شعراء سوريون يختلفون حول جمالية الشعر الموزون وشعر التفعيلة

دمشق-سانا

في حضرة الشعر تختلف الآراء فإبداع القصيدة وما تحمله من جمالية في المشاعر والأحاسيس والكلمات يختلف من شاعر لآخر فمنهم من يرى في الشعر العمودي منطلقا يليق بمكانة الشعر ورصانته وانتظامه ومنهم من يجد في حرية القوافي التي يمنحها شعر التفعيلة ملاذا له ليصدح بأجمل المعاني والمشاعر.

الصورة الشعرية الناصعة هي ما يبحث عنه الشاعر بغض النظر عن الشكل سواء كان موزونا أو تفعيلة وفقا لما ذكر الشاعر الدكتور عبد الله الشاهر لسانا الثقافية معتبرا أن الصورة وحدها قادرة على ان تهز مشاعر المتلقي وتحقيق حالة الإبداع فالمقياس الاساس لدى الشاهر هو امكانية تألق الشاعر من خلال صوره وجمله الشعرية سواء كانت موسيقا داخلية كما في التفعيلة او خارجية كما في الشطرين.

فيما يتمسك الشاعر الإعلامي علي الدندح بالموروث القديم من الشعر فالموسيقا برأيه هي نسغ الكلمة التي تولد في صدر الشاعر وتتجذر من تراث الأجداد كما لا يمكن ان نتوهم ان الموروث الشعري القديم العربي استنفد فرصه وامكاناته ولم نعد بحاجة اليه بوصفنا نعيش عصرا مختلفا ومتمايزا والشعر الجديد لا يقوم إلا على أساس من القديم وفق تطور القصيدة بمراحلها المختلفة.

حالة الابداع المحتوية عناصر جمالية موحدة في كل اشكال الشعر هي ما يجب للقارئ أن يتوقف عنده حسب الشاعر الدكتور ماجد قاروط الذي أشار إلى أن ما يدهش في الشعر في الماضي والحاضر هو الوعي المعرفي والجمالي الذي تحتويه القصيدة والمواقف المكونة لها.
وتؤكد على التوجه ذاته الشاعرة امل المناور التي تعطي للفكرة دور الاساس في القصيدة والشاعر لا يجد نفسه في نمط معين من الكتابة /موزون تفعيلة نثر/ ولكن في الفكرة التي يريد طرحها وفي قدرته على تجسيدها على الورق وبالتالي فإن روح القصيدة وليس شكلها هي التي تكون مرآة تعكس شاعرية الشاعر وهذا يعود للأدوات التي يستخدمها وثقافته وبراعته.

فيما يرى الشاعر الدكتور اسامة الحمود أن الجودة هي الاساس بغض النظر عن الشكل فهو لا يقف موقفا مؤيدا لشكل من أشكال كتابة الشعر بل إن الفيصل عنده هو جودة ما يكتب الشاعر وتميزه بالصدق والشاعرية وقوة السبك والأدوات الشعرية والصورية التي تحرك الذائقة وتستنهض دواخل الإنسان وتعبر عن همومه ومشاكله وأحزانه وأفراحه إضافة إلى أهمية سلامة اللغة.

ويقف الشاعر أسعد ديري عند ما سماها سحر المفردة وفتنتها وتناغمها مع مفردات النص فالشكل عنده لا يحدد هوية النص الأدبي وما يحوز بقصب السبق لديه هو الجماليات الذوقية رفيعة المستوى التي يضمها.

محمد خالد الخضر- ميس العاني