سورية موطن مثالي للسياحة البيئية

حمص-سانا

تشكل البيئة الموئل الرئيسي لاستمرارية دورة الحياة على سطح الأرض لكن هذه الاستمرارية تحتاج إلى من يحافظ عليها من الزوال والذي بدأ ناقوس خطره يدق في العالم مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وانقراض آلاف الأنواع من الحيوانات والنباتات على يد البشر الذين وسعوا نطاق صناعاتهم اللامتناهية ما يهدد حياتهم أيضا.

ومع ذلك كله تطمح الدول التي تتمتع ببيئات متنوعة لأن تستثمر هذه البيئات سياحياً بما يعود بالمنفعة على اقتصادياتها ومن هنا فإن سورية التي تنعم بتنوع بيئي خلاب سعت لأن تكون في مصاف تلك الدول من خلال زيادة الاهتمام بالبيئة وصولا إلى سياحة بيئية تعود بالمنفعة على الاقتصاد المحلي باذلة كل الجهود لتنمية الوعي البيئي الذي أصبح مطلباً وحاجة وطنية.

وحول أهمية السياحة البيئية في بلدنا قالت بشرى الحسن مديرة البيئة في حمص في تصريح لـ سانا نشرة سياحة ومجتمع “إن السياحة البيئية تعد أهم أنواع السياحة وخاصة في سورية وذلك لفوائدها الاقتصادية وتأثيرها الثقافي على الإنسان الذي يمارسها ولهذا فان الجهات المعنية أولت اهتماماً بهذا النوع من السياحة المرتبطة بالأماكن الهادئة دون استنزاف البيئة والتأثير على مواردها”.

واعتبرت أن السياحة البيئية اكثر ما نحتاج إليه اليوم في هذا الزمن البيئي الصعب ومسؤولية الحفاظ على البيئة هي مسؤولية إنسانية تتطلب زيادة البحوث المتعلقة بحماية البيئة وخاصة في بلدنا الذي يتمتع بمواقع بيئية وسياحية متميزة على مستوى العالم.

وحول التوعية البيئية ودورها في تطوير هذا النوع من السياحة بينت “الحسن” أن السياحة البيئية عبارة عن مجموعة نشاطات مرتبطة بالموروثات الطبيعية والحضارية والثقافية والفنية في مجتمع ما وتهدف إلى تنمية الإنسان المسؤول والمتعاطف مع الأرض والبيئة وإلى الاستمتاع والحفاظ على هذه الموروثات والاستفادة منها في المجالات الثقافية والفنية والاجتماعية كما أن أهميتها تكمن في كونها سياحة صديقة للبيئة.

وأوضحت أن هناك ثلاثة أشكال للسياحة البيئية أولها سياحة المحميات الطبيعية من مسطحات مائية وخضراء وثانيها سياحة المحميات الحضارية من آثار وقلاع ومدن منسية وثالثها سياحة المعارض والمسارح والمراكز الثقافية والاجتماعية.

وعن فوائد السياحة البيئية أفادت الحسن بأن من فوائد وميزات السياحة البيئية زيادة حب الأرض والطبيعة وبالتالي حب الوطن وزيادة التواصل بين الشعوب والحضارات والثقافات وإدراك أهمية الحفاظ على البيئة وهو ما يتطلب من الجهات المعنية والجمعيات الأهلية تكثيف الجهود لخلق وعي بيئي حضاري يبين أهمية البيئة للإنسان وللأجيال القادمة.

ولفتت مديرة السياحة إلى أهمية السياحة البيئية التي تعد عاملاً بارزاً في حماية البيئة لتكيفها مع البيئة المحلية وذلك من خلال التخطيط والإدارة السليمة وخاصة في مجال تنمية القدرات المحلية موضحة أن بلادنا غنية بالمناطق الطبيعية وتصاميم الخدمات المميزة فيها وأساليب الرقص الشعبي والموسيقا والدراما والفنون والحرف التقليدية والملابس الشعبية والعادات والتقاليد وطبيعة الأغذية المتناولة وثقافة وتراث المنطقة جميعها عوامل تجذب الزوار وتجعل منها مرتعاً لتنمية سياحة بيئية متميزة.

وقالت إن من أهم عوامل نجاح السياحة البيئية التي تعتبر مسؤولية اقتصادية واجتماعية توعية السكان المحليين وتثقيفهم بيئياً وسياحياً وتوفير مشاريع مدرة للدخل مثل الصناعات الحرفية التقليدية إضافة إلى تشجيع الزراعة العضوية.

وبخصوص ما يضر بالبيئة أكدت الحسن أن الاستغلال المكثف للموارد الطبيعية والاستهلاك غير الرشيد للطاقة وزيادة الرقعة الحضرية على حساب الرقعة الخضراء وهجرة الريف إلى المدن وتوسيع المناطق الحضارية هي أكثر ما يضر بالبيئة منبهة إلى أنه لتحقيق التنمية المستدامة يجب تحقيق العدالة والتوازن بين الأجيال المختلفة وتخفيض التلوث ومحاولة القضاء عليه عن طريق التوعية.

ورأت أن النمو الاقتصادي الذي لا يولي الأبعاد البيئية اهتماماً هو نمو وهمي لأنه يتم على حساب البيئة وأن حماية البيئة هي جوهر التنمية.

وتركز الأبحاث البيئية على أن البيئة والسياحة خطان متلازمان سلباً وايجاباً حيث من الاستحالة أن نرى سياحة ناجحة دون مقومات بيئية سليمة والعكس صحيح ولهذا يقع على عاتق الدولة والمجتمع السعي الى تحسين وتطوير هذين المفهومين وصولاً إلى بيئة سليمة ونظيفة عن طريق نشر الوعي البيئي في البيت والمدرسة وجميع المنشات العامة وعبر إدراج مفاهيم حماية البيئة في البرامج الدراسية وعقد المؤتمرات والندوات التي تصب في خدمة هذا المفهوم وعبر المؤسسات والجمعيات الأهلية التي ترعى شؤون البيئة.

ويعتبر باحثو البيئة أن من بين الآثار الإيجابية للسياحة المستدامة المساعدة على تحسين البيئة والتنمية الاجتماعية وتعريف العالم بالمجتمع المحلي وقضاياه الوطنية فضلاً عن تحسين ظروف الحياة للسكان المحليين وتحقيق الاستفادة للأجيال الحالية والقادمة وحماية التنوع الحيوي والبيئي.

حنان سويد