الشريط الإخباري

جمعية “أرسم حلمي” الفنية تكرم المتميزين في معرض “وتستمر الحياة”

اللاذقية-سانا
في إطار سعيها لتقديم مزيد من الدعم المعنوي لطلابها وإعطائهم دفعا للاستمرار والعطاء لإخراج طاقتهم الفنية القصوى عملت جمعية “أرسم حلمي” على تخصيص جوائز للمشاركين في معرضها السنوي “وتستمر الحياة” الذي أقيم مؤخرا في دار الأسد للثقافة في اللاذقية وضم أكثر من مئتي عمل فني تنوعت ما بين التشكيل والنحت .
وتم تقييم الأعمال المشاركة التي نفذها حوالي خمسين مشاركا تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 25 عاما ،من قبل لجنة فنية متخصصة مؤلفة من الدكتور عماد لاذقاني والدكتورة سوسن معلا والفنانة التشكيلية عدوية ديوب حيث اختارت اللجنة الفائزين وفق معايير معينة راعت الفروق العمرية والإمكانات الفنية للمشاركين المبتدئين والمتقدمين منهم.
وضمت الجوائز مبالغ مادية للمراكز الثلاثة الأولى عن كل فئة إضافة إلى نسخة من رواية/الفستان/ للروائية اليافعة يارا الشيخ علي ابنة الثلاثة عشر ربيعا بهدف اطلاع المشاركين على تجربة أدبية لفتاة في مثل أعمارهم تنافست على جوائز روائية عالمية مخصصة للمبدعين الصغار ونالت استحسان العديد من
المحكمين .
وقالت هيام سلمان رئيسة الجمعية ان فكرة تخصيص جوائز مالية للمتميزين في المعرض لم يكن بالإمكان تنفيذها لولا وجود أحد الداعمين من المغتربين السوريين وهو مدحت الشيخ علي ابن منطقة بسنادا التي تحتضن الجمعية والذي تحمس بشكل كبير لدعمها والنهوض بمستوى المنتسبين إليها معتبرا ان تخصيص جائزة للمتميزين هو أولى الخطوات لتحقيق هذه الغاية.
واعتبرت سلمان أن معرض “وتستمر الحياة” “بصمة سورية حقيقية ورسالة للعالم بأن السوريين صامدون رغم كل المصاعب التي يمر بها وطننا الحبيب مؤكدين أننا مستمرون بالعطاء وخلق الجمال والفن بكبارنا وصغارنا” مشيرة إلى أن المعرض نتيجة عمل وجهد للجمعية وكوادرها استمر على مدار عام كامل.
واشارت الى ان الجمعية لم تتدخل باختيار المواضيع التي يجب ان يرسمها المشاركون في لوحاتهم بل تركت لهم حرية الاختيار وهامش حرية واسعا للإبحار في ربوع اللوحة لافتة الى ان الأعمال تنوعت من ناحية الحجوم ما بين الصغير والمتوسط و الكبير كما اختلفت التقنيات المستخدمة ما بين الرصاص والمائي والباستيل إضافة الى الألوان الزيتية والاكرليك منوهة بدور الأهالي الكبير في التعاون مع الجمعية وتشجيع أطفالهم على الاستمرار والعطاء والالتزام فلكل منا دوره الذي كان له أثر كبير في النتيجة الرائعة التي حققها المشاركون .
ونالت غوى سلمان ومريم عصفورة المرتبة الأولى عن فئة الأطفال بينما حصلت كل من حلا غانم و وجد سعيد على الجائزة الأولى مناصفة لفئة اليافعين أما جائزة الشباب فقد نالتها الفنانة التشكيلية زينب يوسف .
ولفتت رئيسة الجمعية الى تخصيص جوائز تشجيعية بالإضافة لجوائز المراكز الثلاثة الأولى عن كل فئة إضافة لتسمية جائزة دعم لفئة النحت الذي ادخل بشكل تجريبي ضمن فعاليات الجمعية في العام الماضي وحصل عليها زين العابدين الشيخ عن فئة الأطفال بالإضافة لوجود جائزة للمشرف الملتزم نالتها ايمي سليمان طالبة في كلية الفنون الجميلة التي لم تنقطع عن جلسات الجمعية وكان لها بصمتها في أعمال الطلاب المشاركين مع العلم أن العمل ضمن الجمعية تطوعي بالكامل والانتساب لها يكون برسوم زهيدة لإتاحة الفرصة لكل صاحب موهبة للإبداع والعطاء.
من جهته قال الدكتور عماد لاذقاني رئيس لجنة التحكيم أن الأعمال الفنية المقدمة تحمل بوادر واعدة لفنانين حقيقيين قادرين على تحقيق طموحاتهم الفنية في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن اللجنة حاولت بشكل كبير تحكيم الأعمال ضمن أسس تظهر الفروقات بين فنان وآخر بالاعتماد على معايير أكاديمية خالفتها
اللجنة في بعض الأحيان نتيجة وجود موهبة مسبقة أو عمر معين لا بد من مراعاته .
وهذا ما أكدت عليه الدكتورة سوسن معلا مدرسة بكلية العمارة جامعة تشرين التي وجدت في أعمال الأطفال دليلا كبيرا على رغبتهم العارمة بتقديم أعمال مميزة رغم صغر سنهم موضحة أنهم وصلوا لمرحلة متقدمة في مجال تكوين الالوان وخلطها.
وأضافت “اعتمدنا على معايير انتقائية أخذت بعين الاعتبار عمر الطفل وإدراكه وروءيته الطفولية للأمور وتجسيدها على الورق وكنا كلما زاد العمر وجدنا صعوبة في تحديد الأعمال الأفضل لانها كانت متقاربة في الجودة بشكل كبير فتخصيص الجوائز مناصفة بين الفائزين إضافة إلى وجود جوائز تشجيعية دليل على مدى تقارب المستويات ورغبة المشاركين في تقديم أعمال متميزة وجدية” .
وأعربت زينب يوسف 21 سنة فائزة عن فئة الشباب عن سعادتها البالغة لحصولها على المرتبة الأولى من بين عدد كبير من المشاركين ولا سيما أنها المشاركة الأولى لها كعضو جديد ضمن معارض الجمعية التي تقام بشكل سنوي منذ انطلاقتها .
و شاركت يوسف في المعرض بثلاث لوحات عبرت فيها عن أحاسيسها وأفكارها مشيرة إلى أن هذه اللوحات هي أول أعمالها الفنية .
أما وجد سعيد 16 عاما فائز عن فئة اليافعين فأوضح أنه انتسب الى الجمعية منذ تأسيسها وكان طفلا صغيرا معتبرا نفسه من موءسسي الجمعية لأنه كبر في أحضانها وتعلم منها الكثير ولا سيما طريقة استخدام الألوان واختيارها وهذا ما تجسد في لوحاته الخمس المتنوعة الأحجام والألوان التي وضع فيها عصارة تجربته الفنية التي استمرت لأكثر من 12 عاما وشهدت تطورا كبيرا بشهادة الحضور ولجنة التحكيم.
فيما تنوعت اللوحات الثلاث لـ غوى سلمان 12 عاما فائزة عن فئة الأطفال / بين الاكرليك والمائي مشيرة إلى أن الانسجام بين مواضيع لوحاتها المختارة للمشاركة في المعرض كان له الأثر الكبير في الحصول على المرتبة الأولى .
وقالت إن “الجمعية لم تسهم فقط في تعليم الأطفال قواعد الرسم بل تعدتها لتعلمهم أسس الانضباط والعمل ضمن فريق” .
يذكر أن جمعية “أرسم حلمي” الفنية أشهرت عام 2010 وتهدف إلى نشر الوعي الفني واكتشاف المواهب وتنميتها في المجتمع من خلال دورات تعليمية وأنشطة فنية متنوعة ويعتبر معرضها السنوي تتويجا لكل جهودها وذروة لأعمالها ونشاطاتها.
ياسمين كروم

انظر ايضاً

المقاومة الفلسطينية تستدرج قوة صهيونية إلى أحد أنفاق جباليا وتقتل وتصيب وتأسر جميع أفرادها

القدس المحتلة-سانا استدرجت المقاومة الفلسطينية قوة للعدو الصهيوني إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا شمال …