الشريط الإخباري

لا الحر ولا الإرهاب يبعدان السوريين عن ممارسة طقوسهم التي توارثوها في رمضان

دمشق-سانا
مع حلول شهر رمضان المبارك تنبض قلوب السوريين بالأمل والرجاء وتمتلئ النفوس بذكر الله عز وجل والدعاء ليحل الخير والأمن والأمان في ربوع سورية بعد نحو ثلاث سنوات من الحرب الكونية التي تشنها قوى الشر ضدها.
وكعادة الشعب السوري في حبه للحياة وسعيه لعيش حياته بصورة طبيعية رغم كل المحاولات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة للنيل من استقراره وأمانه لا يفوت فرصة لإثبات عشقه الازلي لوطنه الذي نشأ وترعرع فيه وفي هذا الشهر المبارك يلهج لسانه بالدعاء ليحفظ الله سورية من كل متربص بها.
ويحمل السوريون هذه الأمنيات والادعية معهم اينما ذهبوا وكيفما توجهوا وهم لن يستسلموا لكل محاولات ترهيبهم واجبارهم على التزام منازلهم وحرمانهم من عاداتهم وتقاليدهم التي شبوا وشابوا عليها وخاصة خلال شهر رمضان المبارك كما يقول مصطفى توتنجي.
ويتابع توتنجي أنه قبل أسبوع من حلول شهر رمضان المبارك باشر كغيره من السوريين حركته المكوكية لشراء حاجيات المنزل لاستقبال الضيف بأفضل حلة كما جرت العادة وقال ” إن الهم الأكبر الذي يأخذ تفكيري هو الدعاء لله بأن يعيد هذا الشهر على الجميع بالخير والصحة وان يحفظ بلدنا من كل شر وينتهي كابوس
الإرهاب والبلاء الذي حل علينا”.
بدورها تقول الشابة رشا ” إنني وأبناء جيلي مصممون على ممارسة حياتنا الطبيعية واحياء اجواء رمضان والعادات والتقاليد المرافقة لهذا الشهر الكريم من صلاة وترويح عن النفس وإحياء صلة القربى” مشيرة إلى أن كل المحاولات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة للنيل من عاداتنا لن تثنينا عن ممارسة طقوس رمضان الذي ينتظره الجميع مع الأهل والأصدقاء دون أن ننسى دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لنعيش بكرامة.
وفي سوق الحميدية تفضل أم لؤي التجول وانتقاء ما يلزمها من حاجيات لشهر رمضان المبارك وتقول ” لا الحر ولا الإرهاب يجبرانها على الجلوس في البيت فلا يوجد أروع من عيش أجواء أول أيام رمضان في سوق الحميدية وتفرعاته التي تنبض بالأصالة والحضارة” مشيرة الى ان فوانيس السوق القديمة التي تضاء عند المساء تستحضر شريط ذكرياتها القديمة وتعطي الأمل بأن تعود سورية الى سابق عهدها.
وهذا ما أكدت عليه أم مصطفى وهي تشتري اللوازم الخاصة لصنع الحلويات مشيرة إلى أن” الحياة مستمرة بفضل إرادة وتصميم الشعب السوري على العيش وحبه للوطن وللحياة وبتضحيات الجيش العربي السوري حامي الحمى وبدماء الشهداء”.
ووسط هذا الإزدحام الكبير في سوق الحميدية وتعالي أصوات الباعة لدعوة الناس الى انتقاء البضائع وحيرة الناس من كثرة المواد والأسعار المتفاوتة نجد الباعة يزينون محلاتهم بطريقة جميلة ترحيبا بشهر رمضان فالبعض يتفنن بالإنارة والبعض الآخر بطريقة عرض المنتجات والآخر بترديد عبارات التسوق الخاصة بشهر الخير وضجيج السوق بحد ذاته يبث في النفوس فرح استقبال الضيف القادم إلا أن الجميع يرفعون قلوبهم بالصلاة والدعاء لله حتى يعيد الأمن والأمان إلى سورية .
وفي السياق يقول محمد سيوفي صاحب محل لبيع التوابل في الشارع المستقيم ونبرات الفرح وفيض الذكريات تحتل ما بين الكلمات” إن السوريين ينتظرون قدوم هذا الشهر الفضيل بشوق لشهر العبادة والتقرب من الله ولم شمل العائلة وتبادل الزيارات والسؤال عن الحال من عام لعام ومع حلول شهر رمضان المبارك أقل شيء يفعله كبائع للتوابل ان يزين محله احتفالا بهذا الضيف الفضيل متمنيا ان يعم الخير والسلام ربوع سورية بشفاعة هذا الشهر المبارك”.
وعلى الرغم من الأزمة التي تمر بها سورية إلا أن السوريين أثبتوا على مدار سنوات الازمة انهم شعب محب للحياة وصامد تجاه المؤامرات التي تحاك ضده وخير دليل على ذلك هي طقوس شهر رمضان المبارك التي يصر السوريون على التمسك بها رغم أجواء الحزن والمعاناة التي مروا بها.
مي عثمان