فايننشال تايمز: معاهدة شينغن تسمح للإرهابيين الأوروبيين بالعبور بين الدول الموقعة عليها بسهولة

لندن-سانا

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الإرهابيين الأوروبيين العائدين من سورية والعراق قادرون بحرية وسهولة على اجتياز الحدود بين الدول الأوروبية بموجب معاهدة شينغن في اختراق الحدود وهو ما يصعد من دواعي القلق لدى الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاقية.

وجاء في تقرير أعده مراسلا الصحيفة سام جونز في لندن ودنكان روبنسون في بروكسل تحت عنوان “الجهاديون يتسللون إلى أوروبا” إن أحد هؤلاء وهو فرنسي الجنسية ويدعى “مهدي نموش” استطاع في آذار الماضي اجتياز الحدود نحو فرنسا بعد عودته من سورية بنفس السهولة التي يستطيع بها ملايين المسافرين الأوروبيين المرور.

ووفقا للاتفاقية لا يجري تدقيق هويات عابري الحدود من المواطنين الأوروبيين وهو ما يحمل في طياته خطر دخول الإرهابيين المتطرفين من دولة أوروبية إلى أخرى.

وفيما تتنامى المخاوف من عودة الإرهابيين الأوروبيين من سورية وإمكانية شن هجمات إرهابية في بلدانهم الأم شكلت قدرة نموش الذي تسلل في البداية عائدا من سورية إلى اسطنبول ومن ثم السفر إلى ماليزيا فسنغافورة إلى هونغ كونغ ومن ثم استقلاله طائرة إلى فرانكفورت بألمانيا ومنها باتجاه فرنسا بكل حرية المزيد من العبء على قادة الأجهزة الأمنية في البلدان الأوروبية الذين غالبا ما يجدون أنفسهم وهم يصارعون للتكيف مع نظام شينغن لحرية التنقل بين الدول الأوروبية.

وأوضحت الصحيفة أنه ومع وجود أكثر من ثلاثة آلاف إرهابي أوروبي في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق تشكل معاهدة شينغن المطبقة من قبل 26 دولة أوروبية نقطة ضعف أمنية واسعة بالنسبة للأجهزة الأمنية ويقر قادة هذه الأجهزة بعدم وجود أي طريقة لإغلاق هذه الثغرة.

ويقول أحد قادة أجهزة مكافحة الإرهاب الأوروبيين “إن شينغن هي مصدر القلق الأول وهي المشكلة الأكبر التي نتصارع معها .. فتعقب كل هؤلاء المقاتلين الأجانب صعب للغاية وتأتي مسألة نقص المعلومات الاستخباراتية بسبب هذه المعاهدة لتزيد الأمر سوءا وتجعل مسألة التعقب شبه مستحيلة”.

وبموجب معاهدة شينغن التي أقرها الاتحاد الأوروبي عام 1997 تمنع أي عمليات تفتيش للأوروبيين من مواطني الدول الموقعة عليها عبر الحدود فيما عدا التحقق من مصداقية وثائق السفر الخاصة بهم وحتى هذا الأمر قد يتم التغاضي عنه فبمجرد أن يرى ضابط التفتيش لون الجواز الخاص بدول شينغن فإنه قد يمرر المسافر حتى دون أن يفتح جوازه.

ولفتت الصحيفة إلى أن نموش اعتقل فيما بعد وبمحض المصادفة خلال عملية تدقيق روتينية للشرطة الفرنسية في محطة محلية للقطارات فيما كان عائدا إلى مرسيليا حيث عثر بحوزته على بندقية كلاشينكوف ومسدس و330 طلقة وكان ينوي السفر إلى شمال افريقيا بعد ساعات فقط.

وطالب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيري الشهر الماضي بتعديل المعاهدة من أجل منع الإرهابيين المتطرفين من عبور الحدود دون أن يتم اكتشافهم مضيفا” يجب أن تكون مسألة التعرف على من يطلق عليه اسم المقاتل الأجنبي أمرا ممكنا بالنسبة لسلطات الحدود” ولكن ونتيجة كون هذا الأمر قضية خاصة بالاتحاد الأوروبي ككل فإن الأمر قد يستغرق سنوات.

وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي كشف الشهر الماضي أن الإرهابيين الأجانب وبينهم أمريكيون يتدفقون إلى سورية والعراق على نطاق غير مسبوق مع سفر نحو 15 ألف شخص إلى سورية والعراق للقتال في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي وتنظيمات متطرفة أخرى وقد جاؤوا من أكثر من ثمانين دولة بينها مجموعة من الدول التي لم تواجه في السابق تحديات مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.

وتواجه الدول الغربية نتيجة لاحتمال عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلدانهم من سورية والعراق تحديات ضخمة وقلقا كبيرا ما دعا سلطات هذه البلدان إلى المسارعة لسن القوانين الصارمة إما لمنع عودتهم إلى بلدانهم من خلال التهديد بالعقوبات القانونية القاسية والسجن ومصادرة جوازات السفر أو محاولة منعهم من السفر من الأساس في حال الاشتباه بهم.

انظر ايضاً

كاتب بريطاني: اللجوء إلى استخدام القوة والتهديد بها استراتيجية الدول الغربية على مر العقود

لندن-سانا أكد الكاتب في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية جانان غانيش أن الغرب وعلى مدى عقود …