الشريط الإخباري

ديلي ميل: بريطانيا تخلف تعهداتها بمعاقبة الإرهابيين العائدين من سورية والعراق وتتبع نهجاً متساهلاً معهم

لندن-سانا

خلافاً لما تتشدق به بريطانيا بشأن قوانينها الصارمة في معاملة الإرهابيين العائدين إليها بعد ارتكابهم جرائم مروعة أو دعمهم التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وتعهداتها بمعاقبتهم بإحكام قضائية متشددة ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنه وبالنسبة لحكومة ديفيد كاميرون فان دعم التنظيمات الإرهابية المتعطشة للدماء في سورية والعراق يقابل بمنح مرتكبيه القدرة على الدخول في برامج تأهيل ووظائف بما يسمح لهم بالعيش حياة طبيعية وكأن شيئاً لم يكن .

وكشفت الصحيفة أن الأغلبية العظمى من 300 إرهابي بريطاني عادوا إلى بلادهم بعدما كانوا يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ويعيشون الآن ظروف حياة طبيعية حيث قدمت السلطات البريطانية للعديد منهم أماكن من شأنها إعادة تأهيلهم في إطار برنامج حكومي لمكافحة التطرف أطلق عليه اسم “برنامج القناة” .

وذكرت الصحيفة أن بريطانيا تسلك نهجا متساهلاً في موقفها بشأن الإرهابيين العائدين على الرغم من تأكيدات وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي وتعهداتها بمعاقبة المتعاطفين مع الإرهاب والمتورطين فيه .

وضربت ديلي ميل مثالاً على هذا النهج بسماح السلطات البريطانية لإرهابيين بريطانيين اثنين من الكارديف عاصمة ولاية ويلز البريطانية كانا قد سافرا إلى سورية للقتال إلى جانب التنظيمات المسلحة بالعودة إلى منزليهما دون محاسبتهما رغم إلقاء القبض عليهما بموجب قانون الإرهاب.

وأوضحت أنه تم إطلاق سراح الإرهابيين و هما أحمد محمدي  وشاهد مية من دون توجيه تهم ضدهما على الرغم من تأكد ارتباطهما الوثيق مع تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي وظهورهما في شريط فيديو إلى جانب إرهابيين آخرين هما ناصر مثنى ورياض خان اللذين كانا يدعوان إلى تجنيد الشباب البريطانيين في صفوف داعش الإرهابي .

ونقلت الصحيفة عن خبير قانون الإرهاب والمدافع عن حقوق الإنسان جيفري روبرتسون قوله: “إن على الحكومة البريطانية وبموجب القانون الدولي ضمان ملاحقة الجهاديين المسؤولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية” .

ودعا روبرتسون الحكومة البريطانية إلى الالتزام الكامل بمقاضاة كل البريطانيين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.

وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية كشفت في مقال نشرته الأسبوع الماضي عن مقتل إرهابي بريطاني يدعى وليام هاسمو كلينيك الملقب بأبو عبد الله البريطاني في شرق سورية أثناء قتاله في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.

وبحسب الصحيفة فإن كلينيك هو ثامن إرهابي بريطاني يقتل في سورية بعد انضمامهم لتنظيمات إرهابية ومتطرفة  وبين هؤلاء الثمانية أربعة قتلى كانوا ضمن مجموعة من ستة بريطانيين سافروا إلى سورية من مدينة بورتسموث جنوب إنكلترا إضافة إلى مقتل الشقيقين من أصل ليبي جعفر وعبد الله دغيس اللذين التحقا مع شقيق ثالث لهما بمجموعات متصلة بتنظيم القاعدة الإرهابي.

يشار إلى أن عدد البريطانيين الذين انضموا إلى تنظيمات إرهابية في سورية والعراق يقدر بنحو 1500 شخص على الأقل وذلك بحسب ما أعلنه نواب في مجلس العموم البريطاني مؤخراً.

بدوره تحدث الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت يحمل عنوان: “الحقيقة الوحشية للحياة في الموصل تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية” عن الجرائم التي يرتكبها التنظيم الإرهابي في مدينة الموصل العراقية حيث يعيش الأهالي وبشهادات بعضهم حياة مرعبة في ظل حكم إرهابيين يقومون بتطبيق قوانينهم وتفسيراتهم الخاصة والخاطئة لمفاهيم الدين الإسلامي.

ونقل الكاتب في سياق المقال عن أحد سكان المدينة الذي تمكن من الفرار إلى أربيل هرباً من فظائع تنظيم داعش قوله: “إن ما نعيشه يشبه الكابوس الفظيع لقد كرههم أهل المدينة منذ دخولهم إليها وتدميرهم المساجد ودور العبادة” في إشارة إلى تدمير مسجد يونس ومساجد أخرى .

ووفقاً للرجل فإن تنظيم داعش يضع يده على المنازل التي تركها أصحابها ويحتلها فيما يقتحم إرهابيوه المنازل المأهولة مطالبين بالوثائق الرسمية لملكية هذه المنازل وفي حال عدم وجود هذه الوثائق أو اكتشافهم أن مالك البيت غادر البلاد يعطى المالك مهلة 10 أيام فقط للعودة إلى منزله أو يضع التنظيم يده عليه.

وتابع: “إن الحياة في مدينة الموصل التي فر منها تتدهور باستمرار وسرعة ففضلاً عن جرائم التنظيم يعيش السكان منذ 28 يوماً بدون مياه نظيفة أو كهرباء وهم يعتمدون الآن على المولدات المحلية فيما بات من الصعب جداً على السكان تحمل عبء الامتثال للقواعد واللوائح الجديدة  للتنظيم الذي يفرض أيديولوجيته وتفسيره الأصولي المتطرف للدين الإسلامي” .

وأضاف الكاتب إن الشاهد أعطى شهادته وهو يشدد أكثر من مرة على إخفاء هويته خوفاً من انتقام إرهابيي داعش الوحشي وأعطى مثالاً على ذلك الإعدامات العلنية التي ينفذها التنظيم في الميادين العامة كما حصل مع المحامية سميرة صالح علي النعيمي التي أعدمت لأنها كتبت على مواقع التواصل الاجتماعي أن تفجير المساجد والأضرحة الذي يقوم به داعش همجي .

وقال إنه اضطر إلى لزوم منزله فلم يخرج منه إلا عشر مرات خلال الشهرين الماضيين داعياً الجيش العراقي إلى تحرير الموصل وقال إن الأهالي سوف يرحبون به .

وأشار إلى أن إرهابيي داعش ينفذون خطوات استباقية لأي مبادرة قد يقوم بها القادة المحليون في الموصل لمقاومتهم في المستقبل حيث عمد التنظيم إلى وضع أئمة المساجد تحت الإقامة الجبرية والاستعاضة عنهم برجال دين متطرفين صغار يحملون فكر داعش ويدعمونه .

ويشن تنظيم داعش الإرهابي اعتداءات متواصلة على المراقد والأضرحة والمساجد والكنائس والمواقع التاريخية في العراق ويستهدف بشكل همجي كل الإرث التاريخي والثقافي فيه بهدف تدميره.

كما ارتكب إرهابيو داعش مجازر مروعة بحق العراقيين وكان أكثرها وحشية وشناعة المجازر بحق عشيرة البو نمر فى محافظة الأنبار غرب العراق حيث قتلوا المئات من أبنائها بعد اختطافهم بسبب مقاومة العشيرة للتنظيم الإرهابي كما عمدوا إلى سبي النساء وبيعهن وتهجير الأهالي من قراهم وبلداتهم .

انظر ايضاً

قراء صحيفة ديلي ميل البريطانية يطالبون زيلينسكي بالاستسلام

لندن-سانا طالب قراء صحيفة ديلي ميل البريطانية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بإعلان الاستسلام