مبادرة طبيبي.. مشروع يعمل على جعل الاستشارات الطبية بمتناول الجميع

دمشق-سانا

تسعى مبادرة “طبيبي” التي يقوم عليها مجموعة من الأطباء السوريين المقيمين داخل الوطن والمغتربين خارجه لنشر معلومات طبية مهمة في جميع الاختصاصات بالإضافة إلى تقديم استشارات طبية شخصية غير اسعافية من المستوى الأول لكل من لديه مشكلة أو حالة لا تحتاج فحصا سريريا كما انها تعمل في مجال نشر التوعية الطبية العامة بالتوجه الى جميع السوريين بغض النظر عن خلفيتهم التعليمية بالإضافة لدورها في اقامة ورشات عملية متخصصة لطلاب كليات الطب.

وتم إطلاق المبادرة في الثامن والعشرين من شهر آب الماضي بالتعاون مع مبادرة “عطائي” التنموية للمساهمة بإنشاء مجتمع متعاون متماسك يشارك كل عضو من أعضائه بخبراته لتعود الفائدة على المجموع ولخلق قناة تمكن الأطباء السوريين من مشاركة معرفتهم و خبراتهم المكتسبة مع مجتمعهم أينما وجدوا والعمل على معالجة الممارسات والعادات الطبية الشائعة غير الصحيحة بأسلوب علمي بسيط بعيد عن التعقيد والتكلف.

وأوضح الدكتور نور الشريف مؤسس المبادرة والمقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية أن الجانب الانساني لعمل أي طبيب كانت الدافع الأول والأساسي لإطلاق المبادرة التي تهتم بمساعدة الناس وتحمل الطبيب مسوءولياته تجاه المجتمع لافتا إلى أن المشروع يضم أكثر من 25 طبيبا من المتخصصين في أرقى الجامعات العالمية بعضهم موجود داخل سورية والبعض خارجها خصصوا جزءا من وقتهم للوقوف على مشاكل الناس ومحاولة إيجاد حلول لها.

2

وذكر أن الأطباء يقدمون خدماتهم عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك-تويتر-انستغرام-يوتيوب” حيث يستقبل القائمون على هذه المواقع الرسائل التي يشرح خلالها الأشخاص مشاكلهم المرضية التي يعانون منها ليتم توزيعها على الأطباء حسب الحالة والاختصاص الذي تتطلبه ليحصل بعدها التواصل بين الطبيب المختص والمريض ليقدم له الحل لكن في حال ارتأى المعالج ضرورة اللجوء للفحص السريري يحال المريض لطبيب مختص في المنطقة التي يقطن بها لتتم متابعة الحالة عن كثب بدقة وعناية.

وأطلقت المبادرة في الشهر الماضي نشاط “عيادة أون لاين” وهو حدث يقام مرة كل شهر بحيث يجتمع أطباء المشروع في الوقت نفسه للتواصل مع الناس والإجابة على جميع استفساراتهم وتساؤلاتهم بشكل مباشر ومحاولة ايجاد حلول صحية لها حيث لفت “الشريف” إلى أن كل مريض يطلب استشارة طبية يتم فتح إضبارة خاصة به وإعطاؤه رقما خاصا بحيث يكون موجودا ضمن أرشيف المبادرة للرجوع الى المعلومات المسجلة حوله في حال عاد المريض وطلب استشارة أخرى.

وأكد أن العمل في المبادرة طوعي ومجاني من قبل فريق العمل الذي يضم اطباء متخصصين واستشاريين في مجالي التغذية والصيدلة إضافة لطلاب الطب الذين يقومون بعمل متميز في المبادرة سواء بترجمة المقالات التوعوية بلغة بسيطة قريبة من الناس أو بإدارة الصفحات إلى جانب فريق متخصص بالإعلام والغرافيك الخاص لإخراج المقالات والصور والفيديوهات التوضيحية التي يتم إغناء الصفحات بها بشكل يومي.

ويضيف شراكتنا مع مبادرة “عطائي” التنموية كان لها عميق الاثر في عملنا ولا سيما أنهم يمتلكون تجربة جيدة في المجال المجتمعي بدأت منذ انطلاقتهم عام 2012 فهم يهتمون بشكل أساسي بتنظيم ورشات العمل الخاصة بنا والتي تقام في دمشق وتقسم إلى جزأين الأول موجه للعموم وهو ورشات لنشر التوعية الصحية والطبية العامة أما الثاني فهو اختصاصي موجه تحديدا لطلاب الطب بحيث يتم الاتفاق مع الأطباء المتخصصين لتسليط الضوء على موضوع معين من خلال محاضرة أو ورشة عمل كان أولها ورشة متخصصة بالتوعية لمرض سرطان الثدي الشهر الماضي وهي حلقة أولى ضمن سلسلة متواصلة عامة وشاملة.

أما عن التطوع ضمن مبادرة “طبيبي” فبين مؤسس المبادرة أن هناك العديد من الأطباء والطلاب الذين راسلوا القائمين على المشروع منذ انطلاقته ليكونوا أعضاء في فريقه مؤكدا أن المبادرة تسعى للتوسع وزيادة عدد التخصصات قدر الإمكان إضافة لعدد الفاعلين الذين يجب أن يتحلوا بشرط أساسي ألا وهو حب مساعدة الغير دون مقابل بالدرجة الأولى بالإضافة لامتلاكهم خلفية علمية جيدة يمكن أن يستفيد منها الناس بشكل كبير وهذا الأمر ينطبق على الطلاب أيضا الذين يعتبر وجودهم فاعلا جدا في المبادرة.

وتابع مبادرة “طبيبي” ما زالت في بدايتها وتحتاج الكثير من الجهد لنصل للمكان الذي نريده فهي أكثر من مجرد صفحة على الفيس بوك أو في مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى لأنها بداية لمشروع طبي خيري نتمنى كأطباء أن نحقق له النجاح لنرتقي بالوعي الصحي لدى الناس ما ينعكس إيجابا عليهم وعلى أسرهم من خلال دفعهم ليقرؤوا أكثر عن مرضهم أو أي دواء يستعملونه ليصبحوا قادرين على التعامل بشكل أفضل مع أمراضهم”.

ويؤكد الدكتور الشريف أن المشروع لديه رؤية مستقبلية تهدف لتأسيس شبكة من الأطباء داخل سورية تنضوي ضمن مشروع طبيبي بحيث يتم تحويل الحالات التي تحتاج استشارات طبية إليهم فيحصل المريض على كشف طبي متميز بأجور رمزية أو حتى بشكل مجاني وبذلك يحقق المشروع الخيري هدفه في جعل زيارة الطبيب بالنسبة للناس أمر متاح للجميع.

ياسمين كروم