان الغرب أساس هيمنته الاستعمارية التي استمرت عقوداً من الزمن وانهيار النظام الاقتصادي الليبرالي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والتغيير الجذري في ميزان القوى في العالم.

النظام التركي يلعب على جميع الحبال ويساوم الجميع ومن منظور مصلحته الآنية والضيقة يتحرك.. وهو مستعد لفعل أي شيء وإشعال كل أنواع الحروب والقلاقل.. وهو على أهبة الاستعداد أيضاً لأن يكون عصا طيعة بيد الغرب الذي تقوده أميركا لإنضاج جلود الفتن في مختلف أنحاء المعمورة وخصوصاً بين روسيا وأوكرانيا.

أطماع أردوغان مبالغ فيها وعليه الاستيقاظ من أحلامه سريعاً والتسليم بالمعطيات الموجودة على الأرض والتراجع عن دعم الفوضى والخراب .. فنظام الغرب الحاكم وعرابته أميركا مستعدون للعمل مع طمّاع طالما يعمل لخدمة مصالحها الاقتصادية والعسكرية وسيتركونه في منتصف الطريق عندما تنتهي صلاحية استخدامه.

انظر ايضاً

أمريكا مصدر الفوضى والحروب.. بقلم: منهل إبراهيم

تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت …