واشنطن بوست: تنظيم داعش يجند الأطفال والمراهقين ويجبرهم على حمل السلاح بسورية والعراق

واشنطن-سانا

في دليل لم يعد جديدا على جرائم تنظيم /داعش/ الإرهابي الوحشية وممارساته غير الاخلاقية التي طالت الأطفال منتهكة براءتهم ومحاولة غسل ادمغتهم وتغذية عقولهم بالأفكار المتطرفة والإجرامية أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا يشرح أساليب تجنيد التنظيم الإرهابي للمراهقين والأطفال في سورية والعراق وإجبارهم على حمل الأسلحة واستخدامهم كعناصر على نقاط التفتيش والتقاطعات المزدحمة.

وقالت الصحيفة في مقال حمل عنوان “الدولة الاسلامية تجند وتستغل الأطفال” إن الأطفال في مدينة الرقة يحضرون معسكرات تدريبية ودورات في التطرف الديني قبل التوجه للقتال وهناك خدمات أخرى يكلفون بها كالعمل كطهاة أو حراس في مقرات الإرهابيين أو كجواسيس على السكان وعلى جيرانهم وأحيائهم”.

وتابعت واشنطن بوست أنه وفقا لأدلة تم جمعها من سكان ونشطاء وخبراء مستقلين ومنظمات حقوق إنسان فان التنظيم المذكور يقوم بتلقين الأطفال كيفية القتال منتهكة بذلك براءة الفئة الأضعف والأصغر سنا في المجتمع.

ويؤكد سكان من بلدة عين العرب شمال سورية انهم لاحظوا وجود أطفال يقاتلون في صفوف الإرهابيين ويشير أحد السكان إلى أنه شاهد جثث أربعة أولاد في مناسبات منفصلة تعود اثنتان لطفلين تقل أعمارهما عن 14 عاما وواحد منهم على الأقل نفذ هجوما انتحاريا وهو في الثامنة عشر من العمر.

وقالت الصحيفة إن من الصعب تحديد مدى الانتشار الواسع لاستغلال الأطفال في هذا العالم المغلق داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المذكور حيث لا توجد أرقام موثوقة عن عدد القاصرين الذين يجندهم التنظيم لافتة إلى أن لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في جرائم الحرب خلصت إلى أن التنظيم يعطي الأولوية للأطفال كوسيلة لضمان ولائهم على المدى الطويل وانضمامهم إلى ايديولوجيته المتطرفة ولضمان كادر من المقاتلين المخلصين شهد العنف كوسيلة للحياة.

وترى ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح أن “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” الإرهابيين قاما ايضا بتجنيد الأطفال للقتال ولكن لا توجد مجموعة أخرى وصلت إلى المستوى الذي اتبعه تنظيم /داعش/ في استخدام الأطفال بمثل هذه الطريقة المنهجية وممارسته اسلوب زرع التفسير المتطرف والعنيف للشريعة في عقولهم.

وقالت زروقي إن ما يحصل ليس مجرد ظاهرة هامشية بل هو جزء من استراتيجية التنظيم مشيرة إلى أن بعض الأطفال ينضم طوعا لأسباب مختلفة ولكن يتم استهداف الآخرين من خلال خطفهم وإجبارهم على الانضمام اضافة إلى غسل ادمغتهم ومحاولة استمالتهم باستخدام كافة الأدوات والأساليب.

من جهته رأى لوران شابوي مستشار حماية الطفل بمكتب اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. ان الجديد في الأمر هو أن تنظيم /داعش/ الارهابي يبدو أكثر علانية وصخبا بشأن نواياه وممارساته فيما يتعلق بهذه المسالة حيث يتم تجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم10 و 12 سنة ويستخدمون في أدوار متنوعة كمقاتلين ورسل وجواسيس وحراس على نقاط التفتيش وأيضا للأغراض المنزلية مثل الطهي والتنظيف وأحيانا توفير الرعاية الطبية لمصابي التنظيم.

وقالت واشنطن بوست إن إرهابيي /داعش/ عمدوا في المناطق التي يسيطرون عليها في سورية والعراق إلى إغلاق المدارس وتغيير المناهج الدراسية لتتناسب مع أفكارهم وايديولوجيتهم المتطرفة.

وفي محافظة الرقة قالت الصحيفة إن مجموعة مناهضة للتنظيم وثقت وجود ما لا يقل عن خمسة معسكرات تدريب للشباب واحدة مخصصة للأطفال تحت سن 16 عاما في بلدة الطبقة فيما قال سكان في الموصل والفلوجة أنه لم يكن من المالوف قبل مجيء /داعش/ رؤية الأولاد المدججين بالسلاح يتمركزون عند نقاط التفتيش ولكن الأمر الآن تغير.

وكانت تقارير إعلامية غربية كشفت في شهر آب الماضي عن قيام تنظيم /داعش/ الإرهابي بتجنيد الأطفال الأبرياء وإجبارهم على الانضمام إلى معسكرات إرهابية وحضور جرائم قطع الرؤوس ورجم النساء بغرض إنشاء جيل جديد يتغذى على العنف والإرهاب في اعترافات متأخرة بحقيقة التنظيمات الإرهابية في سورية التي قامت الولايات المتحدة ودول أوروبا ودول إقليمية برعايتها ودعمها مادياً ومعنوياً.

انظر ايضاً

واشنطن بوست: العاصمة الأمريكية تنزلق إلى حالة فوضى مخيفة مع ارتفاع معدلات الجريمة والتشرد

واشنطن-سانا كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تسجيل مدينة واشنطن أعلى معدلات لجرائم القتل