باحث وإعلامي إسباني ينتقد تجاهل الإعلام الغربي حقيقة الأحداث في سورية

مدريد-سانا

انتقد الباحث والإعلامي في كلية الإعلام والصحافة في جامعة مدريد المركزية بابلو صباغ تجاهل وإغفال وسائل الإعلام والأوساط الإجتماعية الغربية حتى الآن حقيقة الأحداث والوقائع في سورية.

وأشار صباغ في مقال نشره بعنوان تربية الغربان إلى تجاهل الغرب آلاف القصص الموثقة التي ارتكبت فيها جرائم القتل المماثلة لعملية قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي ومراسل أمريكي آخر واثنين من عمال الإغاثة البريطانية من قبل تنظيم داعش الإرهابي والتي مثلت صدمة للرأي العام الغربي وحظيت بضجة كبيرة في وسائل الإعلام والأوساط الاجتماعية الغربية.

وأكد صباغ أن كل من تجاهل ضحايا الشعب السوري وتواطأ مع القتلة والمجرمين وقدم تسهيلات لهم أسهم وساعد في خلق ونشوء هذه التنظيمات الإرهابية في المنطقة والتي أصبحت مصدر قلق وخوف يهدد أمنها وإستقرارها.

وأشار صباغ إلى أن تنظيم داعش الإرهابي لم يولد من لا شيء بل إنه تحالف مجموعة من الجماعات المسلحة المتطرفة التي حملت السلاح وارتكبت عمليات القتل والإجرام في سورية منذ عام 2011 تحت ذريعة وموجة ما يسمى الربيع العربي وبدعم وتمويل من دول عربية وإقليمية وأجنبية من أجل إسقاط الدولة السورية وسفك دم الشعب السوري.

وأوضح صباغ أن بعض الصحفيين الذين اختطفوا في وقت لاحق من قبل تنظيم داعش الإرهابي أو تنظيمات إرهابية أخرى تم إعتبارهم أبطالا في سجلات الصحافة والإعلام وأطلق سراحهم من خلال عمليات دفع مبالغ ضخمة جداً ساعدت هذه المجموعات الإرهابية في تمويل أعمالها الإرهابية في سورية والعراق بينما هناك الالآف من المخطوفين المدنيين في سورية والعراق لم يسلط الضوء عليهم ولم تقم الدول أو وسائل إعلامها بفضح المسؤولين أو الجهات التي قامت بهذه الأعمال الإجرامية فقط لأنهم من الشعب السوري والعراقي وليسوا أجانب.

ولفت صباغ إلى أنه عند قيام التنظيم الإرهابي بإتباع سياسة ذبح وقطع رأس رهينة غربية بعد إجباره على إرتداء السترة البرتقالية كما التي يرتديها سجناء ومعتقلو غوانتانامو يبدو أن وسائل الإعلام وبعض الصحفيين أدركوا أن التقصير المهني والوظائفي والمصداقية الإعلامية وفقدانهم للمسؤولية المهنية
والاجتماعية ساهمت في خلق وحش قاطع الرؤوس من خلال تشويه الحقائق ونقل تقارير تجيش الأوساط الإجتماعية بشكل سلبي وتزييف الوقائع بما يخدم مصالح أنظمة ودول مشاركة في سفك الدم السوري تحت مسمى “الثورة وحرية”الشعب السوري.

ودعا صباغ وسائل الإعلام العربية والأجنبية إلى الابتعاد عن الدعاية للمتطرفين والترويج للتطرف وما يسمى “الحرب المقدسة”التي استخدمت كذريعة لتبرير زعة الأمن والاستقرار في سورية والشرق الأوسط بكامله ونقل حقيقة الحرب على سورية منذ نحو 4 سنوات بدعم وتمويل من ديكتاتوريات وأنظمة الأصولية والحقد والكراهية في الخليج البترولي التي تؤمن بالتطرف وإلغاء الآخر وسحق كل الحريات بما فيها الحرية الدينية وحرية التعبير التي لا يمكن لمسها ومشاهدتها إلا في بلد مثل سورية بلد الحريات والأمان.