محطات من العمل والأمل والتعلم في تجربة الشابة ياسمين إسرب في عالم التجميل

اللاذقية-سانا

هو حلم طاردته منذ الصغر لتحوله بعد سنوات من التعلم والتدريب والتجريب إلى واقع اقرب الى الدهشة فالشابة ياسمين اسرب تمكنت من إرساء موطئء قدم لها في عالم الجمال واكتساب شهرة واسعة فاقت العديد من اقرانها في هذا الميدان يحدوها الشغف والإصرار والثقة بالنفس لتخطو أولى خطواتها نحو تحقيق حلمها في امتلاك سلسلة مراكز تجميل على مستوى سورية وإطلاق العلامة التجارية الخاصة بها.

ظهر اهتمام ياسمين بمستحضرات التجميل المكياج منذ الطفولة فكانت تغتنم فرصة غياب والدتها عن المنزل لتسارع إلى الدرج الخاص بأدوات التجميل فتجلس لساعات أمام المرآة تتعلم أساسيات هذا الفن وتتدرب على تطبيقها حتى تمكنت لاحقا من إتقانه بشكل احترافي بتشجيع من والدتها وصديقاتها المقربات اللواتي كن يلجأن إليها في المناسبات لمساعدتهن على امتلاك إطلالة بسيطة ومتألقة وأنيقة في آن معا.

“الأمر برمته جاء محض الصدفة”.. بهذه الكلمات استهلت ياسمين خريجة قسم الترجمة في جامعة تشرين حديثها لنشرة سانا الشبابية مشيرة إلى أن بداياتها كانت من غرفة صغيرة في منزل اسرتها قبل ثمانية أعوام عندما قصدتها إحدى الصديقات لتكون المسوءولة عن إطلالتها في ليلة زفافها وهو ما جعلها آنذاك تعايش مزيجا من المشاعر المختلطة بين الفرح والرهبة والقلق بشأن قدرتها على انجاز تلك المهمة “ولكن ما إن بدأت العمل حتى وجدت نفسي في عالم آخر وراحت أناملي تتفنن في رسم ملامح صديقتي وإبراز روعة ذلك الجمال الكامن بدقة وعناية”.

وأشارت ياسمين الى أن نجاحها اليوم هو ثمرة عمل دوءوب تضمن الخضوع لدورات تدريبية متخصصة ومتابعة متواصلة لكل جديد من شأنه ان ينمي مهاراتها ويطور التقنيات التي تستخدمها في تطبيق المكياج وصولاً إلى ابتكار إطلالات خاصة بها فعالم الجمال بحسب قولها غني بالمساحات التي تسمح بتجلي قدر لا محدود من الابداع.

وقالت.. لم يكن طريقي مفروشاً بالورود واضطرتني ظروف الحياة القاسية للبحث عن عمل أعيل به نفسي لكني لم أسمح لقلة الخيارات المتاحة أمامي أن تقف عائقاً في وجهي فاخترت مجال التجميل تحديدا لأنه يشبهني كثيرا فتمكنت خلال سنوات قليلة من إثبات جدارتي وبات لدي عدد كبير من الزبائن الذين يقصدونني من داخل وخارج اللاذقية وكان هدفي خلال هذه السنوات ان اجمع رصيدا ماليا كافيا لافتتاح مركز خاص بي.

بدأت ياسمين من الصفر كما تقول لكن ايمانها بقدرتها على الوصول وعملها المكثف ساعدها لاحقا على تجهيز مركز خاص بها قامت بتطويره تدريجيا لافتة الى ان ولوجها موءخرا الى عالم الدراما وتجميل الممثلين من خلال مسلسل بنات الماريونت شكل محطة مهمة دفعت بمسيرتها الى الامام حيث قدر لخبرتها ومهاراتها ان تزداد تقنية واحترافية.

رحلة الشابة الطموحة تضمنت ايضا العديد من الجوانب الانسانية المهمة فهي ترى انه يتوجب على كل انسان ان يتفاعل مع قضايا مجتمعه ويخصص وقتا للعمل التطوعي والتشاركي الذي يعلي من القيم الروحية النبيلة الامر الذي دفعها للمشاركة في عدة مبادرات مجتمعية داعمة ومنها تجميل عدد من عرائس جنود وجرحى الجيش العربي السوري موءكدة انها كانت في قمة السعادة وهي تدخل الفرح إلى قلوبهن وترسم البسمة على وجوههن في أهم لحظات حياتهن مبينة أنها ومن خلال هذه اللفتة أرادت ان تقدم شيئا بسيطا كعربون وفاء وتقدير للتضحيات الكبيرة التي قدمها هوءلاء الشباب للدفاع عن كل سوري والحفاظ على ارض سورية وكرامة شعبها وصون عزتها.

واختتمت حديثها برسالة إلى الشباب المقدمين على إطلاق مشاريعهم الخاصة محفزة اياهم على اطلاق العنان لقدراتهم والتحلي بالثقة والاصرار والامل للوصول الى اهدافهم موءكدة ان التعلم من الاخطاء والاخفاقات هو تجربة مضافة تزيد من خبرتهم “فالسوريون خلاقون بالفطرة وهم اصحاب طاقات فذة تمكنهم دوما من خلق بدايات جديدة”.

رشا رسلان

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة