الشريط الإخباري

مركز بيت بيوت2 : ورشات عمل لإيصال المعلومة للأطفال

اللاذقية-سانا

بعد ثماني سنوات من عمر نادي رياضات الأطفال الذهنية والجسدية “بيت بيوت” أصبح لدى العاملين فيه خبرة كبيرة بالأنشطة التفاعلية والتعلم عن طريق اللعب أرادوا نقلها الى شريحة أوسع من الأطفال واليافعين في مكان جديد محتضن من قبل النادي ويقدم العديد من الأنشطة التفاعلية والوسائل التعليمية إضافة للتدريب والمطالعة في المكتبة المتنوعة العناوين حيث حمل المركز الجديد اسم “بيت بيوت”  يشرف عليه فريق من المتخصصين أكاديميا وأصحاب التجربة الواسعة الذين خضعوا لدورات مختلفة في المجالين النفسي والاجتماعي.

زارت نشرة سانا سياحة ومجتمع مقر بيت بيوت 2 والتقت حيان الضلع مشرف أنشطة المركز الذي شرح الأسس التي تنفذ وفقها الأنشطة التفاعلية التي تأتي على شكل ورشات للأطفال لها علاقة بالعلوم المختلفة والألوان والموسيقا والحكايا والقصص مع وجود شخصيات تراثية وشعبية إضافة للسينما ومسرح العرائس حيث يتشارك المشرفون مع الاطفال في العمل والنقاش واللعب والمتعة للوصول إلى المعلومة.1

وأوضح  الضلع  أن المركز يضم ستة مشرفين لديهم العديد من الخبرات في العمل التفاعلي مع الأطفال لافتا الى أنه بعد نجاح الأنشطة التفاعلية التي قدمها النادي منذ انطلاقته أراد القائمون عليه تطوير عمل النادي حيث تم تصميم سلاسل تفاعلية تتقاطع مع المنهاج المدرسي وإعطاء الأطفال فكرة عن مواضيع علمية مختلفة لها علاقة بالرياضيات والعلوم بأنواعها وبعد نجاح هذه السلاسل تم التفكير بافتتاح مركز أنشطة جديد يقدم أسلوبا مختلفا عن المقر الأساسي مع امتلاكه روح هذا المقر فالجميع هنا استفاد من تجربته مع القائمين على ذلك المركز الذين يدعموننا بشكل كامل للوصول للهدف الذي نسعى إليه.

ويتميز مركز بيت بيوت2 الذي انطلق رسميا منذ شهر ونصف الشهر بانتهاج طرق غير تقليدية في تعليم الأطفال والتعاطي معهم فكل فكرة أو تساؤل يطرحه الطفل يمكن ان يتحول لعنوان ورشة معينة يتم العمل عليها فيما بعد لتعليم الطفل طرقا جديدة لاكتساب المعلومة بأسلوب بعيد عن التلقين حيث يوضح  حيان  أن التحضير للورشات يأخذ من المشرفين وقتا طويلا حسب موضوع وعنوان الورشة فورشة الفيزياء استغرقت أكثر من تسع ساعات للتحضير لابتكار طريقة تواصل  ليستوعب الأطفال معنى الالكترون ودوره بأسلوب بسيط محبب.

وشرح مدير أنشطة المركز ان كل نشاط مصمم لشريحة عمرية معينة بحيث يراعي قدرة الطفل على التركيز وإمكانية استيعابه لكمية المعلومات فالورشات جميعها مدروسة الى حد كبير بحيث تناسب خصائص نمو الطفل وقدراته حيث يتم في أحيان كثيرة الاستعانة باختصاصيين في مجالات معينة لتقديم معلومة أدق بأسلوب أكثر وضوحا وشفافية كورشات الفضاء والتجريد والتحليل وتعلم الأحرف.1

ويضم برنامج بيت بيوت 2  أنشطة يومية تشمل الأطفال من عمر 3 الى 14 عاما ويتم تكثيفها في أيام العطل حيث تم تقديم عناوين عن الحشرات والحيوانات بأنواعها وعن الفضاء الخارجي وورشات بنات المخصصة للتعرف على مكونات الطبيعة بتطبيق وصفات طبخ تنفذها الفتيات الصغيرات بأيديهن مع وجود جلسات تيتا تفاحة تلك الشخصية التي ابتكرها القائمون على المشروع من ناحية الصوت واللباس والحركات والتي تهدف إلى تنمية علاقة الطفل بالكتاب بشكل أعمق بالإضافة للتركيز على السينما البديلة التي تقدم أفلام رسوم متحركة بعيدة عن العنف تناسب الأطفال.

ويشدد حيان على تطويع الفنون باختلاف أنواعها ضمن الأنشطة لتحريك خيال الطفل وعملياته العقلية المختلفة فالمركز على حد قوله “هو مكان دافئ ومكتبة تفاعلية واستطاع القائمون عليه ان يكسبوا ثقة الأهالي الذين يتفاعلون مع المركز بشكل كبير ما يدل على حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القائمين عليه لتطويره ليناسب الأمانة الموضوعة بين أيديهم”.

بدورها قالت ديما حمود إحدى المشرفات ان القائمين على المركز يهتمون بشكل كبير بالناحية التدريبية فالتعليم التشاركي وغير التقليدي أصبح علما له طرق ومدارس ويحتاج خبرة وتدريبا لذا سيقوم المشرفون بمساعدة الأهالي والكوادر التي لها احتكاك مباشر مع الأطفال ليكتسبوا هذه الخبرات ويحققوا خطوات متقدمة في عملهم.

وتضيف “لدى المركز رؤية بعيدة المدى لتطوير عمله من خلال نقل المعارف التي اكتسبها المشرفون إلى أشخاص آخرين يريدون اكتساب مهارات معينة في التعامل مع الأطفال ويتم العمل على إنجاز دليل تدريبي وتنفيذ ورشات تدريبية لنقل خبراتنا للراغبين بتعلم أساليب التعليم التفاعلي في التعاطي مع الأطفال و التوجه للأمهات الراغبات باكتساب خبرات جديدة في التعامل مع أطفالهن”.1

وأشارت حمود إلى ” بعض الصعوبات التي يمكن ان تعترض سير العمل في المركز كضخامة حجم المعلومات المقدمة للأطفال مما يضطر المشرف لاختصار بعضها بالإضافة لعدم دقة الأطفال في استخدام تقنيات معينة كالألوان والقص لكنها عثرات صغيرة يمكن تجاوزها قياسا إلى الإيجابيات الكثيرة الملموسة في العمل الذي يغطي جميع الوسائل التفاعلية من أغان وحكايات وصور وأشياء أخرى تغطي كل رغبات الطفل” لافتة الى أن المركز يضم أيضا أدوات تعليمية مختلفة وقصصا ووسائل متميزة يصممها المشرفون بأيديهم لتساعد الأطفال في التعلم بطرق ممتعة وسليمة كما أن وجود المكتبة يحقق جزءا كبيرا من أهداف المركز لتنمية عادة القراءة لدى الطفل الذي يستطيع استعارة أي كتاب يعجبه ويعيده بعد الانتهاء منه.

وترى حمود أن طموح القائمين على مشروع  بيت بيوت  لا حدود له حيث تسعى المجموعة لتوسيع حلقات السلسلة لتشمل أكبر عدد ممكن من الأطفال ولاسيما ان عددا من رياض الأطفال الخاصة بدأت تتواصل مع المشرفين لتنفيذ أنشطة تطعم عملهم في المجال التفاعلي لافتة الى ان المركز سيقيم ورشة عمل لها علاقة بالكتابة والخيال عند الأطفال ستنتج عنها قصة او مطبوعة تحمل شعار بيت بيوت بالإضافة الى العمل على طرح منتجات تجارية تحمل شعار المركز نفسه.

من جهته قال الطفل سليم ياسين  “تسع سنوات إنه استفاد كثيرا من المعلومات التي حصل عليها من المشاركة في ورشة عواصم مضيئة التي عمل خلالها على تصميم هرم خوفو ومجسم لبرج بيزا المائل بالإضافة للتعرف على برج إيفل والأدوار التي يضمها لافتا الى أنه لم يجد صعوبة في تلقي المعلومات نظرا لتنوع الأساليب المستخدمة وخاصة الأفلام المصورة وإنجاز المجسمات الخاصة بتلك المعالم بأيدي الأطفال أنفسهم.

أما كرم ياسين “7 سنوات فرأى ان وجوده ضمن ورشة أسرار الفضاء أتاحت له الفرصة لاكتساب معلومات جديدة عن الكواكب والنيازك المختلفة التي رآها في الفيديو المصور كما أن النقاشات الحاصلة وتنفيذ مجسمات بسيطة تجسد ما تعلمه زادت من متعة الورشات التي يخوضها للمرة الأولى.

ياسمين كروم