بعد الانتهاء من موسم الحصاد.. بدء العمل بأطباق القش من عيدان سنابل القمح السوري

حمص-سانا

لا تكاد تخلو البيوت الريفية السورية من اقتناء أطباق “القش” بمختلف مقاساتها وألوانها المتناسقة أو السلال المصنوعة من “القش” أو “عيدان القمح” والتي شكلت في الزمن الماضي حاجة أساسية للاستخدام المنزلي بينما باتت اليوم قطعة للزينة في المنازل.
فبعد الانتهاء من موسم الحصاد في قرية “بلقسة” إحدى قرى ريف حمص الغربي تعتكف شابات القرية على صناعة أطباق القش، نشرة سانا الشبابية زارت القرية والتقت “نهود شحود” التي اتقنت هذه الصناعة وعبرت عن سعادتها باتقان هذه الصناعة التراثية حيث قالت “إنها عملت في صناعة مختلف أنواع الأطباق والسلال
المعروفة بـ “الجوني” التي كانت تستخدم قديما لوضع البيض البلدي فيها”.
وعن المواد المستخدمة في صناعة الأطباق أوضحت أن المواد الأولية هي عبارة عن عيدان القمح والتي يتم جمعها خلال موسم الحصاد، مؤكدة ان سهولة صنع هذه الأطباق جعل انتشارها وتعلمها من جيل لآخر في متناول من يرغب من النساء والفتيات على مر السنين ومع ندرة استخدامها وبسبب تطور صناعة الأدوات المنزلية من الزجاج والبلاستيك والستانلس ستيل وغيرها أصبح الإقبال عليها والاحتفاظ بها تخليدا للتراث القديم.
وأشارت نهود إلى أنها تعلمت هذه الحرفة من جدتها وأمها اللتين كانتا تقومان بجمع عيدان القمح وفرزها لانتقاء العيدان اليابسة والمستقيمة والطويلة دون السنبلة وتجعل منها حزمة أو حزمتين بحسب حاجتها ثم يخبئانها لفصل الشتاء لتصنعا في تلك الليالي الشتوية منتجها التراثي الجميل.
وعن طريقة صنع الطبق قالت “قبل يوم من بدء العمل ننقع أعواد القمح اليابسة بالماء كما يتم صباغتها بألوان نختارها وبعدها نبدا “بتدوير الطبق” عبر نسج عدد من العيدان الطرية بحسب حجم الطبق المراد صنعه ونعمل ايضا على تشكيل رسومات هندسية معينة”.
وبالعودة إلى الجدات تأبى الجدة “أم أحمد” البالغة من العمر90 عاما من قرية “بلقسة” أن تستخدم إلا أدواتها التي صنعتها بيديها من أطباق القش حيث تضع عليها كل صباح فطورها الريفي الذي يتكون من مشتقات الحليب وبعض منتجات الأرض من الخضار التي يقوم فلاحو القرية بزراعتها كالبصل والبندورة وغيرها مؤكدة أن هذه الحرفة لا يمكن أن تندثر فالإنسان مهما تطور ومهما اخترع من وسائل جديدة لا يمكنه أن يستغني عن هذه الصناعات اليدوية البسيطة والجميلة فهي غير مكلفة لكنها تحتاج لبعض الذوق الفني وبعض الوقت لصناعتها.
فاتن الخلوف

انظر ايضاً

أطباق القش.. إحياء للتراث ومصدر للرزق 

حمص-سانا بأناملها الرقيقة وبحركة مرتعشة تمرر فاطمة الطعمة إبرة معدنية صغيرة في نهايتها قشة ذهبية …