قرية حوط بالسويداء:مناخ معتدل وآثارشاهدة على قصة حضارات

السويداء-سانا

أول ما يشد انتباهك لدى وصولك إلى قرية “حوط” الواقعة إلى الجنوب من مدينة السويداء بحوالي 27 كم عمرانها القديم المتداخل مع آثارها التي تشهد على قصة حضارات تعاقبت على المنطقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ.

ويشير الباحث في آثار المنطقة توفيق الصفدي إلى “أن قرية “حوط” تقع في أرض بركانية محجرة بين وادي الزعاترة جنوباً ووادي البردية شمالاً وتخترقها قناة “السيد” إلى جوار طريق صلخد-بصرى القديم” لافتاً إلى أن “حوط” تعد قرية نبطية قديمة ازدهرت زمن المماليك بين عامي 1073-1186 ميلادية حيث عثر فيها على تمثال أسد يعود للعصر الملوكي بالإضافة إلى مقبرة نبطية قديمة ومذبح لا يزال بابه الحجري موجوداً وهو قائم إلى الشرق من بركة ماء كبيرة لا تزال جدرانها قائمة.

2

ويبين الصفدي أن القرية تضم آثاراً تعود لعهود مختلفة من الرومان والأنباط والبيزنطيين والغساسنة وصولاً إلى العرب المسلمين ومن آثارها المهمة منازل من الحجر البازلتي المنحوت إلى جانب العديد من اللقى الأثرية المهمة التي تشهد بأن القرية ازدهرت في العصور الماضية غير أنها تعرضت فيما بعد للتخريب إلى أن تمت إعادة إعمارها في عام 1841.

ويشير الصفدي إلى أن الأبنية القديمة تشكل نواة القرية حيث تضم عدداً من البيوت الحجرية القديمة المكونة من الجدران ذات الأقواس والسقوف ذات الربد إلى جانبها منازل حديثة بسقوف خشبية أو اسمنتية متعددة الطوابق تمتد باتجاه الشمال ومن منازلها الأثرية المشهورة مضافة “العبداللات” التي تروي حجارتها البازلتية حكايا التاريخ ويعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الماضي أي حوالي العام 1918.

ويعمل معظم سكان القرية بالزراعة وبخاصة زراعة الحبوب والأشجار المثمرة كالتين والزيتون بالإضافة إلى تربية الأغنام والماعز والأبقار ويوجد فيها محطة للبحوث العلمية الزراعية في الجهة الجنوبية منها وتبلغ مساحتها نحو280 دونماً حيث نجحت فيها زراعة اللوزيات وبخاصة اللوز الشامي والبطيخ الأحمر والخضار المروية والحمص الشتوي بالإضافة إلى الأقماح المحسنة.

يشار إلى أن قرية “حوط” ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 1150 م ويحدها من الشمال بلدة “القريا” ومن الغرب قرية “بكا” ومن الشرق قرية “المنيذرة” ومن الجنوب قرى “ذيبين” و”أم الرمان” و”الرافقة”.

سهيل حاطوم