حزب تشيكي:على الغرب إعادة تقييم مواقفه تجاه الحكومة الشرعية بسورية

براغ-سانا
دعا رئيس حزب يسار القرن 21 والرئيس الأسبق للحكومة التشيكية ييرجي باروبيك الغرب إلى إعادة تقييم سياساته ومواقفه تجاه الحكومة الشرعية المنتخبة في سورية مؤكدا أن النظام السياسي في سورية علماني ومتسامح ويتمتع بدعم الأغلبية المطلقة من الشعب السوري.
وأوضح باروبيك في مقال نشره على موقع أوراقبرلمانية الإلكتروني التشيكي أن الغرب وبسبب عدائه للقيادة السورية “قام ويقوم بدعم ما تسمى المعارضة السورية بأحدث الأسلحة التي يقوم المتطرفون الآن باستخدامها في العراق كما تحول ما يسمى بتنظيم دولة العراق والشام إلى أغنى تنظيم إرهابي في العالم”.
وأضاف “أن الولايات المتحدة ترسل الآن 275 من قواتها إلى العراق لتأمين الحماية لسفارتها في بغداد غير أن حماية المدنيين توجب على الغرب أن يعيد تقييم سياسته تجاه الشرق الأوسط ومنطقة الخليج والبدء وبشكل حازم بدعم الحكومة الشرعية المنتخبة في العراق”.
وانتقد باروبيك وسائل الإعلام التشيكية التي تهتم بتأثر انتشار وتوسع المجموعات الإرهابية في العراق على أسعار النفط بدلا من الاهتمام بالخطر الذي تشكله هذه المجموعات على المنطقة وأوروبا مشددا على أن من المثير متابعة ما تحاول وسائل الإعلام التشيكية تجنبه وهو السياسة التي لا يمكن فهمها للغرب تجاه الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي.
من جهتها أكدت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا أن تفشي الإرهاب في العراق هو نتيجة السياسة الأمريكية الخاطئة في الشرق الأوسط لمدة اثني عشر عاما مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني استغلا آنذاك هجمات الحادي عشر من أيلول للقيام بنشاطات حربية كبيرة حيث هاجما أفغانستان ومن ثم العراق.
وقالت سبينتسيروفا في تحليل نشرته في الجريدة الأدبية التشيكية: “إن بوش أعلن في أيار من عام 2003 أن المهمة نفذت حيث كانت أكثر العبارات غباء الصادرة من رجل تبعته العديد من النخب الأوروبية ومنها التشيكية في كل حروبه”.
وأضافت إن”الوضع القائم الآن في العراق والمنطقة يظهر جملة من الحقائق منها أن الولايات المتحدة التي اوجدت تنظيم القاعدة ليواجه الاتحاد السوفييتي سابقا في أفغانستان لم تستطع إعادة العفريت إلى الزجاجة التي خرج منها اضافة إلى أن العسكريين الغربيين قادرون على تحطيم أي دولة غير أنهم ليسوا قادرين
بعد ذلك على إحلال الاستقرار فيها وجعلها تعمل من جديد لأنه في المجتمعات المحطمة يعمل المتطرفون من مختلف الألوان بشكل جيد “.
وأشارت الصحفية التشيكية إلى أن المثير للانتباه هو أنه في عام 2001 كان ينشط في العالم 20 تنظيما سلفيا “جهاديا” أما العام الماضي فوصل عددها إلى 47 الأكثر منها انتشر في إفريقيا كما أن هذه التنظيمات الإرهابية شنت في عام 2007 مئة هجمة في العالم فيما شنت العام الماضي 900 هجوم.
وأشارت سبينتسيروفا إلى تناقض السياسة الأمريكية في المنطقة حيث تعرب عن استعدادها للتعاون ضد ما يسمى تنظيم ” دولة العراق والشام” الإرهابي في العراق في حين تدعم هذا التنظيم الإرهابي في سورية الأمر الذي يعمق صعوبة الفهم للسياسة الأمريكية المتخبطة كما أنها تهدد بذلك وعلى المدى الطويل المصالح الأمريكية نفسها مؤكدة أن هذا التنظيم الإرهابي ممول إلى حد كبير من السعودية حليفة الغرب.