الشريط الإخباري

ترميم قطع أثرية بجهود كوادر وطنية

دمشق-سانا

انطلاقا من الإيمان بقدرة الكوادر الوطنية على إنجاز المهام الملقاة على عاتقها بدقة و إتقان وخاصة في ظل الأزمة الراهنة وانقطاع البعثات الأجنبية عن العمل في سورية قامت مديرية المخابر العلمية و الترميمية الأثرية السورية في المديرية العامة للآثار والمتاحف بإشراف الدكتورين كميت عبد الله مدير المخابر و محمود السيد نائب مدير المخابر بتأهيل كوادر وطنية من طلاب جامعة دمشق و معهد الآثار وتشكيل كوادر وطنية من المرممين وقراء النقوش الكتابية القديمة منذ عام 2012.1

وأشار الدكتورين عبد الله  و السيد  إلى أنه خلال الفترة الواقعة بين عامي 2013 و2014 حققت مديرية المخابر العديد من الإنجازات الوطنية والدولية أهمها.. تأسيس أول فريق في سورية من قراء النقوش الكتابية المسمارية حيث رممت مديرية المخابر بكوادرها الوطنية الجزء المتضرر من لوحة الفسيفساء التي تزين
الواجهة الخارجية الرئيسية لحرم الجامع الأموي الناجم عن اعتداء إرهابي بقذيفة هاون و لوحة الفسيفساء التي تزين الحرم والتي كانت تعاني أضرارا بليغة وفي حالة حفظ سيئة جدا و كانت معرضة للسقوط كما تم ترميم واجهة المدرسة السليمية في التكية السليمانية بدمشق.

وأوضح الخبيران أنه تم تطبيق منهجية علمية حديثة لأول مرة في سورية في قلع ونقل لوحات الفسيفساء من أرض المواقع الأثرية لافتين إلى أن تشكيل لوحة الفسيفساء المكتشفة في موقع المنطار الأثري جنوب محافظة طرطوس يعتبر أهم نموذج منهجي علمي مطبق في عملية قلع و نقل لوحات الفسيفساء من أرض الموقع الأثري المكتشفة فيه.

أضافا أنه تم تطبيق منهجية علميّة حديثة لحفظ لوحات الفسيفساء لأول مرة في سورية في أرض الموقع الأثري بدلا من نقلها على حامل من الإسمنت المسلح وعرضها في المتاحف نظرا لأهمية هذه العملية في توضيح أهمية ارتباط أرضيات الفسيفساء بالبناء الأثري والمحيط الذي تتواجد فيه وتكوين تصور عن العناصر
الفنية الرئيسية التي تتكون منها لوحات الفسيفساء و مدى تأثرها بالبيئة المحيطة بما يسهم بمحاولة فهم  وظيفتها وأسباب وجودها ضمن البناء الأثري ويساعد في تأريخ عمرها الزمني بالإضافة إلى دراسة المواد المستخدمة في عملية رصف لوحات الفسيفساء و تحديد مصدرها و خصائصها و اتباع أفضل الأساليب والسبل في التعاطي مع تلك الأرضيات بعد اكتشافها.

وأشار  عبد الله والسيد إلى ترميم لوحة الفسيفساء المكتشفة في عين الحلوة في مدينة اللاذقية و هي من اللوحات النادرة عالميا وقلع و نقل و ترميم لوحة الفسيفساء المكتشفة في موقع برهليا في وادي بردى واكتشاف رسوم جدارية تظهر لأول مرة في مدينة شهبا وهي قيد الترميم و الدراسة من قبل خبراء مديرية المخابر بالاضافة الى البدء برفع أبنية أثرية في الجهة الشرقية من مدينة شهبا  والعمل جار حاليا على دراسة طبيعتها المعمارية و العصر التاريخي الذي تنسب إليه.

وأضافا أن مديرية المخابر رممت لأول مرة بكوادرها الوطنية السورية هيكل المعبد في مدينة عمريت الأثرية ووضعت المديرية خططا علمية ترميمية حديثة تهدف إلى ترميم كامل لمعبد عمريت وملعبها أقدم ملعب في العالم والمدافن كما تم إطلاق مشاريع عمل تطوعية منها مشروع العمل التطوعي  سوا نرمم آثار سورية  ومشروع العمل التطوعي /سورية ترمم آثارها بهمة أبنائها/ بهدف تأهيل وتدريب مزيد من الكوادر الوطنية و إشراك طلاب الاثار في جامعة دمشق و معهد الاثار بأعمال الترميم و اكتساب الخبرة العملية التي ترفع من كفاءتهم العلمية و العملية بما يسهم برفد قطاع الآثار السوري بكوادر وطنية مدربة و مؤهلة قادرة على المشاركة الحقيقية في أعمال صيانة و ترميم و حفظ التراث الثقافي الأثري السوري العالمي.

وأوضحا أنه تم ترميم و صيانة عدد من الأيقونات الروسية الأثرية المسلمة إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف وعددها 108 أيقونات و بعد إنهاء ترميمها بالكامل تم تسليمها للجهات المعنية كما تم البدء بأعمال الترميم لأيقونات كنيسة سيدة السلام في حمص وكاتدرائية قسطنطين وهيلانة في يبرود والعمل على حماية وحفظ الأيقونات وعددها 97 كما تم إعداد تقرير مفصل بكل ايقونة وتوثيق جميع التفاصيل مرفقة بالصور وايقونات من كنيسة مارلياس في قطنا.

وأكد الخبيران أنه يجري العمل على أرشفة الأيقونات الخاصة بكنائس القطر في قاعدة بيانات خاصة وشاملة لكل التفاصيل المتوافرة والصور وذلك لأهمية حماية الأيقونات وتاريخها كما تم ترميم عدد من اللقى الأثرية الزجاجية من دمشق القديمة 12 قطعة عبارة عن حوجلات طبية وسماعات.1

وذكرا أنه تم ترميم نحو 30 قطعة  من اللقى الزجاجية مختلفة ما بين كسر زجاجية وأساور وقوارير وقواعد وأعناق وشفاه كانت في مستودع الاثار “المخابر” وهي من مواقع مختلفة وترميم آنية زجاجية ذات أهمية كبيرة وهي عبارة عن مشكاة وهي من القسم الإسلامي في المتحف الوطني.

وأشار الخبيران إلى أنه تم جرد مجموعة كبيرة من المواد الأثرية كانت مخزنة في مستودع المخابر سابقا وتم تصنيفها وتوثيقها وتصويرها ومن ثم توزيعها على مخابر الترميم المختصة لمتابعة الترميم والصيانة المناسبة تمهيدا لتسليمها أصولا إلى المتاحف والأقسام وحسب العائدية كما تم ترميم مجموعة كبيرة من المواد الأثرية العضوية وأجزاء من رسوم جدارية مختلفة من مواد الجرد مع إعداد ملف توثيقي وترميمي كامل عنها وإعداد نسخة الكترونية للتقارير المفصلة لأعمال الترميم الخاصة بكل من الكتابات العربية في متحف الطب والعلوم والمرممة في عام 1995م وترميم زخارف وكتابات متحف التقاليد الشعبية قصر الزهراوي  في حمص والمنفذ في عام 1996م وترميم لوحة الشيخ صالح العلي النسيجية المحفوظة في متحف المجاهد الشيخ في منطقة الشيخ بدر  “محافظة طرطوس ” والمنفذة عام 2007م و ترميم جزء من لوحة جدارية مستلمة من متحف دير عطية.

وأنجزت المديرية تقريرا علميا وعمليا عن الحالة الراهنة لمجموعة قطع خيال الظل المحفوظة في متحف التقاليد الشعبية ” قصر العظم ” وإعداد مشروع ترميم مستقبلي للقطع حيث يتم العمل حاليا على ترميم مجموعة من اللوحات الجدارية  10 لوحات  مكتشفة في مدينة الفار  محافظة الرقة  من الفترة الأموية
والعباسية والمكتشفة من قبل البعثة السورية الألمانية السورية عام 1995م و ترميم وصيانة وحفظ الرسوم الجدارية المكتشفة في مدينة شهبا مع البعثة الوطنية العاملة هناك اضافة الى ترميم 3 لوحات جدارية من قصر الحير الغربي  رممت بشكل شبه كامل وإحدى هذه اللوحات كانت مشروع تدريب لطلاب قسم الآثار  في
جامعة دمشق كما تم ارشفة وتوثيق لوحتين من قصر الحير الغربي.

وأشار عبد الله و السيد إلى أنه تم العمل على ترميم 5 قطع حجرية من حديقة المتحف الوطني  القسم الإسلامي  إحداها ساكف خان الملح التابع لقصر الحير الغربي و إزالة كتابات و تشويهات من الواجهة الخارجية لمتحف الخط العربي و ترميم تمثالين من الجص في قصر العظم  قاعدة الحمام  وترميم و صيانة ثلاث لوحات زيتية من مستودع الفن الحديث في المتحف الوطني ولوحة  نقيب أشراف دمشق من قصر العظم ولوحة  مشاورات الوحدة للفنان سعيد نحسين من المتحف الوطني وترميم وصيانة وحفظ ستة وعشرين رقيما فخاريا مسماريا مصدرها تنقيبات ماري عام 1980م.

وأشار الخبيران الى أنه تم ترميم وتنظيف ودراسة قطع حجر موجودة في حديقة المتحف الوطني أهمها ناووس مكتشف في الرستن وترميم جرة فخارية في حديقة المتحف الوطني بدمشق ومجموعة كبيرة من قطع المصادرات في مستودع المديرية يزيد عددها عن ألف قطعة وهي تختلف بين سراج وجرار ودمى إضافة الى ترميم جرة من المتحف الوطني القسم الكلاسيكي ومجموعة نقدية من موقع السورة ” محافظة
الرقة” عبارة عن 60 قطعة نقد عائدة للعصر البيزنطي والإسلامي المتأخر.

وعملت المديرية على ترميم قطع أثرية من متحف تدمر عبارة عن 100 قطعة متنوعة تحوي نقود من فترات مختلفة منها رومانية وبيزنطية واسلامية ومجموعة من الحلي من تعليقات وأساور وخواتم وترميم مجموعة قطع أثرية من متحف بصرى عبارة عن أساور برونزية اضافة الى ترميم تمثال برونزي صغير من تل مكسور  في محافظة حماة ومجموعة قطع نقدية من موقع منبج “محافظة حلب ” عبارة عن مجموعة قطع برونزية من موقع مبطوح  محافظة الحسكة  عبارة عن حراب برونزية 50 قطعة نقد وترميم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المتنوعة برونزية وحديدية ونقود من مستودعات المديرية العامة للآثار والمتاحف وتعود إلى موقع رأس الشمرا وموقع اللطامنة وقطع من مدافن باب سريجة في دمشق وقطع متنوعة من موقع المشرفة وهي مختلفة بين حلي أساور وخواتم وتماثيل صغيرة وأواني ونقود ووزنات في أي منطقة.

كذلك تم وفق الخبيران “ترميم مجموعة قطع نقدية يعود 100قطعة نقد منها للعصر البيزنطي من كنز الصنمين بمحافظة درعا ويعود /15/ منها إلى الفترة الرومانية من موقع عمريت كما يعود /141/ نقد منها إلى دمشق وغيرها الكثير من الأعمال الجاري العمل على إنجازها بخبرات وطنية ذات كفاءات وقدرات دولية”.

وأكد الدكتورين  عبد الله  والسيد  أن ما تم إنجازه بدء من عام 2013 من أعمال الترميم الأثري بأيدي كوادر وطنية أثبتت قدرة الشعب السوري على حماية تراثه الأثري وحفظه وتوثيقه ونشر مضمونه وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها بين الباحثين والمهتمين في ميدان البحث والتنقيب والترميم الأثري.