الشعر وآفاق التجريب في جلسة حوارية بجامعة البعث

حمص-سانا

آفاق التجريب في الشعر العربي بحث واسع وشامل اختارته كلية الآداب في جامعة البعث بحمص عنوانا للجلسة الحوارية التي نظمتها بمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين من داخل وخارج سورية.

ورات الدكتورة رقية رستم بور من جامعة الزهراء بطهران في بحثها “العنونة والتجريب في خطاب محمود درويش الشعري” أن التجريب سمة من سمات الخطاب الحداثي والعنونة مفتاح النص الشعري المكثف الذي يختزل نصا طويلا وهو ما نراه في النصوص الشعرية بديوان درويش “لا تعتذر عما فعلت” حيث خرج الشاعر من أساطير الأرض والجماعة والوطن وانصهر في هذه التعابير انصهارا ذاتيا ومثاله قصيدته “إلى أمي” التي كانت في قمة الشاعرية.

وقدم الدكتور عبد النبي اصطيف من جامعة دمشق تعريفا للتجريب في شعر الحداثة بأنه محاولة استكشاف آفاق ممكنة موجودة في النظام الأدبي السائد في ثقافة ما مسلطا الضوء على تجارب عدد من شعراء الحداثة أمثال لويس عوض الذي كان ديوانه ثورة على الرومانتيكية ودعوة إلى كسر العمود الشعري مستغنيا عن القافية والوزن.

الدكتورة مها خير بك من الجامعة اللبنانية تناولت في بحثها عناوين لمفهوم التجربة الشعرية منها أنها اختبار يقوم على تفاعل الفكرة وانفعال الشاعر معها ملمحة إلى أن الشعر العربي الحديث زخر بتجارب أنتجت انساقا شعرية مختلفة عند كل من جبران خليل جبران و بدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور حيث استطاع هؤلاء تأسيس تيار جديد من الحداثة أن كان في التفعيلة أو القصيدة النثرية وجعلوا لشعرهم مكانة متميزة.

وشرح الدكتور مرشد أحمد من جامعة حلب في بحثه “جماليات التنقيط الفراغي في شعر الحداثة” جمالية ثنائية التوسيع والتقريب بين مقاطع النص الشعري الحديث حيث تؤدي بين مقاطع النص أو في نهاية المقطع الشعري دورا جماليا وتجعل القارىء في حالة تساؤل مستمر عن الكنايات التي يقصدها الشاعر لافتا إلى أن الحداثة هي ممارسة أدبية واعية وليست شكلا عشوائيا يفتقد الكينونة والاقتضاب.

الدكتور سعد الدين كليب من جامعة حلب تحدث عن آفاق التجريب بين النص والمضمون مبينا الاختلاف بين التجريب المحكوم بالتعبير عن الوعي دون الركون للأشكال السابقة وبين النزعة التجريبية التي لا ناظم لها إلا الرغبة بالتخطي والتجاوز منوها بأهمية التجريب في شعر الحداثة الذي بدأ يسير نحو التخفف من الغنائية الإيقاعية.

وعرض الدكتور أنس بديوي من جامعة حماة الفرق بين تجربتي القصيدة القصيرة والقصيدة القصيرة جدا “الومضة” اللتين ظهرتا ما بعد جيل الرواد أي جيل الستينيات من القرن الماضي وكلتاهما تعتمد على البساطة اللغوية والغنى الدلالي والتكثيف المرتبط أحيانا بالنزعة الصوفية.

وكنموذج للتجريب الناجح سلط الدكتور ماجد قاروط من كلية الآداب الثانية بإدلب الضوء على تجربة الشاعر السوري محمد عمران التي تعد قصائده نقطة انعطاف في التجريب الشعري الحديث مع وجود وعي يقوم على إدخال مستويات فنية عدة تطرح أشكالات فكرية حسب رؤية المبدع ذاته مع طرح صوفي في مضمونه.

حنان سويد

انظر ايضاً

412 طالباً وطالبة تقدموا لامتحان اللغة الأجنبية للقيد في درجة الماجستير في جامعة البعث

حمص-سانا تقدم اليوم 412 طالباً وطالبة إلى امتحان اللغة الأجنبية للقيد في درجة الماجستير في …